قِفا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبيبٍ ومَنْزل...

عندما تحتاج لمشورته يعطيك خبرته، كأى أب يعطى لابنه خبرته فى الحياة، وعندما تحتاج إلى مساعدته تجده كأخ يقف جوار أخيه.
عندما تبحث عن الحب تجده بجوارك بقلبه الطيب الحنون الصافى، عندما تشكره، يطلب منك أن تمد يدك لله سبحانه وتعالى، شكراً لله الذى جعله سبباً لإسعاد أبناء السيدة زينب الكرام....» ( من معلقة «عندما تبحث عن الحب تجده» للنابغة الزينبى).
فالمعلقات قصائد برزت فيها خصائص الشعر الجاهلى حتى عدت أفضل ما بلغنا عن الجاهليين من آثار أدبية، يقول صاحب «العقد الفريد»: وقد بلغ من كلف العرب به أى الشعر وتفضيلها له أن عمدت إلى سبع قصائد تخيرتها من الشعر القديم، فكتبتها بماء الذهب فى القباطى المدرجة، وعلقتها بين أستار الكعبة، فمنه يقال: مذهبة امرئ القيس، ومذهبة زهير.
والمذهبات سبع.. «أمِنْ أمّ أوْفى دِمنةٌ لمْ تَكَلَّم» لزهير بن أبى سلمى. «هَلْ غَادَرَ الشّعَرَاءُ منْ مُتَرَدّمِ» لعنترة بن شداد «ألاَ هُبّى بصَحْنِكِ فاصْبحِينَا» لعمرو بن كلثوم. «آذَنَتْنَا ببَينها أسمَاءُ» للحارث بن حلزة اليشكرى. «عَفَتِ الدِيار محلها» للبيد بن ربيعة العامرى. «قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبيبٍ ومَنْزل» لامرئ القيس. «لِخَوْلَة أطْلالٌ ببُرْقةِ ثَهْمَدِ» لطرفة بن العبد، ويضاف إلى تلك القصائد ثلاث أخرى، لتسمى جميعها بالمعلقات العشر، وهى: «وَدّعْ هُرَيْرَة إنَ الرّكْبَ مرْتَحِلُ» للأعشى. «أقفتَ من أهلهِ ملحوبُ» لعبيد بن الأبرص. «يا دارَ مَيّة بالعليا فالسند» للنابغة الذبيانى.
هذا ما وجدنا عليه آباءنا، المعلقات عشر إلا فى السيدة زينب إحدى عشرة، يضيفون إليها معلقة «عندما تبحث عن الحب تجده» التى تعد أروع وأنفس ما قيل فى مناقب الدكتور فتحى سرور، لذلك اهتم أبناء السيدة الكرام بها وعلقوها على بوابات النصر.
شعراء المعلقات يسيرون فيها على نهج مخصوص، يبدأون عادة بذكر الأطلال، وقد بدأ عمرو بن كلثوم مثلاً بوصف الخمر، ثم بذكر الحبيبة، ثم ينتقل إلى وصف الطريق التى يسلكها، بعدئذ يخلص إلى الفخر (إذا كان الفخر مقصوداً) كما عند عنترة، وينتهى بالحماسة أو بذكر شىء من الحِكَم (كما عند زهير) أو من الوصف كما عند امرئ القيس.
معلقة «عندما تبحث عن الحب تجده بجوارك» استثناء، فقد بدأت بذكر الأبوة الخالصة للدكتور سرور، ثم البنوة المخلصة، وعرجت على الأخوة، رب أخ لم تلده أمك، ثم بذكر الحبيب أبوقلب طيب وحنون وصافى، بعدئذ خلصت إلى الفخر (كما عند عنترة) ثم بذكر شىء من الوصف (كما عند امرئ القيس) يقول الزينبى: «عندما تشكره يطلب منك أن تمد يدك لله سبحانه وتعالى شكراً...»
المعلقات عادة ما تبدأ بذكر الأطلال وتذكر ديار المحبوبة، حى السيدة بعد مشروع القضاء على العشوائيات صار خلوا من الأطلال، والمحبوبة تجلس طوال النهار تعالج عقما جنب المقام، ينتهى النابغة الزينبى بذكر شىء من الدعاء، يا أم العواجز، يا طاهرة، وحياة جدك النبى خليكى جنبه، فى ضهره، ابعدى عنه شر نواب الإخوان والمستقلين.
إنكار بعض المستشرقين من الإفرنج، وبعض كتابنا وهم الأكثرية أنّ المعلقات علقت فى الكعبة لا ينسحب على معلقة «عندما تبحث عن الحب تجده بجوارك» معلقة النابغة الزينبى معلقة حتى كتابة تلك السطور جنب رفاعى بتاع النيفة (مؤنث الكباب).