أكثر من مجرد مأساة يعيشها طلبة مدرسة خالد بن الوليد فى المرج، فالقمامة التى تحاصر مدرستهم من جوانبها الأربعة لا شىء إلى جوار إجبار إدارة المدرسة للطلبة على كنس الفصول ورفع القمامة بأيديهم، ولا شىء أيضا إلى جوار تحويل باب المدرسة إلى محطة انتظار للماعز والحمير التى يمتلكها أحد تجار المنطقة أطلق عليه التلاميذ اسم بوحة، حيث لا فارق كبيراً بين الاسم والشخصية التى لعبها محمد سعد فى فيلم يحمل الاسم نفسه. طلبة المدرسة شكوا لأولياء أمورهم تلال القمامة التى تحاصرهم، لكن الكارثة التى عبر عنها أولياء الأمور هى إجبار أطفالهم على تنظيف المدارس نظراً لقلة العمال فيها، وهو ما يعرضهم لمخاطر العدوى بأنفلونزا الخنازير.. شريف صلاح، أحد تلاميذ المدرسة، أكد أن الفصول وباب المدرسة لا تخلو من القمامة، وهو ما شجع المعلم بوحة على إحضار الخراف والماعز والحمير التى يمتلكها لترعى وتأكل من هذه القمامة، لدرجة أنه يربطها فى باب المدرسة. شريف أكد أن الحصة الأولى تضيع فى تنظيف الفصول، كما تضيع الحصة الأخيرة فى إعطاء الدروس الخصوصية، وأضاف صلاح عبدالله، أحد أولياء الأمور: «المدير مش مسيطر على المدرسة، إلى جانب أنه يستغل الطلبة فى أعمال النظافة، هى دى الإجراءات اللى هتاخدها الوزارة عشان تحافظ على الطلبة من انتشار المرض؟!»، وطالبت قدرية محمود، أحد أولياء الأمور، بتدخل المحافظة لرفع وإزالة تلال القمامة من أمام المدرسة. المعلم بوحة هو الآخر مشكلة لا أحد يعلم من أولياء الأمور ولا التلاميذ كيف يواجهونها، وهو ما عبر عنه ممدوح ضرار، أحد أولياء الأمور: «أنا خايف الحمار يخش يقعد مع العيال فى الفصل»، مشيراً إلى أن «بوحة» يتواجد يوميا ومعه الخراف التى تنتشر فى المكان وتتغذى على القمامة المتراكمة أمام المدرسة، ووصف المدرسة: «دى زريبة، والغنم والماعز فيها أكتر من المدرسين والطلبة». ممدوح أكد أن بوحة هو المستفيد الوحيد من تواجد القمامة أمام المدرسة، حيث توفر عليه شراء العلف والبرسيم لأغنامه ومواشيه. ورغم حالة الغضب من تواجده فإن بوحة لا يرى عيباً فى ربط مواشيه بباب المدرسة، وقال: «أنا ساكن قريب منها وبطلع كل يوم أشوف رزقى، وبلف بالغنم ولما أحس إنها جاعت، باجيبها تاكل من الزبالة اللى قدام المدرسة».. وأضاف: «هما زعلانين ليه.. الزبالة دى رزق الغنم بتاعى وبتوفر عليا الذرة والبرسيم والعلف، إيه اللى يضايق بقى؟!».