طبيبة تتهم مستشفى خاصاً بالتسبب فى وفاة ابنها «إكلينكيا» بعد حقنه بمواد مخدرة

«ابنى راح منى.. وكل يوم بشوفه ميت أمام عينى بسبب جرعات زائدة من المواد المخدرة والسامة.».
بهذه الكلمات الصادمة عبرت الدكتورة أمانى سيد، عن صدمتها وحكايتها مع الإهمال الذى راح ضحيته ابنها الوحيد، الذى وصفته ب«الميت الحى»، فحالته كمريض ب«الصرع» لا تحتاج أكثر من يوم أو اثنين للعلاج وبعدها يخرج بصحة جيدة، لكن فى هذه المرة دخل المستشفى منذ 72 يوماً ولم يخرج لأنه «مات إكلينيكياً»، حسب كلامهما، واصفة المستشفيات الاستثمارية بأنها «غير آمنة»، وطالبت أى «مريض» يفكر فى الذهاب إلى المستشفيات الخاصة بالبقاء فى منزله وأن يموت على فراشه أكرم له من الموت على سرير فى العناية المركزة، كما حدث لابنها.
تبدأ تفاصيل الواقعة فى 22 سبتمبر الماضى، عندما تعرض ابنها محمد حسنى رياض «19 سنة - طالب بالفرقة الثانية بمعهد السياحة والفنادق» لنوبة صرع، بعد عودته من المعهد مباشرة، اضطرت أمه - وقتها إلى طلب الإغاثة من أقرب مستشفى خاص لمنزلها، لكنها كما تقول: «فوجئت بأن المستشفى أرسل إلينا إسعافاً يخلو من أدوات التنفس أو أنابيب الأوكسجين.. وبعدها صدمت بأن المستشفى رفض علاج الحالة وقال إنه يحتاج أدوات طبية خاصة غير موجودة به» وتتابع: «ذهبت بابنى إلى مستشفى السلام لعلاجه، وبالفعل تم عمل الإجراءات الطبية اللازمة.. وظننته سيعود إلى حالته الطبيعية بعد فترة».
تصمت برهة وتقول فى حزن شديد: «ابنى راح منى.. وكل يوم بشوفه ميت أودام عنيا.. بسبب جرعات زائدة من مواد مخدرة وسامة»، وتضيف: «ثانى يوم من الواقعة ذهبت للاطمئنان عليه فوجدته فى غرفة العناية المركزة وموضوع على أجهزة إنعاش القلب والمخ.. تساءلت فى لهفة: (ابنى جرى له إيه؟) وأنا على يقين بأن الحالة خطيرة، لكنى لم أعرف السبب.
دخل ابنها فى غيوبة تامة ولم تتحسن الحالة فاضطرت لنقله إلى معهد ناصر لمواصلة علاجه، كما روت لنا، لكنها هذه المرة كانت ترغب فى معرفة الأسباب الحقيقية، التى أدت إلى تدهور الحالة، انتقل ابنها إلى معهد ناصر وقبل تسليم الحالة تحدث طبيب الرعاية المركزة، الذى كان يباشر عمله مع حالة ابنها إلى الطبيب الآخر حول مستقبل الحالة وقال له الحالة أخذت جرعة «ديازبارم».
الكلمات التى وقعت على سمعها بقدر ما أذهلتها، أكدت شكوكها من تعرض ابنها لإهمال طبى - على حد قولها - بدأت تجمع كل المستندات والأوراق التى تفيد بأن الطبيب المعالج له أعطاه جرعات زائدة من مادة «الديازبام» وهو ما تسبب فى توقف قلبه لمدة نصف ساعة، وتضيف أمانى: «توقف القلب لمدة عشر دقائق كافية لإتلاف خلايا المخ كاملة، وما حدث لابنى هو إتلاف لكل خلايا المخ وهو الآن يعيش على أجهزة التنفس الصناعى وإنعاش القلب، والشق الحنجرى لإدخال الأدوية إليه».
وأشارت الأم إلى أن معهد ناصر طلب عمل بزل نخاع لتوقعهم أن التدهور الذى وصلت إليه الحالة ناتج عن التهاب فى المخ ولكن التحاليل نفت ذلك، وقالت: «تفاصيل فاتورة الحساب بمستشفى السلام تؤكد أن ابنى أخذ 26 أمبولا من مادة الديازبام وهذا مخالف للبروتوكول الطبى فى العلاج، إذ إنه من المفروض فى حالة دخول المريض العناية المركزة أن يتلقى أى علاج آخر بديل لهذه المادة نظراً لخطورتها، وأيضاً فى حالة المريض العادى فإنه لا ينبغى ألا تزيد الجرعة على 1 مم لكل كيلو جرام فى الجسم».
وأشارت إلى أن ابنها فى اليوم الثانى له فى المستشفى كان يعانى «نهجان» شديداً»، حسب تقرير الطبيب المعالج، لكن الطبيب لم يسعفه ولم يعطه أى أدوية، وعندما سألته عن السبب، أجاب: «دى عضلات شابة وتستحمل النهجان.. مع العلم بأنه كان فى العناية المركزة أى أن حالته خطيرة ولم يكن فى الشارع حتى يقول الطبيب إن عضلاته شابة، وهذا ما أضاع ولدى وهو التقاعس عن علاجه والإهمال فى علاجه».
أضافت أنها تقدمت بشكوى إلى نقابة الأطباء فى 15 أكتوبر الماضى، لإيقاف الدكتور أحمد على، أستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة وطبيب العناية المركزة المعالج لابنها عن العمل نتيجة لخطائه الطبى، الذى أودى بحياة ابنها حتى إنه وكما وصفته «الميت الحى» لكن النقابة لم تتحرك فى الشكوى، وطالبت بفتح التحقيق فى ملف ابنها الطبى.