«نحن نعبر خط بارليف الجديد يومياً لنصل إلى المدرسة».. بهذه العبارة لخص عدد كبير من طلاب مدرسة «المستقبل» الابتدائية والإعدادية بالمعادى، معاناتهم اليومية لدخول مدرستهم، التى تعد إحدى المدارس التجريبية النموذجية، التى تبنت السيدة «سوزان مبارك» حرم الرئيس مبارك، بناءها على مستوى المحافظات، ضمن مشروع تطوير التعليم وتحسين جودة الخدمات التعليمية. طلاب هذه المدرسة - التى تقع فى منطقة زهراء المعادى، وتحديداً على طريق الأوتوستراد - يعانون من وعورة الطريق المؤدى إلى أبواب المدرسة، إذ إنهم وأولياء الأمور لا يملكون سوى أمرين - حسب تأكيد بعضهم - إما الدخول بالسيارات عبر المنحدر الجبلى، أو السير بالأقدام وسط الصخور والرمال والأتربة. وبالرغم من أن موقع هذه المدرسة لا يبعد عن لافتة «زهراء المعادى» على طريق الأوتوستراد، إلا أنه يستحيل رؤية المدرسة إلا بعد نزول منحدر جبلى غير ممهد تماماً، لتكتشف أنها قابعة وسط منحدرات جبلية ومخلفات بنائية لتجمعات سكانية مازالت تحت الإنشاء. تواجه المدرسة - التى تتراوح مصاريف طلابها بين 1300 و1600 جنيه فى السنة - تجمعاً سكانياً تابعاً لرئاسة الوزراء، وقد تمت إحاطته بسور يفصله عن المنطقة الجبلية، مع رصف طريق خاص لسكانه للدخول، فى الوقت الذى يبحث فيه طلاب المدرسة عن طريق آمن يحميهم من الصخور والرمال للوصول إلى المدرسة، أو إلى الشارع عقب انتهاء اليوم الدراسى وفقا لما ذكرته هناء عامر، ولى أمر طالبة فى المرحلة الابتدائية بالمدرسة. مدام إيمان، مديرة طيران سابقة، ولى أمر لطالبة بالصف الثانى الإعدادى، اشتكت من رخاوة الأرض التى تحيط بالمدرسة، موضحة أن هذه المنطقة تتحول فى الشتاء إلى بركة من المياه والطين، مما يؤدى إلى لزوجة التربة وصعوبة تحرك السيارات والأولاد. وانتقدت عدم تحرك القائمين على المدرسة لحماية التلاميذ من هذه المعاناة. وقالت إيمان: «اشتكيت لرئاسة الحى والمنطقة التعليمية دون أى جدوى، على مدار ثلاث سنوات منذ بداية العملية الدراسية فيها». «المصرى اليوم» رصدت معاناة الطلاب فى الدخول والخروج من المدرسة، وما يمكن أن يتعرضوا له من انزلاق أو إصابات أثناء تواجدهم بالقرب من المبانى تحت الإنشاء، إلا أنه أثناء الجولة قام بعض المدرسين بالاعتداء على المحررة والمصور بالسب والقذف، محاولين منعهما من تصوير المنحدرات الجبلية. وعلمت «المصرى اليوم» أن ناظر المدرسة - ويدعى محمد الشيمى - ووكيلها - ويدعى عبدالغنى بدوى مصطفى - حررا محضرا برقم 7 أحوال بتاريخ 8 أكتوبر 2009 ضد المستشار جمال العجرودى، مستشار بمحكمة الجنائيات، ولى الأمر الذى تقدم للجريدة بالشكوى من سوء أحوال المدرسة، واصطحب الجريدة فى جولتها حول المدرسة، متهمين إياه باستدراج التلاميذ لتصويرهم خارج المدرسة.