أدان عدد من المثقفين إحراق نسخة من المصحف الشريف على يد القس الأمريكى فريد فيلبس، كاهن كنيسة ويستبورو بولاية كنساس الأمريكية، فى ذكرى تفجيرات 11 سبتمبر، مستنكرين ذلك. ووصف وزير الثقافة فاروق حسنى، من قاموا بإحراق المصحف الشريف ب«المتهورين والجهلاء»، معتبرا ذلك جريمة كبرى فى حق أمة ودين وعقيدة كبيرة وراسخة فى عقول وقلوب أصحابها. ووصف الدكتور زاهى حواس، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، إحراق المصحف بمثابة دعوة لإحراق العالم كله، مرجعا السبب إلى أن القس فريد فيلبس يعيش فى بلد كبير يضم كل الديانات السماوية وغير السماوية، مؤكدا أن هذه الجريمة أثبتت أن الإسلام لا علاقة له بالإرهاب الذى يأتى من أشخاص منحرفين فى كل الديانات، خاصة أنه لا يمكن ربط الإرهاب بدين معين. وقال جابر عصفور، رئيس المركز القومى للترجمة، إن إحراق المصحف ينم عن «غباء وتخلف وتعصب، ولا يقل فى حماقته عما يقوم به أفراد تنظيم القاعدة»، مؤكدا أنه مثلما تعانى الشعوب العربية من رجعية التيارات الإسلامية المتشددة، فأيضا الدول الغربية لديها الكثير من المتعصبين والمتطرفين. وصف الكاتب محمد سلماوى، رئيس اتحاد كتاب مصر، إحراق نسخة من المصحف على يد قس وشاب أمريكيين، فى حادثتين منفصلتين، بالعمل الهمجى المستفز، مضيفاً أن حرق المصحف عمل غير مقبول على أى مستوى من المستويات الدينية والأخلاقية والثقافية. وأبدى سلماوى تعجبه من الهجمة التى تعرض لها وزير الثقافة فاروق حسنى عندما نسبت إليه تصريحات حرق الكتب الإسرائيلية العام الماضى، قائلاً إن يهود العالم «أقاموا الدنيا ولم يقعدوها» عندما نسبت بعض التصريحات لفاروق حسنى حول حرق الكتب الإسرائيلية التى تهاجم الإسلام والعرب، بينما هناك أناس لا يهددون بإحراق الكتب وإنما يحرقونها بالفعل على مشهد ومسمع من العالم أجمع. فى سياق متصل، أكد الباحث الأمريكى جوزيف ناى، البروفيسور بكلية جون كينيدى بجامعة هارفارد الأمريكية، أنه بعد أحداث حرق المصحف، من الصعب على إدارة أوباما النجاح فى حرب أفغانستان أو فى علاقتها مع العالم الإسلامى، وأضاف أن أمريكا عليها ألا تمثل نفسها كشخص «مهيمن ومُسيطر» بل عليها نبذ العنف فى أفغانستان والعراق. ووصف جوزيف، فى لقائه مع مراسل من مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى، آراء القس الأمريكى «تيرى جونز» الذى ترأس الدعوة لحرق المصحف يوم 11 سبتمبر، بأنها «مشوهة»، مؤكداً أن هناك مشاكل أكبر من «قس فلوريدا» وهى شعور الأفغان بالاستياء من بناء المدارس فى مناطق خاطئة على أيدى الإدارة الأمريكية فضلاً عن استيائهم من حكومة كرزاى والتشكيك فى شرعيتها.
