بعد ثلاثة أيام من كارثة تصادم القطارين بالعياط، تقدم المهندس محمد منصور، وزير النقل، باستقالته من منصبه، فيما تقرر تكليف الدكتور حسن يونس، وزير الكهرباء والطاقة، بتولى مسؤولية وزارة النقل، إلى جانب عمله لحين اختيار وزير جديد. قال منصور، خلال مؤتمر صحفى عقده بالقرية الذكية عقب لقائه بالدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء، إنه تقدم باستقالته «انطلاقاً من إحساسه بالمسؤولية السياسية عن هذا الحادث الأليم»، الذى أوقع السبت الماضى 18 قتيلاً و36 جريحاً. ووزع الوزير المستقيل بياناً إعلامياً على الصحفيين والإعلاميين تحدث فيه عن «الإنجازات»، التى قام بها على مدار 4 سنوات، هى زمن توليه المنصب. ووصل منصور إلى القرية الذكية، الساعة 12.10 ظهراً، وكان «عابس الوجه»، ولم يتحدث سوى أمام مراسل التليفزيون الرسمى فقط، وهو الوسيلة الإعلامية الوحيدة التى اتصل بها الدكتور مجدى راضى، الأمين العام لمجلس الوزراء. ويبدأ الدكتور أحمد نظف مشاورات خلال الساعات المقبلة لاختيار الوزير الجديد، وبحسب مصادر فى مجلس الوزراء فإن الترشيحات تصب فى اتجاه اختيار أحد أساتذة كلية الهندسة، خاصة من جامعة القاهرة، بينما تضاربت الروايات بشأن حلف وزير النقل المنتظر لليمين القانونية، حيث ذكرت إحداها أنه سيتم حلف اليمين اليوم الأربعاء، فيما أفادت رواية أخرى بأن هذا الأمر سيتأجل لما بعد عقد مؤتمر الحزب الوطنى المقبل. فى سياق متصل، أكدت مصادر مطلعة ل«المصرى اليوم»، بمجلس الوزراء، أن المهندس محمد منصور، تعرض لضغوط شديدة من أجل تقديم استقالته. وقال المصدر إن الدكتور أحمد نظيف أبلغ استقالة الوزير للرئيس حسنى مبارك هاتفياً، ولا يعلم ما إذا تم إرسال جواب رسمى مغلق لرئاسة الجمهورية بهذه الاستقالة من عدمه. وأشار المصدر إلى أن الرئيس مبارك بعد قبوله استقالة وزير النقل، توجه إلى الإسماعيلية، لحضور احتفالات القوات المسلحة بانتصارات أكتوبر، المقرر تنظيمها بالمسرح الرومانى بالإسماعيلية. وجاء فى نص بيان استقالة منصور: «شرفت خلال السنوات الأربع الماضية منذ اختيارى كوزير للنقل فى ديسمبر 2005، بالعمل فى إطار برنامج طموح للحكومة للنهوض بهذا القطاع الحيوى المهم، وقد قمت خلال تلك الفترة ببذل قصارى جهدى نحو تطوير المجالات المتعددة التى يضمها قطاع النقل فى مصر». وأضاف: «عملت مع فريق متميز من الزملاء فى وزارة النقل على تطوير قطاع الموانئ، الذى شهد طفرة واضحة، بدأت تؤتى ثمارها، وتنعكس على أداء هذا القطاع بشكل واضح.. عملنا أيضا على إحداث نقلة جديدة فى تطوير شبكة الطرق لفتح شرايين الاتصال بين أنحاء الجمهورية، وبدأنا فى تطوير النقل النهرى كمجال جديد ينطوى على إمكانيات واعدة». وذكر البيان، سعيت خلال السنوات الماضية إلى وضع خطة طموح لتطوير قطاع السكك الحديدية، الذى يواجه تحديات كبيرة منذ فترة طويلة، وقد تعرض هذا المرفق العام لحادث أليم يوم السبت الماضى، وراح ضحيته عدد من المواطنين الأعزاء، نظراً لاستمرار وجود خلل واضح فى عملية إدارة هذا القطاع الحيوى المهم.