افتتح في العاصمة اليابانية يوم السبت الماضي مهرجان طوكيو السينمائي الثالث والعشرين. الذي سيستمر لمدة تسعة أيام حتي نهاية شهر اكتوبر الجاري.ولم يكن هناك ضيف مصري أو عربي واحد ضمن333 ضيف ساروا علي السجادة الخضراء, التي صنعت من الزجاجات البلاستيكية المعاد تدويرها, رغم المشاركة المصرية المتميزة في العام الماضي عندما حضر عدد من كبار فنانينا نتيجة مشاركة مصر كضيف شرف المهرجان, وكان معظم ضيوف حفل الافتتاح, الذي يعتبر أكبر حشد سينمائي في آسيا, يرتدون رابطات العنق والبدل والفساتين ذات اللون الأخضر تضامنا مع التيمة الرئيسية للمهرجان وهي العمل من أجل المحافظة علي كوكب الأرض من الدمار البيئي, وهو الموضوع الرئيسي للمهرجان لثالث عام علي التوالي. وسوف يحصل أفضل فيلم في المهرجان علي جائزة ساكورا الكبري, وقدرها50 ألف دولار. وسيتم تحديد الفيلم الفائز من جانب المخرج الايرلندي نيل جوردان, رئيس لجنة التحكيم التي ستشاهد15 فيلما متميزا تم إختيارها بعناية من الولاياتالمتحدة وأوروبا والصين واليابان وإيران وتركيا وإسرائيل. ومن أبرز المشاركين في مهرجان هذا العام المؤلف ارون سوركين, كاتب فيلم الشبكة الاجتماعية, الذي يعرض القصة الحقيقية ل مارك زوكيربرج, مؤسس موقع فاسبوك. ويحكي الفيلم, الذي تم عرضه في حفل افتتاح المهرجان, قصة شاب عبقري في مجال الكومبيوتر يدرس في جامعة هارفارد الأمريكية. ورغم أن هذا الشاب لا يهتم كثيرا بالمال إلا أنه يصبح أصغر بليونير في العالم نتيجة فكرته الجديدة التي احدثت ثورة غير مسبوقة في مجال الاتصالات. ويتميز مهرجان هذا العام بعرض عدد من الافلام ثلاثية الأبعاد, وعلي راسها فيلم ترون. ومن الافلام المتميزة أيضا الفيلم الياباني كارت بريد, الذي أخرجه المخرج الياباني كانيتو شيندو ذو الستة وتسعين عاما. ومن جهة أخري, يتميز المهرجان أيضا بالمعرض الذي يتم تنظيمه علي هامشه من أجل مناقشة آخر تطورات صناعة السينما في الدول الآسيوية, وفي مقدمتها الصين وتايوان وكوريا الجنوبية والفلبين واليابان. كما يعد المهرجان أحد أهم المنتديات السينمائية الآسيوية في مجال توزيع الافلام السينمائية ومناقشة مشاريع الانتاج المشترك في المستقبل, وتسويق مواقع التصوير في الدول المشاركة فيه. ولعل ما يلفت الانتباه في مهرجان هذا العام أنه لا يوجد اي فيلم عربي في المهرجان, رغم وجود عدد كبير من الافلام التركية والإيرانية والإسرائيلية. ولا ندري السبب وراء ذلك, فهل يرجع ذلك إلي ضعف في القدرات التسويقية للقائمين علي المهرجان في الدول العربية؟ أم لإرتفاع في تكلفة المشاركة؟ ام لعدم اهتمام من الجانب العربي والمصري؟ ومن الأمور الملفتة أيضا أن اكيهرؤ اوهاتا, وزير التجارة والصناعة الياباني رغم أنه اعتذر عن عدم حضور رئيس الوزراء الياباني ناوتؤ كان لحفل افتتاح المهرجان, إلا أن الحاضرين تضاحكوا فيما بينهم نظرا لحضور رئيس وزراء مختلف في كل عام من الأعوام الخمسة الماضية للمهرجان نتيجة تعاقب أكثر من ستة رؤساء وزارة في هذه الفترة.