خيم الحزن على أسر الأطفال ضحايا حادث منشأة ناصر، الذى وقع الجمعة الماضى، وانتهى بمصرع 3 أطفال وإصابة طفلين آخرين، دهستهم سيارة نقل، تسلم الأهالى الجثث، وقاموا بدفنها، وأقاموا سرادق عزاء، مساء أمس الأول، لتلقى العزاء. العويل وصرخات النساء تسمعها بوضوح بمجرد مرورك بمنطقة الحادث، أهالى المنطقة جميعهم يتحدثون عن الحادث وعن إهمال السائقين، وقررت النيابة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، ويعرض اليوم على قاضى المعارضات لتجديد حبسه، لاتهامه بالقتل وقيادة السيارة دون لوحات معدنية. داخل منزل الضحية الأولى جلست الأم تحتضن صورة ابنيها، «محمد ومصطفى» الاول انتهت حياته مساء يوم الجمعة، والثانى انتهت حياته منذ عامين وبالتحديد فى كارثة الدويقة.. التف حول الأم الحزينة العديد من أقاربها يحاولون مواساتها.. لا يغيب عن ذكراها حادث الدويقة، الذى راح ضحيته ابنها قبل عامين. تقول: الحزن لم يفارقنا من يومها.. يوم الحادث - تقصد الدويقة - خرجنا جميعا لشراء بعض الأشياء وتركنا مصطفى داخل المنزل، لنعود بعدها ونجد الصخرة أنهت حياة الجميع.. قضينا 3 أسابيع قى البحث بين أسماء المصابين والضحايا، لينتهى الأمر بأنه لقى مصرعه تحت الأنقاض وتوقف رجال الدفاع المدنى عن البحث، يوم الجمعة الماضى تجددت الأحزان مرة أخرى على يد سائق «جيب».. كنت أشعر دائما بأن الأحزان لن تفارقنا منذ حادث الدويقة، الآن فقدت ابنى الثانى اثناء لهوه بالشارع مع اصدقائه بسبب اهمال سائق وقيادته المتهورة. وأضافت: يوم الحادث رفضت خروجه للعب بالشارع ولكن أمام إصراره وافقت وأعطيت له «جنيهاً ونصف الجنيه» لشراء الحلوى، لتمر نصف ساعة وأسمع أصوات صرخات بالشارع، لأجد ابنى وسط بركة من الدماء ويلفظ أنفاسه الأخيرة بين يدى، وأنا أحاول نقله إلى المستشفى للعلاج.. ابنى الأول راح ضحية إهمال الحكومة، والثانى راح ضحية إهمال سائق وقيادته المتهورة لأقضى بقية عمرى فى حزن عليهما الاثنين. أمام المنزل المقابل جلست والدة الضحية الثانية «خالد» بملابسها السوداء تبكى وتصرخ على ابنها.. تجلس دقائق وبعدها تسرع إلى مكان الحادث وكأنها تبحث عن شىء مفقود منها. قالت: «الإهمال وراء الحادث.. طالبنا المسؤولين من زمان بعمل مطبات صناعية ولكن دون فائدة.. المتهم فى الواقعة لا يتعدى عمره ال20 عاما، بعد ارتكابه الحادث حاول الهروب ولكن الأهالى أمسكوا به.. كيف يتولى هو مسؤولية نقل أهالى المنطقة وهو لا يحمل رخصة قيادة.. الضباط فى قسم شرطة منشأة ناصر تعاطفوا معنا وساعدونا فى الحصول على تراخيص الدفن بسهولة. ومن ناحية أخرى، واصلت النيابة العامة تحقيقاتها فى الحادث واستعجلت تقرير اللجنة الهندسية لبيان سبب وقوع الحادث، كما طلبت أخذ عينات من دم المتهم لبيان تعاطيه مواد مخدرة من عدمه، ومن المقرر أن ينظر قاضى المعارضات فى تجديد حبسه اليوم.