فى الخامس من أكتوبر، دعا نائب رئيس حكومة الاحتلال لحظر الحركة الاسلامية فى فلسطينالمحتلة عام 1948 واعتقال رئيسها الشيخ رائد صلاح ونائبه. هذه الدعوة جاءت على خلفية أحداث الأقصى التى وقعت مؤخراً بين شرطة الاحتلال والمرابطين فى المسجد الأقصى، إلى جانب حملة تحريض واسعة فى الصحف العبرية، تشير إلى خطورة التأثير لرجال الحركة ودورهم فى معركة الدفاع عن الأقصى. وفى اليوم الثانى لهذه الدعوة اعتقلت شرطة الاحتلال الشيخ «رائد صلاح» رئيس الحركة وأبعدته عن القدس لمدة شهر بتهمة «تمهيد القلوب.. والتحريض.. والتشجع.. وإشعال الأرواح أيديولوجيا»، كما قالت صحيفة معاريف العبرية فى مقال نشر فى اليوم نفسه. كل ذلك سلط الضوء على الدور الذى يضطلع به فلسطينيو الأراضى الفلسطينيةالمحتلة عام 1948، فى الرباط والدفاع عن القدس والأقصى. يقول نائب رئيس الحركة الإسلامية فى الداخل الشيخ كمال الخطيب، عن هذا الدور، إن وجود نحو مليون و400 ألف فلسطينى فى الأراضى المحتلة عام 48، قدر ربانى يتضح فى دور فلسطينيى الداخل لنصرة القدس والأقصى فى ظل عدم قدرة فلسطينيى الضفة أو القطاع على الوصول إلى القدس. ويضيف الخطيب: «بدأنا منذ منتصف التسعينيات حينما أدركت الحركة الإسلامية، الخطر الداهم الذى يحيق بالأقصى، حيث أطلقت حينها نداءً عالميا تحت عنوان الأقصى فى خطر». واستمرت مشاريع إعادة إعمار الأقصى حتى عام 2000، عندما اقتحم أرئيل شارون ساحاته وجاءت الانتفاضة، وعندها منع الاحتلال بشكل بات أى عملية إعادة ترميم بالأقصى. «وهنا كان التحول الجذرى»، كما يقول الخطيب، حيث تحولت استراتيجية العمل لنصرة الأقصى «من بناء الحجر إلى بناء البشر» وضج المسجد الأقصى بالجموع البشرية عبر مسيرة سميت «البيارق». وعبر هذه المسيرة تشرف الحركة الإسلامية ومؤسسة الأقصى للوقف والتراث والعديد من المؤسسات الفاعلة فى أوساط فلسطينيى الداخل على تسيير حافلات يومية من المصلين والمرابطين إلى الأقصى. لكن، ورغم هذا الدفاع منقطع النظير، يؤكد الخطيب أن الحركة الإسلامية وفلسطينيى الداخل غير قادرين وحدهم على حماية القدس والأقصى، فالأمر يحتاج لحشد كل الإمكانيات الرسمية والشعبية والدينية والوطنية والشبابية والإعلامية. ويؤكد الخطيب أن التكاتف العربى والإسلامى المطلوب يأتى أمام محاولة تقرير مصير من الجانب الإسرائيلى للسيطرة على القدس بتكاتف حكومى ومؤسساتى وحزبى وقوى دينية إسرائيلية. وكان من نتيجة هذه الأنشطة الفاعلة فى الدفاع عن الأقصى، اعتقال قيادات الحركة ومحاكمتهم، كما حصل مع الشيخ رائد، إلا أن الحركة وعبر استمرار فعالياتها تؤكد أن هذه الإجراءات لن تثنيها عن واجبها. يقول الشيخ رائد: «الحركة الإسلامية ليست مزاجية المواقف بل تقوم بدورها بناءً على ثوابت تجاه مسيرة الشعب الفلسطينىوالقدس والأقصى المحتلين وهموم جماهيرنا فى الداخل».