في مثل هذا اليوم، وفي 22 أبريل، لا يزال العالم يذكر ميلاد «قائد الثورة البلشفية» ففي حين يتحرك مناصرو الحزب الشيوعي الروسي لوضع الزهور على ضريح «لينين» أو لإلقاء الخطابات تمجيدا له ولسياسته، يبدو أن الأجيال الجديدة تجهل إلى حد ما حياة مؤسس الاتحاد السوفيتي ولا عجب في ذلك إذا ما كانت هذه الأجيال نفسها تجهل كيان وعناصر الاتحاد السوفيتي عينه. ولد «فلاديمير ايليتش لينين» عام 1870 في مدينة «سيمبيرسك» الروسية التي أصبحت لاحقا «أوليانوفسك»، والتي تضم حتى اليوم منزله المتحول في متحف يعكس محطات من تاريخ حياة لينين الطفل ولينين الشاب. سرعان ما ظهر مضمون تفكير«لينين» السياسي والاجتماعي أيام الجامعة عندما فصل من كلية الحقوق في «قازان» لمشاركته في التظاهرات، وانتقل بعدها من مرحلة المشاركة فقط تعبيرا عن الرأي إلى مرحلة الفكر بانضمامه إلى جمعيات «ماركسية» عقب إعدام أخيه «ألكسندر» لمحاولته اغتيال القيصر«ألكسندر الثالث». من هنا بدأ «لينين» درب اللاعودة وسار فيها قدما، كتابة ودراسة وتوعية حتى نجاح الثورة «البلشفية» عام 1917. أطلق على «لينين» أسماء «أب البروليتاريا» و«أب الثورة» و«القائد العبقري» إلا أن استطلاعات الرأي أظهرت اليوم وبعد قرن تقريبا على تأسيس الاتحاد السوفيتي، أن شعبية «لينين» تتراجع في أوساط المواطنين الروس. وأشار مركز «ليفادا» لاستطلاعات الرأي إلى أن شعبية «لينين» خلال العقدين الأخيرين كقائد «البروليتاريا» العالمية، أصبحت أقل أهمية بالنسبة للروس مع التركيز على أن تعاطي هؤلاء المواطنين مع شخصه أصبح أكثر ايجابية. فبالنسبة ل28% من الذين شاركوا في استطلاع الرأي سيبقى «لينين» بالنسبة للعالم مؤسس الدولة السوفيتية بينما يرى 17% أنه سيبقى في ذكرى العديد قائدا كان همه الأول مصالح العمال أما 12% فينظرون إليه كمفكر عظيم تكهن المستقبل ونجح في تكهنه. كثيرون اليوم يعتبرون أن الاصلاحات الاقتصادية التي أدخلها «لينين» إلى صلب السياسة السوفيتية وخططه الخمسية والسياسة الاقتصادية الجديدة كانت أسسا من شأنها أن تجنب الاتحاد السوفيتي المصير الذي كتب له عام 1991. اليوم وبعد 143 عاما لا تزال كل مدينة روسية أو سوفيتية تضم شوارع باسم «لينين» ولا يزال ضريح هذا القائد على الرغم من الجدل الدائر حوله، وسط الساحة الحمراء كما لو أن هيبة هذا السياسي والثوري والمفكر لا تزال حتى اليوم هي من تقرر مصيره.
