بلاغ ل«العادلى» بسبب تغيير أطفال الشوارع أسماءهم فى محاضر الشرطة

حيلة غريبة يلجأ إليها أطفال الشوارع للهروب من القضايا والأحكام القضائية، بذكر أسماء مغايرة لأسمائهم فى محاضر الشرطة.. الحيلة متكررة وتؤدى إلى الضرر بأصحاب الأسماء الحقيقية، وكذلك عندما يظهر ولى أمر لطفل الشارع لا يستطيع تسلمه، فالأوراق تقول إن الأب ليس هو، والابن لرجل آخر.. واكتشف عدد من المحامين بجمعية نور الحياة لرعاية أطفال الشوارع هذه الوقائع أثناء متابعتهم الأطفال.
تقدم عبدالسلام بخيت، رئيس الجمعية، ببلاغ إلى اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية، للمطالبة بالتحقيق فى وقائع تزوير البيانات الشخصية التى يدلى بها أطفال الشوارع فى محاضر الشرطة وأمام النيابات.
وقال «بخيت» فى بلاغه إنه من خلال عمل الوحدة القانونية وقيامها بتقديم المساعدة القضائية لهؤلاء الأطفال فى الأقسام والنيابات والمحاكم، كشف الواقع العملى عن ظاهرة خطيرة تؤدى إلى صعوبة سير العدالة والإجراءات القانونية، هذه الظاهرة تتمثل فى انتحال الأطفال الذين يتم القبض عليهم، أسماء غير أسمائهم الحقيقية، وتحرير محاضر بناء على تلك الأقوال التى يعتمد عليها الحدث إما استجابة لما ينصحه به المجرمون الذين يكونون محتجزين معه، وإما رغبته فى عدم تسجيل أى قضايا باسمه حتى لا تصبح له أى سابقة قضائية.
رصدت «المصرى اليوم» هذه الحالات من داخل الجمعية لمعرفة ما يفعله الأطفال وطرق تغيير الأسماء، وقال أحدهم إنه موجود فى الشارع منذ 7 سنوات، وتم القبض عليه عشرات المرات، وتحرير محاضر كثيرة له منها: سلاح أبيض ومخدرات وتسول، ورغم هذه المحاضر فإنه لم يدون اسمه الحقيقى، والاسم الذى اعتاد تسجيله فى محاضر الشرطة هو حازم محمد إمام، اسم لاعب الزمالك، وأضاف أنهم عند تحرير المحضر يطلبون اسم الأم أيضا فقام بتسجيل اسم الفنانة نجلاء فتحى، لعدم علمه باسم والدة لاعب الكرة، وفى كل مرة يتم القبض عليه وأثناء تواجده فى سيارة الترحيلات يفكر فى اسم ويقوم بحفظه وعنوانه لتسجيله فى محضر الشرطة.
طفل آخر قال إنه دائما يقوم بتغيير اسمه، وفى إحدى المرات قال اسمه الحقيقى وهو أحمد محمد محمود أحمد، ففوجئ بمحرر المحضر يوجه له الشتائم والسب ويطلب منه اسمه الحقيقى، بدعوى أن نصف المواطنين فى مصر بهذا الاسم، فلم يجد أمامه سوى تغيير اسمه. وقالت طفلة: «أنا عذبت المباحث.. تم القبض علىّ وقمت بتغيير اسمى وعنوانى وتحرر المحضر بأننى من أسوان بمنطقة كوم أمبو رغم أننى من القاهرة وتم ترحيلى إلى أسوان، واكتشف الضابط المسؤول أثناء عرضى على شيخ القرية أننى لست من هذه البلدة، فكانت النتيجة (علقة ساخنة)».
قال مصدر أمنى إن أطفال الشوارع قنبلة موقوتة فى المجتمع المصرى، وإن هذه المسألة أو الحيلة التى يلجأون إليه غريبة جدا، والضابط لا يمكنه كشفها لأن السرعة فى تحرضر المحاضر لا تمكن أحدا من التدقيق فيما يقوله الطفل، ووصف المصدر أطفال الشوارع بأنهم أذكياء جدا، وهذه الحيلة تمنع إضافة قضية جديدة فى رصيدهم وتضيف قضايا لآخرين دون أن يعلموا عنها شيئًا، وقال المصدر إن الحل الوحيد هو أن يطلب وكيل النيابة من الضابط إعادة المحضر والتحقق من صحة اسم الطفل «المتهم»، ولفت المصدر إلى أن هذا حل صعب جدا، وسيضيع الوقت، لكنه بديل لابد منه، ليتم تجنب أخطاء أو صدور أحكام ضد أبرياء.