رفعت فياض يكتب: نصيحتي لكل الناجحين في الثانوية العامة.. لا تلتحق بأي كلية استخسارًا للمجموع أو على غير رغبتك    على رأسها البتكوين، انخفاض أسعار العملات المشفرة اليوم الجمعة    الديكتاتور!    أخبار الرياضة اليوم: الأهلي يكتسح البنزرتي التونسي بخماسية.. الزمالك يسقط بهدف أمام وادي دجلة.. أحمد عبد القادر يرفض عرضا أجنبيا جديدا لهذا السبب    فوت ميركاتو: سعود عبد الحميد إلى تولوز الفرنسي    البدري يتصدر.. أهلي طرابلس ينتصر في بداية مرحلة سداسي تتويج الدوري الليبي وخسارة كهربا    "ناصر" يلحق بأبنائه الستة بالمنيا.. وقبر العائلة يُفتح للمرة السابعة في 14 يومًا    فيديو وصور- الجمهور يحاصر أمير كرارة وهنا الزاهد بالعرض الخاص لفيلم "الشاطر" في دبي    وزير الخارجية يفتتح مصنع «سيلتال» المصري لإنتاج الأجهزة الكهربائية في السنغال    محافظ قنا يزور أديرة نقادة استعدادًا لانطلاق مهرجان الحرف التراثية    خارجية فلسطين تثمن دور مصر الداعم لحقوق الشعب الفلسطينى    «الخطيب هو إللي عمل كدة».. نقاش حاد على الهواء بين إكرامي وأحمد سليمان    التحالف الوطني: جاهزون لاستئناف قوافل دعم الأشقاء في غزة فور عودة حركة المعابر لطبيعتها    زيلينسكي: أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من التمويل لمواصلة الحرب ضد روسيا    وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء.. والادعاء بحِلِّه خطأ فادح    يسرى جبر: حديث السقاية يكشف عن تكريم المرأة وإثبات حقها فى التصرف ببيتها    وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية يتابع جهود الفرق الطبية باحتفالات العيد القومي    علاقة التوتر بارتفاع ضغط الدم وتأثيره على صحة القلب    لدمج ذوي الهمم في سوق العمل| فرص جديدة بمنشآت القطاع الخاص في الإسكندرية    أحمد سعد ل علياء بسيوني: «كل سنة وانتي فاكهة حياتي» | شاهد    الشيوخ اختبار الأحزاب    «الجوز» ومرض السكري.. وجبة مثالية بفوائد عديدة    حدث في 8ساعات| دخول 161 شاحنة مساعدات لقطاع غزة.. وموعد انكسار الموجة شديدة الحرارة    بالأسماء.. إصابة 8 عمال زراعيين في انقلاب سيارة على صحراوي البحيرة    عالم أزهري: خمس فرص ثمينة لا تعوض ونصائح للشباب لبناء المستقبل    ترامب: لم نركز على اتفاقية تجارية مع كندا    ضبط مواد غذائية غير صالحة وسجائر مجهولة ودقيق مهرب بالإسكندرية    برلماني: الدولة المصرية تُدرك التحديات التي تواجهها وتتعامل معها بحكمة    رددها الآن.. أفضل أدعية لاستقبال شهر صفر 1447 هجريًا    ترامب: أُفضل الدولار القوي رغم فوائد انخفاضه لقطاع التصنيع    أنوشكا: تخوفت من فارق السن مع كريم فهمي في «وتقابل حبيب» (فيديو)    «ابتدينا» لعمرو دياب يواصل اكتساح منصات الموسيقى العربية    أسعار حديد التسليح مساء اليوم الجمعة 25 يوليو 2025    «كونغرس العربية والصناعات الإبداعية» يعقد فعالياته في أبوظبي    مهرجان البحرين السينمائي يكشف عن هويته الجديدة ويستعد لدورة خامسة تحت شعار قصص عظيمة    معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية يواصل جهودة لدعم التصنيع الغذائي في مصر    جيسوس يوجه رسالة إلى جماهير النصر    الجيش اللبناني يُشارك في إخماد حرائق بقبرص    نيابة باب شرقي تطلب تحريات اتهام شخص بهتك عرض طفل في الإسكندرية    ثلاثي وادي دجلة إلى نصف نهائي بطولة العالم لناشئي الاسكواش    وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقي مسؤولي 4 شركات يابانية لاستعراض مشروعاتها وخططها الاستثمارية بالسوق المصري    برنامج تأهيلي مكثف لنجم الهلال السعودي    محافظ الجيزة يوجه بضبط «الاسكوتر الكهربائي للأطفال» من الشوارع    عامل يقتل زوجته ويدفنها خلف المنزل تحت طبقة أسمنتية بالبحيرة    نائب وزير الخارجية الإيراني: أجرينا نقاشا جادا وصريحا ومفصلا مع "الترويكا الأوروبية"    باستقبال حافل من الأهالي: علماء الأوقاف يفتتحون مسجدين بالفيوم    «100 يوم صحة» تقدّم 14.5 مليون خدمة طبية مجانية خلال 9 أيام    أسعار الأرز في الأسواق اليوم الجمعة 25-7-2025    شرطة النقل تضبط 1411 قضية متنوعة في 24 ساعة    الحكومية والأهلية والخاصة.. قائمة الجامعات والمعاهد المعتمدة في مصر    بعض الليالي تترك أثرا.. إليسا تعلق على حفلها في موسم جدة 2025    واشنطن تدعو إلى وقف فوري للاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا    إزالة 196 حالة تعدٍ على أراضي أملاك الدولة بأسوان خلال 20 يومًا - صور    متحف الفن المعاصر بجامعة حلوان يستعد لاستقبال الزوار    نجم الزمالك السابق يوجه رسالة خاصة ل عبد الله السعيد    شديد الحرارة والعظمى 44.. حالة الطقس في السعودية اليوم الجمعة    لا ترضى بسهولة وتجد دائمًا ما يزعجها.. 3 أبراج كثيرة الشكوى    فلكيا.. مولد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر و3 أيام إجازة رسمية للموظفين (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السياسى الفرنسى جان مارى لوبان لبرنامج «الطبعة الأولى»: ضرب إيران يدفع العالم إلى الحرب العالمية الثالثة.. ويقفز بسعر برميل البترول إلى500 دولار

جان مارى لوبان يساوى التطرف تمامًا، ومن النادر أن تسمع اسم جان مارى لوبان دون وصف الزعيم المتطرف.
يقف جان مارى لوبان ضد المسلمين واليهود معاً، وهو أيضاً يقف ضد الرئيس ساركوزى الذى يعادى المهاجرين ويقف ضد المهاجرين الذين يعادون ساركوزى.
وهو شخص كان عادياً.. ثم صار نائبًا ومرشحًا رئاسيًا.. ورغم دخوله منتصف الثمانينيات من العمر فهو ينتظر الآن نتائج انتخابات البرلمان الأوروبى.
خاضت فرنسا حروبًا عدة من الهند الصينية فى فيتنام إلى العدوان الثلاثى على مصر إلى حرب الجزائر.. كان جان مارى لوبان ضابطاً فيها جميعًا.. هو عند الكثيرين مرتكب جرائم عديدة واتهمته دوائر عدة بالتعذيب.. لكنه مضى فى حياته السياسية معركة تلو الأخرى اختفى فيها التاريخ تحت وطأة السياسة.
جان مارى لوبان الذى كان قاب قوسين من رئاسة فرنسا فى زمن شيراك.. تحدث إلى برنامج الطبعة الأولى على قناة «دريم» الثانية، الذى يقدمه الزميل أحمد المسلمانى فى الحلقة التى تذاع مساء اليوم.. وفيما يلى نص الحوار:
* كيف ترى الوطنية فى ظل العولمة؟
- أعتقد أن الوطن يظل حتى فى القرن 21 الإطار الأكثر فاعلية للدفاع عن الاستقلال وعن الهوية والرخاء وأمن وثقافة شعب ما، ففى العالم أجمع تدعم الدول تعريفها لنفسها، وأنا شخصياً أجد ذلك شيئاً ممتازاً.
وبقدر ما أنا معاد للاتحاد الأوروبى كما يتشكل الآن وكما يريد أن يكون من حطام للدول وإزالة الأوطان، بنفس القدر أعتقد فى التعاون الدولى والتحالفات والمعاملة بالمثل والتى هى القاعدة فى العلاقات الدبلوماسية الدولية.
والعولمة حقيقة ونتيجة لتطور الاتصال بين الدول والإنسان، كما توجد العولمة بوصفها نظرية مثالية تقضى بالقول إن العالم سيصبح قرية صغيرة يتشابه فيها كل الناس، وتجمعهم هوية واحدة، وأنا معاد بشدة لهذه الصيغة، وأعتقد على العكس أن كل أمة لها الحق فى الوجود بخصوصيتها التى تشكل ثروة هذا العالم.
فعندما أذهب للقاهرة لا أذهب لأجد نابولى وعندما أذهب إلى نابولى لا أريد أن أجد الشرق. وبالتالى فأنا أحب تنوع العالم وأعتقد أنه ضمانة للجمال وللأمن فى العالم معا.
كما أعتقد بشدة أن العولمة هى نظرة اختزالية ومادية للإنسان، فالإنسان ليس مجرد مستهلك أو منتج. الإنسان يمثل قيماً أخرى أكبر من ذلك.
لقد شاهدت افتتاح الأوليمبياد فى بكين ورأيت كيف أن الشيوعية الواضحة للصين نجحت فى تمجيد الماضى والأديان والأخلاق والثقافة الصينية التى تمتد لآلاف السنين، هذا برغم كون الصين من أكبر الدول المنتجة فى العالم.
* لكن هل تعتقد أنه يمكن الحركة عكس التاريخ.. بمعنى أن يعود الاتحاد الأوروبى إلى ما قبل الدولة القومية؟ وهل تعتقد أنه بالإمكان نجاح حركة مضادة للعولمة؟
- لا أعتقد أنه فى هذا المجال الأكبر هو بالتالى الأجمل، وأنه يجب بأى طريقة خلق مجموعات. ولكن إذا أرادت مجموعات ما أن تتشكل فليكن ذلك وفق تقارب ثقافى ودينى ومصالح وأيضاً خوف من خطر مشترك، ولهذا أنا لست «متأوربا» ولم أكن كذلك أبداً، فكما قلت لقد صوّت فى عام 1957 ضد السوق الأوربية المشتركة..
لأنى كنت قد قرأت لكتاب دعاة السوق المشتركة، مثل (كودونوف - كاليرجى) (Coudenhove - Kalergi) ومونيه (Monet)، وكانوا يقولون فى كتاباتهم إن هذه مجرد مرحلة وإن الهدف هو إقامة الولايات المتحدة الأوروبية، إلا أننى كنت أجد هذا المشروع كريهًا وقابلًا للنقد، وكنت معاديًا لهذا الاختزال للخصائص الفنية للتاريخ الأوروبى فى كيان واحد الهدف منه تجارى واقتصادى.
ففى الحياة لا يوجد فقط الاقتصاد والتجارة والإنتاج والاستهلاك.. توجد أشياء أخرى كثيرة.
* لقد خضت حروبًا كثيرة بعضها حروب عسكرية وبعضها سياسية.. لنبدأ بالحروب العسكرية.. والدك قتل بلغم بحرى فى الحرب العالمية الثانية.. كيف تقرأ الآن هذه الحرب؟ وهل تعتقد أنه يمكن الدخول فى حرب عالمية ثالثة؟
- نعم للأسف.. وأنا أخشى ذلك.. وأرى أنه ربما فى طبيعة الإنسان وفى طبيعة الأمم أن تتنافس وتتقاتل أحياناً.. إنه من الصعب جداً عندنا فى فرنسا أن نتحدث بحرية عن الحرب العالمية الثانية، لأنه توجد فى هذا المجال حقائق رسمية، ومن غير المسموح أن تعارضها وإلا عوقبت بالحبس أو بالغرامة.. إذن فهو موضوع أحاول التعرض له بأقل قدر، خاصة وقد تعرضت للعقاب من قبل، لأنى عبرت عن رأى معتدل تجاه الاحتلال الألمانى، فقد صدر ضدى حكم فى البلد الذى يدعى أنه بلد حرية الفكر وحقوق الإنسان، وهذه هى المفارقة.
* هناك حرب الهند الصينية وأنت من السياسيين القلائل الذين شاركوا فيها كيف ترى هذه الحرب الآن؟
- كانت هذه حرب أيديولوجية.. كانت فرنسا قد أعطت الاستقلال لدول الهند الصينية الخمس ومن بينها فيتنام وكمبوديا.. وكنا نقاتل حتى ينجو هذا البلد من الشيوعية، كان هذا موقف حكومتى وكنت ضابطاً فى هذا الجيش.. لقد أحببت كثيراً الهند الصينية وفهمت من هناك أشياءً كثيرة كانت تحدث فى العالم.
وفى نهاية إقامتى كنت فى سلاح المظلات وكنت أدير إحدى الصحف واستعدت علاقتى بالسياسة الداخلية والدولية.. لا يجب البكاء على اللبن المسكوب ولكن ما أستخلصه اليوم أن هذا البلد ذو التأثير الفرنسى يتحدث اليوم الأمريكية.. بمعنى آخر فإن الفيتناميين لم يلوموا الأمريكان الذين كانوا أكثر قسوة فى الحرب مما كنا عليه نحن.. بل هم قريبون منهم ويتحدثون لغتهم.
* لقد شاركت فى حرب 1956 وحصلت على تقدير عسكرى ونحن كمصريين ننظر بغضب إلى هذه الحرب.. ومن ثم إلى دورك فيها؟
- كنت قائد لواء لفرقة مظلات، وذهبنا لبورفؤاد مرة أخرى استجابة لأوامر من حكومتنا.. وأنت تعرف أصل الأزمة.. السيطرة على القناة من الكولونيل عبدالناصر.. ورد الفعل الفرنسى الإنجليزى.. ورد الفعل المضاد من الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة.. مأزق دبلوماسى ضخم.. وأنت تتذكر ربما..
لقد وجدت نفسى فى مكان به الكثير من القتلى العسكريين والمدنيين للأسف وأوكلت لى مهمة دفنهم، وقد فعلت ما أملاه على ضميرى، وقمت بدفن المسلمين وفقاً لقواعد دينهم، حتى وإن كان كان ذلك فى مقابر جماعية، فقد وجهتهم باتجاه القبلة ونزعت أحذيتهم وما إلى ذلك..
وقد تم استدعائى فيما بعد من القائد، وكنت أتوقع أن يهنئنى على عملى إلا أنه قال لى إن ما فعلته كان له تأثيراً كبيراً فى معسكر المعتقلين المصريين، وكانوا يرون قصة ضابط فرنسى قام بهذا وهذا.. فقال لى بما أنك فعلت ذلك فمن الآن أنت الذى ستقوم بدفن الآخرين.. ولم يكن هذا شيئاً بسيطاً.. فقد كان هناك الكثير من القتلى فى القناة.. وكان يجب دفنهم وكانت مهمة صعبة وبالتالى فقد تم عقابى بشكل ما بدلاً من مكافأتى على عملى.
* حرب أخرى.. حرب تحرير الجزائر أو الثورة الجزائرية التى أرادت الاستقلال عن فرنسا.. أنت أيضاً كنت فى الصف المعادى لاستقلال الجزائر وشاركت أيضاً فى هذه الحرب.. ونسب إليك مديح فى عملية التعذيب التى استخدمت ضد الثوريين الجزائريين.. هل ذلك صحيح؟
- كنت ضمن من يعتقدون بإخلاص أن الجزائر يمكن أن تكون فرنسية.. وأن فرنسا يمكن أن يكون لها وجود فى قارتين مختلفتين.. لنقل إنها كانت رؤى استعمارية للمستقبل.. إلا أن التجربة أثبتت أنه لم تعد لدينا القوة أو القدرة على التغلب على الطموحات الخاصة كانت هذه تجربة الحرب.. كانت خيبة آمل كبيرة بالنسبة لى..
لقد كان فى رؤيتى، كما برهنت على ذلك فيما بعد، أن كل الجزائريين يمكن أن يصبحوا مواطنين فرنسيين بشكل كامل. ولم تتعامل الحكومة الفرنسية مع هذه القضية بشكل مناسب.. إن التخلى بشكل مفاجئ عن الشعوب المسلمة التى كانت موالية لفرنسا لم تكن صفحة جميلة فى تاريخ بلادنا.
* حروب منطقة الخليج الذى كان بطلها باستمرار الرئيس العراقى السابق صدام حسين الذى سبق أن قابلته.. هل لك تفسير سياسى لماذا خاض صدام حسين هذه الحروب؟
- يجب القول إنه قبل حرب العراق لم أكن أعرف أى شخص عراقى، كنت كتبت مقالًا فى جريدة «لوفيجارو» قلت فيه: «ماذا سنفعل فى هذه الأزمة؟» وعندما تعرفت على العراق فقد أصبح لدى تقدير وتعاطف مع صدام حسين.. عندما كنت أعرف أنه من الصعب جداً الحفاظ على وحدة هذا البلد، وكنت أعرف مصالح أعدائه فى العالم، أنا لا أنكر الطباع الديكتاتورية لنظام صدام حسين، ولكنه ليس النظام الديكتاتورى الوحيد فى العالم، نحن نتعامل مع حكومات مماثلة..
ولكنى أخذت صف العراق عندما أرادت الولايات المتحدة وحلفاؤها فرض إرادتها بعد أن أوقعت صدام حسين فى الفخ.. ففى الحرب العراقية - الإيرانية قام الغرب بدفع العراق للدخول فى هذه الحرب.. وعندما جاء وقت تسديد الفواتير أو الحساب، بعض الدول رفضت ذلك، وهنا كان التدخل ضد صدام حسين الذى كان ساذجاً بعض الشىء، فعندما قالت له السفيرة الأمريكية إن الأمريكيين لن يتدخلوا فى الشرق الأوسط قام بتصديقها.
لقد تم تضليل صدام حسين عن عمد وقصد.. وعندما كان العراق يغرق فى فقر مدقع كانت تجرى أسوأ عملية عسكرية ضد العراق وهى الحصار.
فالحصار كان جريمة، فقد قتل وفقاً لأرقام الأمم المتحدة أكثر من مليون عراقى خاصة الأطفال.. وهنا تدخلت أنا وزوجتى وأنشأنا جمعية «أنقذوا أطفال العراق» فى محاولة للمساعدة فى المجال الطبى أيضاً فى محاولة للفت الانتباه.. لقد تحدثت ربما عشرين مرة فى البرلمان الأوروبى للتنديد بالمعاملة التى نفرضها على العراق وعلى الشعب العراقى. ومازلنا نواصل عملنا الآن مع اللاجئين العراقيين الموجودين فى الأردن أو فى دول أخرى.. لكننا جمعية صغيرة ليست لدينا إمكانيات الدول الكبرى أو الجمعيات غير الحكومية الكبيرة.
سياسياً، لقد صدمت بشدة من الطريقة التى اتبعتها بلادى وفى تركها الولايات المتحدة تمارس هذه السياسات.
أول مرة ذهبت العراق كان ذلك لأطلب من الرئيس صدام حسين الإفراج عن الرهائن الفرنسيين والأجانب الذين كان قد احتجزهم، وقد عملت الحكومة حينها على ألا أكون هناك وقت الإفراج عن الفرنسيين.. وأنت تفهم بالطبع لماذا، لكن الرئيس صدام سلمنى 60 أوروبيًا فى طائرة تابعة للخطوط العراقية للعودة بهم إلى بلادهم.. وهنا بدأت علاقتنا الشخصية بشكل ما.. أود أن أقول أن هناك كلمة لا ينطقها أحد وهى تفسر كل تلك السياسة تجاه الشرق الأوسط وهى البترول.
* إلى جوار العراق توجد إيران.. هل تعتقد أنه من الممكن ان تخوض الولايات المتحدة حرباً ثالثة «ثلاثية» فى آن واحد بمعنى حرب على العراق وحرب على أفغانستان وحرب على إيران؟
- أعتقد أنه هنا تبدأ أسباب الحرب العالمية الثالثة، لأن التعامل الذى فرض على إيران، خاصة فيما يتعلق بأبحاثها النووية، لا يتلاءم مع قوانين الدول التى تفرض المساواة واحترام كرامة الدول.. ونحن لا نفهم لماذا لا تتمتع إيران بنفس الحق الذى حصل عليه آخرون دون الاستئذان فى ذلك.. وهناك سياسة إسرائيلية - أمريكية شديدة الارتباط وهى تولد خطراً كبيراً جداً فى رأيى.. فأنا على قناعة بأنه إذا تم اتخاذ أى عمل عدائى ولو صغير جداً ضد إيران فإن النتائج دراماتيكية..
فبالإضافة إلى النتائج العسكرية التى تؤدى إلى صراع أوسع، فإن البترول يمكن أن يقفز إلى 500 دولار للبرميل الواحد، خاصة وأن إيران تسيطر على مضيق هرمز، وأعتقد أن العالم لا يمكن أن يخاطر هذه المخاطرة، وأعتقد أنه يجب احترام جميع الشعوب، خاصة وأنه لم يثبت بعد أن إيران لديها سياسة هجومية أو عدائية فيما يتعلق بملفها النووى، كما لم يثبت أن صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل.
*إيران.. سوريا.. لبنان، ملف مشتعل ومتصل بفلسطين، كيف ترى هذه المنطقة الساخنة إسرائيل - فلسطين وصولاً إلى لبنان ودمشق؟
- بالعودة إلى القضية الإيرانية هناك طريقة أخرى غير فرض إرادة الأقوى على إيران، وهى فرض نزع السلاح النووى من المنطقة، لأن هناك دولاً أخرى، فإسرائيل لديها القنبلة النووية، باكستان، كوريا، الصين.. لديها قنابل نووية. إذا كان السلاح النووى بهذه الخطورة.. فلندعو إلى التخلص منه فى العالم كله، خاصة فى هذه المنطقة، أعتقد أن هناك مناورات سياسية تدار لعزل إيران، والسياسة التى تم تبنيها تجاه سوريا تبدو لى ضمن هذه السياسة الدولية.
يجب الاعتراف بحق الفلسطينيين فى الحصول على دولة.. على وطن.. فهم من سكنوا هذه الأرض منذ زمن بعيد، أعتقد أنه يجب أن يكون هناك عدل.. أنا مع الرأى الذى يقضى بوجود دولة إسرائيلية داخل الحدود التى حددتها الأمم المتحدة فقط، وبالتالى يجب أن تتوقف وبشكل أساسى السياسة الاستيطانية والتى تسير ضد كل عملية بناء للسلام.
* البعض يرى أن المشكلات زادت بعد أحداث 11 سبتمبر.. كيف تفسر هذه الأحداث؟ وهل ترى أنه بنهاية عهد بوش تنتهى حقبة 11 سبتمبر وما ترتب عليها؟
- إن الولايات المتحدة لم تتعرض قط لهجوم على أراضيها، ولهذا فهى على درجة عالية من الحساسية تجاه ما حدث فى 11 سبتمبر.. نحن نتحدث عن 3000 قتيل، وإن كان هذا الرقم يوازى عدد من كانوا يسقطون يومياً فى المدن الأوروبية خلال الحرب العالمية الثانية تحت القذف الأمريكى البريطانى.. فقد سقط فى مارسيليا 5000 قتيل فى يوم واحد.. وكان هذا الحال فى مدن أخرى فرنسية وأوروبية.
بالطبع أنا لا أنفى أن الرأى العام الأمريكى تعرض إلى صدمة، فقد كان يعتقد أنه بمنأى عن الهجوم المباشر، ولكن أعتقد أيضا أن البعض استغل هذا الأمر كمبرر للقيام بسياسة أكثر عدوانية فى العالم.
* فى ألبوم الصور الخاص بك هناك صور مع الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريجان، ويرى البعض أن عهد جورج بوش الثانى هو عودة إلى «الريجانية» كيف ترى مستقبل الفكر السياسى فى أمريكا؟
- أظن أن وصف «الريجانية» تشبيه جرىء.. أما كونى فى صورة مع الرئيس ريجان فقد التقطت لى صور أخرى مع الكثير من رؤساء الدول، وهذا لا يعنى أننى بالضرورة مؤيد للسياسات التى يتبنونها.. فالجميع يعرف أننى غير منحاز للسياسة التى انتهجها الرئيس بوش الثانى «الابن» وبالتالى أنا مع ظهور أقطاب جديدة للقوى فى العالم بحيث لا يكون هناك قطب واحد، أنا مع تعدد الأقطاب واعتقد أن ذلك يمكن أن يساعد على إعادة التوازن للعالم،
فكسر هذا التوازن يؤدى لنزاعات فظيعة لقد تجاهل العالم ظاهرة أساسية أؤكد عليها منذ 40 عاماً.. ففى خلال قرن واحد وصل تعداد سكان العالم من مليار إلى 7 مليارات نسمة، ونتيجة ذلك هو سيول من الهجرة تأتى إلى الدول الغنية، وهذه ظاهرة خطيرة قد تؤدى إلى نزاع، وعلى العالم أن يسعى لإيجاد حل يسمح للشعوب أن تعيش بكرامة على أراضيها، على أن تعمل وتنتج بنفسها ما تحتاج إليه، لأنه لو تركنا الأمور على حالها كما فعل الاتحاد الأوروبى فنحن ذاهبون إلى صراع لا مفر منه، سيصبح عدد سكان العالم 8 أو 9 أو10 مليارات، حتى حدوث كارثة عالمية أو مجاعة عامة أو وباء يصيب الملايين أو مئات الملايين من البشر..
لذا يجب أن يكون هدفنا هو محاولة الحفاظ على الأمن والسلام وذلك بالحفاظ أولاً على حرياتنا.. نحن لدينا شعار فى حزب الجبهة الوطنية يقول: «أحب بناتى أكثر من بنات إخوتى وبنات إخوتى أكثر من بنات أعمامى وبنات أعمامى أكثر من جيرانى.. وهذا لا يعنى أننى أكره جيرانى»، ونفس الشيء ينطبق على السياسة الدولية.. نحن لسنا معادين للأجانب وإنما منتمون لفرنسا.
* هل تعتقد أن اليابان نموذج لما ذكرت من الدول التى يمكن أن تكون مطروحة لدور سياسى عالمى مهم فى المرحلة المقبلة؟
- أعتقد أن اليابان دولة هشة جداً وستكون أكثر هشاشة إذا حدثت أزمة كبرى فى صناعة السيارات نتيجة لارتفاع أسعار البترول، إن الأقطاب الكبرى للعالم غداً هى روسيا والصين والهند والبرازيل وأوروبا، لكن منذ الآن يجب القول إنه لم يعد هناك احتكار أمريكى أو قطب واحد، ويجب أن يعى الأمريكيون ذلك عندما نتحدث اليوم عن احتمال إفلاس شركتى فورد وجنرال موتورز. نقول إنه تمثال ضخم على قاعدة من الصلصال.
* كيف ترى فرنسا تحت حكم الرئيس ساركوزى؟
- إنه حلم ليلة صيف، فلدى السيد ساركوزى موهبة كبيرة كأنه ساحر أو مخرج، ولديه معرفة جيدة بمنتج وسائل الإعلام ويعبر عن سياسة أساسها إعلامى، بمعنى أنها صنعت لتظهر فى التليفزيون، أعتقد أنه يخدع البلاد فيما يتعلق بحقيقته، وأن فرنسا مثلها مثل دول أخرى فى حاجة إلى الحقيقة، لكن الشعوب لا تقبل الحقيقة عندما تكون وحشية، وأعتقد أن الأوقات القادمة ستكون عصيبة على فرنسا وأوروبا والعالم كله، وبالتالى نحتاج إلى رؤساء ومسؤولين لديهم أحكام واضحة وشخصيات شكلت جيداً، ولست متأكداً إذا ما كان السيد ساركوزى أقرب إلى ممثل منه إلى رئيس.
* ساركوزى له علاقات جيدة مع أمريكا هل ذلك موضع اعتراض أساسى لدى الفرنسيين أو الوطنيين الفرنسيين؟
- أعتقد أن انحياز ساركوزى المذهل والساطع للسياسة الأمريكية ولجورج بوش قد فاجأ الفرنسيين، واعتقد أنه صدمهم بعض الشىء. الحقيقة أن ساركوزى وضع فرنسا تحت الحماية الأمريكية، وهذا يتعارض مع ما تبقى من شعور بالاستقلال فى أذهان المواطنين، بالطبع فإن الجبناء سيكونون سعداء إلا أن الوطنيين الواضحين لديهم كل الحق فى القلق.
* ما جدول أعمالك فى الفترة المقبلة أو ما هو مستقبل حرب الجبهة الوطنية؟ أين أنت فى الخريطة السياسية فى الوقت الراهن؟
- أولاً أنا نائب أوروبى قديم جداً منذ 25 سنة، وأعتزم أيضاً ترشيح نفسى فى الانتخابات الأوروبية العام الجارى عن منطقة جنوب شرق فرنسا، وأعتقد أنه سيتم انتخابى وأتمنى أن يكون لدينا نفس العدد من النواب، لدينا فى حزب الجبهة 7 نواب فى البرلمان الأوروبى، وأتمنى أن يزداد العدد لأن الشعور بالخوف وربما بالعداء ضد اليورو، وضد الاتحاد الأوروبى،
يتنامى داخل البلاد، الفرنسيون ليسوا ضد أوروبا، فهم بطبيعتهم أوروبيون ولكنهم ضد الإطار السياسى للاتحاد الأوروبى الذى فرض علينا والذى بارتباطه بحلف الناتو يخضع سياسة أوروبا للرغبة الأمريكية.. لقد تعرض الحزب للهزيمة فى الانتخابات التشريعية، وفى الانتخابات الرئاسية حصلت على المركز الرابع أمام 12 مرشحاً وحصلت على 10.5% وهذا يعتبر تراجعاً بالنسبة للانتخابات السابقة. وكان ذلك مرتبطًا بظاهرة ساركوزى وكونه تبنى جزءًا من برنامجنا وهو الجزء الملون إذا جاز التعبير،
وفى الانتخابات التشريعية كانت الهزيمة حادة فقد حصل مرشحو الجبهة على أصوات 4 مرات أقل مما حصلت عليه أنا، وكان لذلك تبعات سياسية ومالية أجبرتنا على تخفيض النفقات وتسريح بعض الموظفين للتأقلم مع إطار أكثر تواضعاً، لكن سياسياً أعتقد أن فرص الجبهة الوطنية لم تتأثر، لأنه يوجد فى سياسة ساركوزى جزء كبير من الهراء وهذا سيظهر فى لحظة ما أمام الرأى العام، وأعتقد أن شعبيته المنخفضة حالياً ستستمر فى الهبوط، وأعتقد أنه أمام الحقائق فإن جزءًا كبيراً من الناخبين الذى امتنعوا عن التصويت ستتم تعبئتهم من جديد.
* علاقتك بمصر.. أول زيارة كانت مأساوية خلال عدوان 56.. هل زرت مصر بعد ذلك أو تنوى زيارتها عن قريب؟
- لدى علاقات طيبة مع أسرة سفير مصر السابق فى باريس، ولكن لم تكن لدى اتصالات خاصة مع مصر ومع السياسة المصرية، وأنا نادم على ذلك، فمصر من الدول القليلة جداً التى لم أقم بزيارتها.. فهناك أشياء كثيرة ممكن مشاهدتها فى مصر، وأنا لا أجهل عظمة الحضارة المصرية وأعرف ما تدين به حضارتنا للحضارة المصرية، لكن هكذا سارت الأمور..
لم تكن لدى علاقات شخصية تشجعنى على زيارة مصر، وأكره أن أفرض نفسى عندما لا يرغب الناس فىّ، إننى أرحب بهذا الاتصال مع الإعلام المصرى، وربما تكون هذه هى البداية لعلاقة أكثر عمقاً.. فأنا معجب جداً بهذه الحضارة وبهذا البلد الكبير، الذى سيكون واحداً من أكبر 4 دول جنوب البحر المتوسط خلال السنوات القادمة.
ترجمة: سمر الجمل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.