بدلا من السجادة الحمراء التقليدية التى تتميز بها افتتاحات المهرجانات الفنية الكبرى، استقبلت الدورة 22 لمهرجان «طوكيو» السينمائى الدولى ضيوفها أمس الأول بسجادة خضراء اللون جذبت اهتمام الحضور فى حفل الافتتاح، خاصة بعد إعلان إدارة المهرجان أنها مصنوعة من «العبوات البلاستيكية بعد إعادة تدويرها»، فهى تناسب شعار دورة هذا العام وهو «الحركة نحو الأرض» والتى تركز على عرض الأفلام التى تهتم بالبيئة وتدعو للحفاظ عليها، إلى جانب إقامة العديد من الندوات حول مساندة السينما ونجومها للقضايا البيئية. شهد حفل الافتتاح عرض الفيلم الوثائقى «المحيطات» الذى يتناول الحياة البحرية، كما حضر عدد من ممثلى هوليوود على رأسهم «سيجورنى ويفر» التى يعرض فيلمها «أفاتار» وهو أول فيلم روائى عالى التكلفة تنتجه هوليوود بتقنية ثلاثية الأبعاد، وأخرجه «جيمس كاميرون» الذى يعود إلى الإخراج السينمائى بعد غياب أكثر من 10 سنوات منذ النجاح المدوى لفيلمه «تيتانيك». ويعرض المهرجان هذا العام أكثر من مائة فيلم خلال 9 أيام، بينما يتنافس 15 فيلما أجنبيا ويابانيا فى المسابقة الرسمية للفوز بجائزتها وقدرها 50 ألف دولار، ويرأس لجنة التحكيم للمسابقة الدولية المخرج المكسيكى «أليخاندرو جونزاليس أناريتو»، وعضوية كل من الممثلة اليابانية «ميكو هاردا»، والمخرج البولندى «جيرسى سكوليموسكى»، ومديرة التصوير الفرنسية «كارولين شامبييه»، والممثل والمخرج الكورى «يوى جى تاى»، والمخرج اليابانى «ماسميشى ماتسوموتو». شهدت اللحظات الأخيرة التى سبقت حفل الافتتاح، إدراج الفيلم اليابانى الوثائقى «المصيدة» رغم خروج مطبوعات المهرجان والنشرات الموزعة على الصحفيين دون الإشارة إليه، ومن المتوقع أن يكون محط اهتمام خاصة على مستوى المجتمع اليابانى لأنه يتناول عمليات الصيد الجائر لما يقرب من ألفى دولفين سنويا فى قرية «تاجى» الساحلية فى اليابان للحصول على لحومها، كما يبرز ما يقوم به الصيادون بقواربهم الصغيرة من إخافة الدلافين لحشدها وتجميعها فى مصيدة تحيطها الأسلاك الشائكة يقومون خلالها بصيدها وقتلها بالرماح، وهو ما دفع طاقم الفيلم لتصويره خلسة دون علم الصيادين، بينما ذكرت الشرطة اليابانية أن مخرج الفيلم وهو الأمريكى «لوى فيشوى» وطاقمه قد خالفوا العديد من القوانين لتصويره. الفيلم يعرض بعد غد الأربعاء، بينما بيعت تذاكر عرضه الجماهيرى بالكامل قبل أيام قليلة، وقد ذكر مخرجه أنه سيجازف بحضور عرضه رغم احتمال القبض عليه بسبب اتهامه بخرق القانون اليابانى، بينما رفضت إدارة المهرجان برئاسة «توم يودا» التعليق على مسألة إضافة الفيلم إلى جدول الأفلام المشاركة فى اللحظات الأخيرة تحت عنوان «عرض إضافى» فى نشرة وزعت على الصحفيين يوم الخميس الماضى، لكن «يودا» أوضح، فى تصريح قصير، على الموقع الإلكترونى للمهرجان أنه كانت هناك الكثير من الاعتراضات على عرض الفيلم خاصة مع الجدل الكبير المتوقع أن يحدثه، نظرا لمضمونه الذى يعتبره بعض النقاد مسيئا إلى الحكومة اليابانية لصمتها على صيد الدلافين، فى حين أن الحكومة تمول المهرجان الذى يهتم بالبيئة وموضوعاتها فى أحد أقسامه، ويتردد على فعالياته العديد من المهتمين بقضاياها، ونفى «يودا» ما تردد عن تعرض إدارة المهرجان لأى ضغوط حكومية لمحاولة منع عرض الفيلم، وقال: «قرار عرض الفيلم جاء من إدارة المهرجان بشكل مستقل بعيدا عن أى تدخل من أى نوع، وقد اهتممنا بمشاركته لأن هناك اهتماما عالميا بعرضه». وقد أشارت بعض وسائل الإعلام اليابانية إلى ما اعتبرته بادرة إيجابية لتأثير الإعلان عن عرض الفيلم فى اليابان، فقد توقف الصيادون عن صيد الدلافين منذ أيام قليلة، إلى جانب تحرير 70 «دولفن» كانت محتجزه فى المصيدة. يعد المهرجان من أكبر المهرجانات الفنية فى آسيا، وتقسم جوائزه إلى 6 جوائز فى أقسام رئيسية هى الجائزة الكبرى– 50 ألف دولار- وجائزة لجنة التحكيم الخاصة– 20 ألف دولار– وجوائز أفضل مخرج وأفضل ممثل وأفضل ممثلة، وقيمة كل منها 5 آلاف دولار، وجائزة الإسهام الفنى وقيمتها 5 آلاف دولار، إلى جانب جائزة تقدير خاصة وكأس لأفضل فيلم يتناول قضايا البيئة والطبيعة تمنح للعام الثانى على التوالى بعد استحداثها العام الماضى، كما تمنح جائزة خاصة لأفضل فيلم آسيوى تشجيعا لصناعة السينما الآسيوية من الأفلام المشاركة فى قسم «رياح آسيا – الشرق الأوسط».