من طابور لطابور.. فى إدارة المرور

إننى أتعامل مع إدارة مرور السويس منذ خمسين عامًا، عندما كانت غرفة واحدة فى المحافظة القديمة، وكان يديرها الصول حسن، عليه رحمة الله، ولم أكن أبرح نافذة هذا الرجل إلا وأنا حاصل على ما أحتاج إليه من تراخيص!!
أما اليوم، فقد تحولت هذه الغرفة إلى صرح عملاق يفخر ببنائه كل مَنْ يراه من الخارج، ويسخط عليه كل مَنْ تقوده قدماه إلى داخله، ليتعامل مع روتين يفرض عليه الوقوف أمام سبع نوافذ من جهنم لمن هم فى العمر مثلى.. فبالرغم من دفع جميع مستحقات تجديد سيارتى فى مكتب البريد فإن موظف التجديد استخرج لى ثلاث قسائم بواحد وعشرين جنيهًا تدفع فى ثلاث خزائن منفصلة!
هى ضريبة الدمغة، وضريبة السيارات، والكمبيوتر، التى لا يقل طابور كل نافذة فيها عن عشرين مواطنًا، وأسأل المسؤول: ألم يكن من العدل أن يضاف هذا المبلغ فى مكتب البريد لتوفير العناء؟!
ثم نافذة شهادة المخالفات، التى ما إن تنته من استخراجها حتى تذهب بها إلى نيابة المرور ليتم الإفراج عنها بتوقيع وكيل النيابة شخصيًا، وعليك أن تلتمس له العذر فى التأخير عندما لا تجد موضعًا لقدمك أمام مكتبه من عدد المتهمين فى حوادث وقضايا المرور،
وأسأل للمرة الثانية: ألم يكن من العدل أن يتفرغ وكيل النيابة لقضاياه، ويتوفر مَنْ ينوب عنه فى نافذة استخراج الشهادة.. ثم نافذة التراخيص لتجد مَنْ أمامك فى الطابور يسأل أين ذهب الموظف الذى يعود بعد فترة يتوقف زمنها على عدد دوسيهات السيارات التى ذهب لإحضارها من الأرشيف!
وعندما تصل إلى نافذته يقول لك اذهب إلى نافذة المراجعة لتأتى بتوقيع المراجع، وتذهب إلى نافذة المراجعة لتجد أمة لا إله إلا الله يستجيرون بالحاجة سمية المسؤولة عن مراجعة أوراق جميع نوافذ المركبات، فلا يكون منك إلا الدعاء لها بالصحة، ولنفسك بالصبر على ما تراه من روتين عقيم فى زمن تحصل فيه على جميع بيانات أول سيارة صنعت فى العالم بضغطة من زر الكمبيوتر.
عبدالعال برديسى السيد
عضو حزب الحمير بالسويس