أذكر جيدا منذ حوالي الخمسة عشر عاما سألت والدي بعد إحدى البرامج التليفزيونية آنذاك.... بابا ... إيه التطبيع ده؟ أجابني والدي العزيز إجابة مطولة ووافية ... عن كيفية تحرير الآراضي المصرية ومدى العداوة التاريخية بيننا وبين ما يسمى بدولة اسرائيل ولماذا نضطر حاليا أن نصمت .. أو بمعنى آخر (نماين) ولا أخفيكم قولا أنني إقتنعت بكلماته رغم عدم إقتناعنا نحن الاثنان بفكرة التطبيع... اليوم هو اليوم الحادي عشر لزواجي .. وبعد قراءة عدة أشياء مستفزة عن الكيان المشوه المسمى بإسرائيل لم أستطع ألا أتذكر ذلك السؤال وأنا طفل ذو عشرة أعوام ، ماذا لو سألني ابني ذات يوم نفس السؤال؟؟!!! بماذا سأجيبه...وإن استطعت إقناعه أو تصبيره!!...ماذا سأقول له عندما يتصفح الانترنت في ساعته أو ربما في الهواء حينها.... سيسأل...لماذا نصمت؟ سيسأل...لماذا صدرنا لهم الغاز؟!! سيسأل ...لماذا لا يتحد العرب لماذا يتطورون عناّ..... بابا...ما هي الديمقراطية؟ بابا...لماذا لم يحكم مصر سوى خمس رؤساء من بينهم أب وابنه؟ّ!! من هو أحسن من حكم مصر؟ (سؤال كوميدي بالطبع) اللآلاف من الأسئلة.... وأسأل الله أن ينير بصيرتي حينها واستطيع الرد عليه بما لا يحوله إلي واحدا من أفراد هذا القطيع. (بابا)....في زماننا هذا هي كلمة تعني الكثير.