لا أعرف الدكتور سامى سعد زغلول بشكل شخصى ولم يسبق لى أن التقيته أو سنحت لى أى فرصة لمناقشة الرجل الذى يشغل منصب أمين عام مجلس الوزراء ثم أصبح رئيساً لصندوق التمويل الأهلى للنشء والشباب والرياضة عام 2006 بقرار من رئيس الحكومة.. ولكننى أشعر الآن بضرورة التوقف وسؤال الرجل عن شرح وتفسير للقرارات التى اتخذها الصندوق برئاسته هذا الأسبوع.. ففى ذلك الاجتماع قرر الصندوق صرف 62 مليون جنيه لدعم الألعاب الرياضية وتطوير الأندية الشعبية واستكمال استعدادات الإسكندرية لاستضافة ألعاب البحر المتوسط 2017: إنشاء أسوار لبعض الأندية الشعبية بالمحافظات بخمسة عشر مليون جنيه.. تطوير مائتى ناد شعبى بعشرة ملايين جنيه.. إنشاء مركز للتنمية الرياضية بحلوان بتكلفة تقترب من العشرة ملايين.. تمويل مشروع دورى كرة القدم بالجامعات المصرية بخمسة ملايين جنيه.. تجهيز نادى التجديف بالأقصر بثلاثة ملايين ونصف المليون جنيه.. تمويل حملة ترويج ملف الإسكندرية بمليون جنيه.. وبهذا الخصوص لن أكون كغيرى وأتعامل مع هذا الأمر كمجرد خبر تنشره الصحف إن وجدت مساحة خالية.. وقطعا لن أسابق لتوجيه الشكر للصندوق ورئيسه على كل هذه الملايين التى يتم تخصيصها للرياضة.. فمن الاسم الرسمى للصندوق.. التمويل الأهلى.. أتأكد أنه مالى أنا وأنت وليس مال أى أحد آخر.. وبالتالى يحق لنا، كأصحاب حق ومال، أن نسأل ونفتش ونراجع وأن نحاسب أيضا.. ولن أحاسب هنا مجرد أمين لرئاسة الوزراء أو رئيس لصندوق.. وإنما أسأل الأول على دفعته فى الفنية العسكرية وصاحب الماجستير والدكتوراة من هارفارد فى علوم الكمبيوتر والماجستير فى الإدارة العامة من كلية كيندى للإدارة.. وصاحب خبرات علمية وحياتية طويلة وعميقة: هل رجل بهذه المواصفات ممكن أن يقبل بمثل هذه السياسة المالية للإنفاق الرياضى؟.. فهل بناء أسوار للأندية هو الخطوة الأحق والأولى بهذه الملايين كلها.. وهل يؤمن سيادته بوجود للرياضة فى الجامعة يستدعى إهدار كل هذه الملايين، خاصة أنه وافق فى شهر مارس الماضى على صرف خمسة ملايين أخرى للرياضة الجامعية؟.. وهل من المهام التى تأسس من أجلها هذا الصندوق صرف 12 مليون جنيه كمجرد مكافآت لمنتخب مصر القومى للكرة، كما هو ثابت فى أوراق الصندوق وميزانيته.. وهل يدرك صاحب شهادات هارفارد الرفيعة والراقية إن إنفاق عشرة ملايين جنيه لتطوير مائتى ناد شعبى يعنى ستين ألف جنيه لكل ناد.. وهو رقم لا يكفى لإقامة أى مبنى أو أى تطوير حقيقى.. أى أننا أمام فضيحة لإهدار المال العام تحت لافتة الاهتمام الحكومى بتطوير الأندية الشعبية.. وكنت أتخيل أن يختار الصندوق خمسة أندية كل سنة لتطويرها بشكل حقيقى بدلا من بعثرة الملايين كل ستة أشهر دون أى نفع أو عائد حقيقى.. وكنت أتمنى لو قدم لى رئيس الصندوق كشف حساب للخمسين مليون جنيه التى أنفقها الصندوق منذ ستة أشهر لتطوير أندية أخرى أنا واثق أنها لم تتغير ولم تتطور.. وكأنه مال ليس له أصحاب.. وكأن السياسة الوحيدة للصندوق هى الدعاية الزاعقة والتظاهر بالاهتمام بالرياضة على صفحات الصحف وفى التقارير الحكومية المملة والرديئة، بينما يبقى الخراب والفساد هو الحقيقة الوحيدة الباقية على أرض الواقع.. وهل يعرف رئيس الصندوق أن نادى التجديف فى الأقصر غير مطابق للمواصفات العالمية ولن يستضيف بطولات رسمية، وبالتالى يصبح من العبث إهدار ملايين أخرى لتطويره؟ أظن أنه من حقنا أن نعرف الميزانية الإجمالية التى سيتعين علينا إنفاقها من أجل حلم استضافة البحر المتوسط فى الإسكندرية، رغم أننا لم ننجح بعد فى ذلك.. وهل هناك دراسة جدوى قدمت للصندوق عن هذه الألعاب قبل التورط فى القرار والإنفاق الحكومى؟.. وحقائق ومواجع وأسئلة أخرى أحتاج لإجابة واضحة ومحددة عليها من السيد رئيس صندوق التمويل الأهلى للنشء والشباب والرياضة. [email protected]