قدم رئيس الحكومة البريطانية جوردون براون اقتراحا بإصلاحات المعاملات المالية وغاب عن مناقشته العاصفة فى مجلس العموم فى اليوم نفسه الذى ناقش فيه مجلس الشعب فى القاهرة ما كشفته «المصرى اليوم» عن بطلان عضوية 77 نائبا. نفى المتحدث باسم رئيس الوزراء وبراءة الأطفال فى عينيه، اقتراح الصحفيين الخبيث بأن ظهور براون المفاجئ بين الجنود البريطانيين فى أفغانستان، فى اليوم نفسه كان حجة لغيابه عن المناقشة البرلمانية؛ أو بعلاقته بانخفاض شعبية الحكومة 19% فى استطلاعات الرأى عن شعبية حزب المحافظين المعارض، مما يعنى احتمال فقدان نصف أعضاء مجلس الوزراء مقاعدهم البرلمانية فى الانتخابات، فالوزير هنا تقليديا عضو برلمان منتخب.قصد براون من اقتراحه، الذى نوقش فى عاصفة تسبق الهدوء المريب، أن يكون ورقة توت لستر ما كشفته الصحافة عن اللامعقول فى عالم المصاريف الإضافية members expenses وهى غير الدخول الإضافية والهدايا أو الرحلات. فأى دخل نقدى أو عينى غير المرتب يزيد على 560 جنيها إسترلينيا فى العام (4721 جنيها مصريا)، يدرجه النائب علنا على موقع البرلمان الإلكترونى. واللائحة نفسها تطبق على أى صحفى له مقر داخل البرلمان. وظفت السلطة الرابعة، كعين الشعب قانون حرية المعلومات، لإجبار قلم حسابات مجلس العموم على تقديم صور فواتير 77 نائبا (يبدوا رقما سحريا كعبارة «افتح ياسمسم» وقد يرتفع) استعادوا قيمتها من الخزينة. فنائب استعاد من الخزانة، لسنوات، رواتب باحثين فى مكتبه، اتضح أنهم ابنه، وابنته، و«مراته». وانكب صحفى خبيث بعدسة شرلوك هولمز، على فاتورة التليفون والكابل، التى حولتها وزيرة الداخلية لخزينة البرلمان ليكتشف ثمانية جنيهات (67 جنيها مصريا) إيجار تنزيل فيلمى إثارة جنسية؛ فاضطرت معالى وزيرة الداخلية للاعتذار، ليس عن مشاهدة زوجها للفيلمين (فهذه حرية شخصية) وإنما عن الجنيهات الثمانية مصاريف الترفيه التى أعادتها لخزينة المجلس مع 80 بنسا (6 جنيهات و70 قرشا مصريا) ثمن سدادة بانيو الحمام، كشف الصحفى الحقود نفسه، تسلم الوزيرة لها من الخزينة. وزيرة أخرى تتقاضى مصاريف إيجار بيت فى لندن، بينما تؤجر منزلها فى دائرتها الانتخابية المجاورة لزوج شقيقتها. الصحافة تتلهف على وضع قلم حسابات البرلمان صور ملايين الفواتير التى تسلم النواب قيمتها كمصاريف إضافية من الخزينة فى نهاية السنة البرلمانية (يوليو) على موقع المجلس. ولذا أسرع رئيس الوزراء باقترح استبدال نظام المصاريف الإضافية بنظام منح النائب بدل حضور يومى (150 جنيها استرلينيا = 12650 مصريا) بتوقيعه فى كشف حضور كالنظام المعمول به فى البرلمان الأوروبى، ذى السمعة الحضيضية لدى الرأى العام البريطانى. فنوابه ينصرفون فور توقيع كشف الحضور إلى مصادر الرزق الأخرى. وبدلا من تقديم الاقتراح للبرلمان حسب التقاليد، بثه براون على شبكة يوتيوب you-tube ليظهر cool بتعبير الشباب. المصاريف وجدت تاريخيا لنواب خارج العاصمة، حيث يستقبلون الناخبين أسبوعيا فيما عرف بالعيادة surgery لتلقى الشكاوى واقتراحاتهم لتقديمها للبرلمان، بمساعدة باحثين وسكرتارية فى مكاتب الدائرة بجانب مصاريف السفر من والى البرلمان وإيجار منزل فى لندن وفواتيره. واكتشف الصحفيون أن عديدا من النواب، يشترى المنزل ويستأجره من نفسه بأعلى من أقساط الشراء، أى يتحول النائب لصاحب ملك على قفا الناخب. تذكر مستشارى براون لأصل المصاريف دفعه للاحتماء بالقوات فى أفغانستان حتى رقود اقتراحه فى مثواه الأخير، سلة المهملات؛ معطيا الفرصة للنواب لشراء أوراق التوت - بايصالات صالحة للصرف - لخفى كشوف يوليو القادم عن عيون الصحفيين الوقحة.