«مصائب قوم عند قوم فوائد».. قد يكون هذا هو التعبير المناسب لوصف حال الشركة القابضة للمصل واللقاح التى يتزايد الإقبال على مقرها هذه الأيام للحصول على مصل الأنفلونزا الموسمية الذى يبدأ التطعيم به فى شهر سبتمبر من كل عام، ويبلغ سعره 38 جنيها للعبوة الواحدة، والسبب كما يقول المسؤولون فى الشركة ل«المصرى اليوم»، هو حالة الذعر الشديدة لدى المواطنين من انتشار أنفلونزا الخنازير، بشكل دفعهم للإقبال على التطعيم وأسرهم، فى الوقت الذى كانت فيه الشركة تشكو فى السنوات الماضية من عدم إقبال الناس على التطعيم من فيروس الأنفلونزا الموسمية. وأكد المسؤولون بالشركة عدم صحة ما يتردد من شائعات بين الناس عن أن مصل الأنفلونزا الموسمية يحتوى وبنسبة 20 % من تكوينه على جزء لمقاومة وعلاج فيروس AH1N1 المعروف بمرض «أنفلونزا الخنازير». وقالت الدكتورة عزة صادق، مدير العلاقات العامة والإعلام بالشركة القابضة للأمصال واللقاحات: «لا يوجد لدينا فى الشركة مصل للأنفلونزا الموسمية يحتوى على علاج لفيروس AH1N1 ، ومن المعروف أن كل مصل خاص بالسلالة المنتج لعلاجها، وسلالة هذا العام هو (بريس بين) نسبة لإحدى الولاياتالأمريكية التى ظهر بها، وفى الأعوام السابقة كنا نقود حملة إعلامية لتوعية الناس بالحصول على مصل الأنفلونزا الموسمية الذى نستورد منه نحو 300 ألف عبوة سنوياً لعدم الإقبال عليه، ولكن هذا العام الوضع مختلف». من ناحية أخرى، أكد الدكتور مصطفى أورخان، المدير السابق لمركز الصحة العالمية للأنفلونزا بشركة المصل واللقاح ل «المصرى اليوم»، أن شركات إنتاج الأمصال واللقاحات فى العالم انتهت من تصنيع مصل الأنفلونزا الموسمية للعام الحالى منذ عدة أشهر، وهى الآن بصدد التحضير لمصل الأنفلونزا الموسمية للعام المقبل 2010 ليكون جاهزاً فى أكتوبر 2010، وسيتضمن، كما أعلنت الشركات، 3 سلالات هى: «AH1N1» و«AH3N2» و«B». وأضاف أورخان : «تخضع أمصال الأنفلونزا للتجربة بعد إنتاجها للملاحظة لمدة شهرين، لتسجيل أى تغير يطرأ على الصحة والتأكد من سلامة المصل وفاعليته دون آثار جانبية، وهو ما يبرر قرار وزير الصحة بضرورة كتابة الحجاج - الذين سيتم تطعيمهم بالمصل الواقى من فيروس أنفلونزا الخنازير، والمتوقع وصوله مصر فى منتصف أكتوبر الجارى - إقرارا يؤكدون فيه تحملهم النتائج المترتبة على تطعيمهم. ويستمر العمل بهذا القرار لمدة شهرين لحين انتهاء فترة مراقبة المصل، ولذا كنت أتوقع من وزير الصحة إلغاء الحج هذا العام، ليس فقط من باب الخوف على المصريين من احتمالات إصابتهم بالفيروس أثناء أدائهم الشعائر ولكن أيضاً لحين الانتهاء من مرحلة تجربة المصل». وفى ظل شكوى مصر التى تقدمت بها لمنظمة الصحة العالمية تشكو فيها من عدم عدالة التوزيع للمصل على بلدان العالم من قبل الشركات المنتجة له، يتبادر للأذهان التساؤل الذى يتكرر مع كل أزمة وبائية، وهو: متى يتوافر فى مصر مصنع للأمصال واللقاحات؟، الإجابة جاءت فى سياق حديث الدكتور مصطفى أورخان الذى أكد أن وزارات الصحة منذ عهد الدكتور إسماعيل سلام، وزير الصحة الأسبق، أقدمت على أكثر من محاولة لإنشاء هذا المصنع، ولم يكتب لها الظهور للنور حيث يزداد الحديث عنها فقط فى وقت الأزمة والحاجة للمصل ثم ينتهى كل شىء بعد هدوء الأمور.
