ما رأى من انتقد أداء المنتخب الوطنى أمام زامبيا وما رأى من هاجم شحاتة ورفاقه ورفضوا الفوز بهدف وحيد أمام زامبيا فى ملعبها وطالبوا بمحاسبة المقصرين، هل مازالوا عند رأيهم من أننا فريق لا يستحق اللعب فى كأس العالم، وهل مازالوا مصرين على أن الفريق لم يقدم العرض المنتظر؟ ولماذا يتغاضى هؤلاء عن تصريحات بعض المدربين الكبار فى المسابقات المحلية، تعليقاً على سوء الأداء أمام بترول أسيوط والمنصورة بأنه لا يهمهم الأداء، فقط تهمهم النتيجة لأنها ستصل بهم إلى منصة التتويج، لأن بطولة الدورى العام هى الأهم! والسؤال الآن ما هى مشاعر كل من انتقد وهاجم، بل صرح بأننا خرجنا فعلياً من كأس العالم، ولم يعد ضرورياً أن نشاهد مباراة الجزائر ورواندا، لأن النتيجة معروفة سلفاً، فالجزائر ستلتهم رواندا بخمسة أو ستة أهداف على الأقل، ودعونا نعترف جميعاً بأن أملنا كان ضعيفاً للغاية، فلم يكن يتعدى نسبة 30٪ وكنا نخشى على منتخبنا من مباراتى رواندا وزامبيا خارج ملعبنا، خصوصاً أن الأولى أقيمت فى شهر رمضان والثانية أقيمت فى الساعة الثانية ظهراً، وهو موعد غريب لم تلعب فيه زامبيا أبداً من قبل، ولكن الله سلم وانتهت المباراة على سلام، ولكن لى كلمة أرجو أن يتقبلها الجميع، وهى أن مباراة الجزائر باستاد القاهرة صعبة جداً، خصوصاً أن المنتخب الوطنى مطالب بالفوز على الأقل بهدفين لضمان مباراة فاصلة أو الفوز بثلاثة أهداف لضمان الصعود، ولذلك فإننا نعلم جميعاً مدى الشد والضغط النفسى والعصبى الذى يواجهه لاعبو المنتخب الوطنى وجهازهم الفنى، فالمباراة ليست بالسهولة التى يتصورها البعض، لأن الفريق الجزائرى هو الآخر له آمال وطموحات بالتأهل لكأس العالم، وهو حلم مشروع مثلما هو حلم كل المصريين، لذلك أدعو إلى التهيئة النفسية لمنظومة المنتخب الوطنى والإعداد الجيد، والذى أتمنى ألا يزيد على أسبوعين فقط لا غير، وأرى أن استمرار مسابقة الدورى العام هو أفضل إعداد لمنتخبنا الوطنى، كما أفضل أيضاً ألا يلعب المنتخب مباريات ودية، خصوصاً أن تجربة موريشيوس مازالت عالقة بالأذهان حتى الآن، لذلك من الأفضل أن يكون هناك تركيز تام فى معسكر المنتخب الوطنى، وأن يظل مفتوحاً للأسبوع الأول، على أن يتم بدء معسكر مغلق قبل المباراة بأسبوع أو عشرة أيام على أكثر تقدير، أيضاً أتمنى أن يكون الإعلام المصرى هادئاً، فنحن لسنا فى حرب، بل فى مباراة لكرة القدم تستمر 90 دقيقة وبعدها ينتهى كل شىء، ولذلك أتمنى أن تنتهى المباراة بخير وسلام، ولا داعى لتكرار تجربة مباراة تصفيات كأس العالم عام 90 الشهيرة، والتى سممت وعكرت الأجواء بيننا وبين الإخوة الأشقاء فى الجزائر، فالكل يحلم كما قلت بالتأهل والصعود لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا، ويكفى أننا ضمنا وصول منتخب عربى لهذه النهائيات، لذلك أكرر: على الإعلام المساندة والمؤازرة والمساعدة بعيداً عن التهويل والمبالغة، أيضاً أطالب الإعلام الرياضى بأن يخاطب الجماهير بلغة هادئة وعاقلة لأننا فى أشد الاحتياج لهذه الجماهير بشرط أن تشجع الفريق من الدقيقة الأولى حتى الأخيرة دون كلل أو ملل، فالفرص متاحة وبقوة للتأهل لكأس العالم، بشرط أن نتعامل جميعاً مع هذه المباراة بمنتهى العقل ومنتهى القوة. ■ ■ ■ كالعادة انهالت الطعنات على منتخب الشباب بعد الخروج من كأس العالم، فسمعنا وقرأنا تصريحات اعتدنا عليها، بل أدمناها، مثل تسريح الفريق وإقالة الجهاز الفنى، وبالطبع هى تصريحات لتهدئة الرأى العام. بالمناسبة الرأى العام ليس فى حالة ثورة، فقط فى حالة زعل لأنه التف حول الفريق وانتعشت آماله عقب الفوز على إيطاليا وكان يأمل فى استمرار المسيرة وتحقيق الفوز والوصول لدور الثمانية على الأقل فى البطولة، والدليل على ذلك أنه بعد الخروج بيومين فقط نسى الجميع الخسارة والتفوا حول المنتخب الأول مشجعين ومساندين بقوة لذلك كنت أتمنى أن تخرج ولو لمرة واحدة تصريحات عاقلة تؤكد أنه سيتم الجلوس مع المدير الفنى سكوب والتحدث معه لبحث أسباب الخروج، وأيضاً لمناقشة المستقبل، حيث إن هؤلاء اللاعبين هم أمل الكرة المصرية، فليس لدينا سواهم اللهم إلا عدداً قليلاً جداً من اللاعبين فى بعض الأندية الأخرى، أيضاً أرجو ممن يكتبون عن تسريح الفريق أن يتوقفوا عن هذا الهراء فلا أعرف من الذين سيسرحونهم؟! وإلى أين لأن مهمتهم مع المنتخب انتهت، والآن هم لاعبون بفرقهم فى الأندية المختلفة، فهل مثلاً سنطلب من الأندية عدم إشراكهم فى مباريات الدورى العام أو المسابقات السنية المختلفة، أم سنطلب شطبهم من قوائم اتحاد الكرة أم أننا سنرفع أسماءهم من المنتخبات المقبلة؟ وهل مثلاً لو رأى حسن شحاتة أنه فى حاجة لواحد من هؤلاء اللاعبين هل سنرفض بحجة أننا سرَّحنا هؤلاء اللاعبين وأنه محكوم عليهم بالإعدام كروياً ولا يحق لهم بأى حال من الأحوال لعب كرة القدم فى مصر أو خارج مصر، لاتهامهم بالخيانة فى حق الشعب المصرى لأنهم خسروا مباراة وخرجوا من بطولة، وأسأل هؤلاء كم مباراة مصيرية خسرناها وخرجنا من بطولات كبرى لا حصر لها، ولن أتكلم عن الأجيال العظيمة السابقة بل سأتكلم عن جيلى أنا شخصياً فقد خضنا تصفيات كأس العالم وخسرنا أمام تونسبالقاهرة صفر/1 وفى تونس صفر/2 وخرجنا من الدور الأول ويومها هاجمنا الجميع وتعرضنا للسخرية من بعض الإعلاميين التى وصلت إلى حد التجريح، فماذا كانت النتيجة.. ببساطة شديدة أبناء هذا الجيل هم حسام البدرى، نجم مصر ومدرب الأهلى الحالى، وإبراهيم يوسف، نجم مصر والزمالك الكبير، والراحل محمد حازم، نجم مصر والإسماعيلى الأسبق، وبدر حامد، لاعب منتخب مصر الأول والزمالك الأسبق، ونصر إبراهيم، هداف الزمالك ولاعب منتخب مصر الأول، بالإضافة لشخصى المتواضع، وللأسف لا أتذكر أسماء باقى الزملاء، ولكن على الأقل هناك 5 من أصل 11 لاعباً وصلوا إلى أعلى مستوى، بل كان لى شرف المشاركة فى كأس العالم 1990، لذلك أطالب الجميع بأن يتمهلوا فى الحكم على هؤلاء الصغار لأنهم كافحوا وجاهدوا بشرف ولكن الموقف كان صعباً عليهم للغاية فكانت الخسارة والخروج، وبالتأكيد هناك أخطاء يجب علاجها أو إزالتها وهذا هو واجب الجميع بدلاً من تبادل الاتهامات وإعطاء تصريحات لا فائدة منها على الإطلاق. ■ ■ ■ لدينا سرطان تفشى فى انتخابات الأندية المصرية وهو اللجوء للمحاكم والنيابات، وحتى وقت قريب لم نر قضية واحدة تطعن فى نتيجة انتخابات أى ناد حتى وصل السرطان إلى الأندية المصرية فى بداية التسعينيات ومن يومها لم تسلم انتخابات الأندية كلها من طعون ومحاكم ونيابات وصلت حتى إلى الأندية الارستقراطية مثل الصيد وهليوبوليس وغيرهما من الأندية التى لم نكن نسمع عنها إلا كل احترام وانضباط، ولعل ما قرأته مؤخراً عن قضايا مرفوعة لأبطال نتيجة انتخابات الترسانة وقبلها الزمالك وحتى الأهلى الذى ظل واحة للاستقرار والاحترام، ها هو أحدهم يطعن فى نتيجة انتخابات هذا الصرح العظيم بل إن أحدهم فى بورسعيد صعبان عليه أن يعود للنادى هدوؤه مع مجلس إدارة معين، فرفع قضية هو الآخر ليبطل قرار التعيين وذلك حتى يهد النادى المصرى على رؤوس أبناء المدينة الباسلة، فقط لمجرد رغبته فى الظهور فى وسائل الإعلام والصحف والمجلات باعتباره أحد أعضاء مجلس الإدارة، بل إنه حتى الأندية الصغيرة فى الأقاليم عرفت طريق المحاكم والقضايا والنيابات فلم يعد هناك استقرار أو هدوء فالكل خائف ويعيش فى حالة من الرعب انتظاراً لأحكام القضاء الذى نجله ونحترمه جميعاً وننحنى جميعاً احتراماً لقضاء مصر الشامخ ولكن الآن أعود وأطالب بسرعة تشكيل المحكمة الرياضية لأنها ستكون ملاذ كل الرياضيين خصوصاً أن تكوينها سيكون ممن لهم صلة بالوسط الرياضى وأعتقد أن الساحة الرياضية فى حاجة شديدة لإنشاء مثل هذه المحكمة، وأقول للصديق حسن صقر إنه ليس بالضرورة تعديل قانون الهيئات الرياضية بالكامل، فقط تعديل أو إضافة بعض المواد الضرورية مثل المحكمة الرياضية والاستثمار الرياضى وأيضاً تأمين تعديل اللوائح، وذلك حتى يتسنى للجميع العمل فى هدوء فى الفترة المقبلة وبذلك نقضى على السرطان الذى تغلغل فى جسد الأندية المصرية ونقتله ونحافظ على الاحترام داخل الوسط الرياضى.