اعتبر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل أن مصر انعزلت وراء سيناء وهاجرت من التاريخ مثلها مثل جميع الدول العربية التى لجأت إلى ملاذ من الجغرافيا، وقال فى حوار لقناة الجزيرة أذيع فى التاسعة مساء أمس عن المشهد العربى الراهن «نحن أمام أزمة عالم عربى، فلم تعد هناك دولة قائدة أو رائدة، أصبحنا شتاتا، والدول العربية هاجرت من التاريخ إلى الجغرافيا، فسوريا تركت التاريخ وذهبت إلى الجغرافيا حيث تركيا وإيران، والسعودية هاجرت من العالم العربى وصنعت مجموعة الخليج، والقذافى ترك العرب وذهب إلى أفريقيا، واليمن خرجت من التاريخ و تطاردها حقائق الجغرافيا، أما الفلسطينيون فتحاصرهم لعنة الجغرافيا فمن حولهم إسرائيل والأردن ومصر». وأكد هيكل أن الموضوع ليس فلسطين فحسب بل يمتد إلى الاعتبار مما قاله بن جوريون «لايحدد أحد حدود إسرائيل، فحدود الدولة اليهودية حيث تتمركز دبابات الجيش الإسرائيلى». ووصف هيكل مرحلة مابعد السادس من أكتوبر بأنها مرحلة «الحل فى يد أمريكا» حيث اعتمدنا على الرؤوساء الأمريكيين، وهى المرحلة التى سقطت فيها مقدسات وموانع وارتكبنا خلالها خطأ ترك سلاح المقاطعة لإسرائيل. وتابع «بعد 11 سبتمبر اعتبرنا الأمريكان العدو، ومن ثم لم يعد لدينا حق أن نطالبه بشىء، وبعدما تركتنا أمريكا أمام إسرائيل لم نجد أمامنا سوى الاعتماد عليها، لدرجة أن دولاً عربية لجأت إلى إسرائيل لتتوسط لها عند أمريكا وهو ما أسميه المرحلة الإسرائيلية». وواصل هيكل النفاذ الإسرائيلى فى المنطقة العربية واضح ولم أكن أتصور أن يصل إلى هذه الدرجة» لافتا إلى أن مبادرة السلام السعودية لم تكن من أجل القضية الفلسطينية بل جاءت كرسالة علاقات عامة لمغازلة الولاياتالمتحدة. ووصف تقرير جولدستون بأنه شديد الأهمية معتبرا إياه فرصة أضاعها العرب لاستعادة زمام الأمور فى المنطقة، وقال «كان ينبغى أن نفكر فيه بشكل مختلف ونجد فيه مخرجا من الأزمة، ولكن السياسة العربية وصلت إلى درجة من الضعف تستحق الرثاء». وشبه هيكل محمود عباس أبومازن رئيس السلطة الفلسطينية ب«أحمد زيوار باشا» الذى اشتهر عنه أنه يرضخ للإنجليز فقيل عنه «شالوه فانشال وحطوه فانحط»، وقال «أبومازن ذهب إلى نيويورك للقاء نتنياهو بناء على أمر من الذى يملك الأمر». نص الحوار غداً فى المصرى اليوم