توقع خبراء أسواق مال، أن تشهد تعاملات البورصة المصرية، الأسبوع الحالى، حالة من الترقب والحذر، على خلفية انتشار مرض «أنفلونزا الخنازير»، التى أصابت البورصات العالمية، فى مقتل، خاصة فى ظل المخاوف من تعميق جرح الاقتصاد العالمى. وقلل محللون من التأثيرات المحتملة ل«أنفلونزا»، مؤكدين أن بعض القطاعات الدفاعية ستستفيد بقوة من الأزمة على رأسها قطاع الأدوية والمراكز الطبية، مستبعدين تأثر حركة النقل والشحن والتفريغ والتجارة بالأزمة، لأنها منحصرة فى الركاب ومن الممكن أن تمتد إلى الحيوانات. وقال أحمد أبوبكر، العضو المنتدب لشركة نماء للسمسرة فى الأوراق المالية: «إن المشكلة الحالية تتمثل فى الخنازير ولا توجد لها علاقة بالقطاعات الأخرى سوى قطاع السياحة الذى ربما يتأثر قليلاً بفعل انتشار المرض، موضحاً أن الموضوع غير مستمر ولن تزيد حالة القلق على 6 أو 10 أيام، على حد قوله. وأضاف «أن الموضوع يتعلق بالركاب وليس بنشاط الشركات بوجه عام فى القطاعات المختلفة، مؤكداً أن للأزمة الحالية تأثيراً إيجابياً قوياً على قطاع الأدوية، الذى شهد نشاطاً ملحوظاً خلال الأسبوع الماضى، بفعل الحديث عن المرض عالمياً، وقال: إن بعض شركات الأدوية المقيدة بالبورصة تنتج الأدوية الوقائية للمرض، مما دفعها للصعود بشكل ملحوظ الأسبوع الماضى. وأن قطاع الأدوية بالبورصة المصرية يضم 11 شركة برأسمال سوقى يبلغ نحو 9.1 مليار جنيه طبقاً لإغلاقات «الخميس» الماضى. وتابع: «إن قطاع الأغذية سيشهد ارتفاعات ملحوظة بفعل تزايد الطلب وارتفاع الأسعار فى بعض المنتجات مثل الدواجن واللحوم». من جانبه توقع وائل عنبة، محلل مالى، أن تشهد تعاملات الأسبوع المقبل حالة من الترقب والحذر فى التعاملات بفعل انتشار المرض، خاصة أن بعض المستثمرين يتجهون إلى «تقفيل» مراكزهم مع اقتراب انتهاء الشهر. وقال محسن عادل، محلل مالى، إن التأثير الرئيسى يتركز فى قطاع السياحة والمتوقع أن تنخفض عالمياً ما بين 2 و5٪، مشيراً إلى أن مصر ربما تستفيد من الأزمة مع قيام السائحين بتحويل رحلاتهم إلى دول غير موجود بها الوباء مثل مصر، على أرضية القرارات الأخيرة التى اتخذتها الحكومة المصرية بذبح الخنازير الموجودة فى مصر. فيما اختلف محمد عبدالرحيم، مدير تنفيذى لإحدى الشركات، مع الآراء السابقة، قائلاً: إن السوق ستصاب بحالة من القلق ستدفع المستثمرين، خاصة الأفراد، إلى عمليات بيع مكثفة، مشيراً إلى أن طبيعة رؤوس الأموال وتعاملات الأفراد تتسم بالعشوائية فى مثل هذه الأزمات، خاصة أنها جاءت فى أعقاب الأزمة المالية العالمية التى فقد المستثمرون فيها أموالهم والبعض فقد ما يزيد على 60٪ من رؤوس أموالهم. وشهد قطاع الأدوية بالبورصة المصرية ارتفاعات ملحوظة خلال تعاملات الأسبوع الماضى، مع بدء انتشار الأنباء عن المرض، خاصة شركات تنتج عقاراً مضاداً للفيروس على رأسها جيلاكسو سميثكلاين، التى تنتج عقار «ريلينزا» المضاد ل«أنفلونزا 5.6 فى المائة»، بعد أن صرحت بزيادة الإنتاج، مما دفع القطاع للارتفاع الملحوظ بنسب تراوحت بين 3 و10٪ فى الجلسة الواحدة، رغم هبوط البورصة المصرية خلال يومين من التداول.