فى لحظة تأمل لإنجاز المنتخب القومى لكرة القدم طرح السؤال نفسه: لماذا نجح حسن شحاتة فى كل شىء، وفشلت الحكومة فى كل شىء؟؟ وتخيلت فى لحظة خالية من التفاؤل أن الحزب الوطنى قام بعزل الكابتن حسن شحاتة وعين بدلا منه (لا قدر الله) أحد كباتن الحزب الوطنى (الرياضيين). وأخذنى الخيال إلى حيث المصير المر، ورحت أقيس على ممارسات حزب الحكومة وحكومة الحزب، ما سيفعله كابتن من الحزب الوطنى بالمنتخب، لكى أجيب عن السؤال التخيلى: ماذا لو تولى الحزب الوطنى إدارة وتدريب منتخب كرة القدم القومى؟! فوجدت الآتى: أول شىء سيفكر فيه كابتن الحزب الوطنى، سيطلب من وزير الإسكان تخصيص 30 مليون متر لإقامة استاد خاص ومدينة سكنية وناد اجتماعى للمنتخب ولأبناء العاملين بالمنتخب وبناء المشروع على نصف المساحة و(تصقيع) الأراضى المتبقية، أما سور الاستاد فستقام على هامشه محال ومول ومشاريع استثمارية وكل مشروع فيه مصلحة وكل مصلحة ليها ناسها، وهذه هى سمات الحزب فى بيزنس الأراضى، ثم سيقوم كابتن الحزب ببيع: (جدو وعبدالشافى وأبوتريكة وعماد متعب وزيدان ووائل جمعة وحسنى عبدربه والمحمدى وشيكابالا وعصام الحضرى وأحمد حسن) وغيرهم لأندية أوروبا الكبرى فى مزاد علنى بسعر معلن وآخر من تحت الطاولة لزوم السمسرة، ويقوم بعقد الصفقة والتمهيد لها كابتن الحزب بالاشتراك مع وزير المالية، استكمالاً لمشاريع الخصخصة وبما إن هؤلاء الأبطال يمثلون المنتخب القومى فهم ثروة قومية إذن فهم من المال العام فيطبق عليهم ما طبق على القطاع العام ويتم بيعهم لتسديد ديون مصر واستيراد أنابيب بوتاجاز وبيعها فى السوق السوداء بأربعين جنيها للأنبوبة الواحدة وكله استثمار، بعد بيع نجوم المنتخب سيتم اختيار فريق جديد من اللاعبين الشبان من أبناء الحزب وأبناء الوزراء وأبناء العاملين بلجنة السياسات، وفى هذه الحالة يتم رفع مكافآت اللاعبين إلى عشرة أضعاف ما هى عليه والكابتن سيقول للحكومة: (الحكاية فى بيتها، والولاد ولادنا والفلوس فلوسنا وأموالنا وبندورها). وبعد ذلك سيكون طبيب المنتخب الحالى قد أقيل وتم تعيين رئيس اللجنة الطبية بالمجلس والحزب بدلا منه، الذى سيحصل على موافقات من وزير الصحة بعلاج لاعبى المنتخب على نفقة الدولة بالخارج بمبلغ 44 مليون جنيه كل شهر، والجدع يثبت أين تم علاج لاعبى المنتخب، وسيتم تفريغ اللاعبين ثلاثة أيام كل أسبوع لحضور جلسات مجلس الشعب ومجلس الشورى، لأن الحزب سيدفع بلاعبى المنتخب لساحة الانتخابات وسيضمن لهم النجاح من أول جولة وبدون تزوير، وسيطالب كابتن الحزب بإلغاء الدورى العام للحفاظ على صحة اللاعبين أسوة بمدارس الحكومة التى قامت بإلغاء حصص الموسيقى والتربية الرياضية لتدريس المنهج. وسيطلب كابتن الحزب من وزير الثقافة منح لاعبى المنتخب من أبناء الحزب جوائز الدولة التقديرية والتفوق وجائزة مبارك ويمنح للأشبال تحت 19 سنة جوائز الدولة التشجيعية، وسيقوم الكابتن المدرب ذو التاريخ العريق فى الحزب الوطنى بسحب جميع أرصدة وميزانيات الفريق واتحاد الكورة ومخصصات اللاعبين واستثمارها فى بنك أمريكى بالخارج أسوة بأموال التأمينات الاجتماعية التى أخذها وزير المالية لاستثمارها فى الخارج بدلا من استخدامها فى مشاريع قومية للتنمية داخل مصر، وسيضع كابتن الحزب حجرى أساس أمام استاد المنتخب لبناء مسجد وكنيسة لزوم الوحدة الوطنية، وسيأمر بإنشاء مصنع للأعلام وال (تى شيرت) ويطبع عليها شعارات وهتافات الحزب، باعتبار أن هذا البيزنس فلت من يد الكابتن حسن شحاتة مدرب المنتخب السابق وأهدر على الحزب ملايين الجنيهات. وبالطبع لا داعى لأن يسألنى أحد عن النتائج فسوف يصرح كابتن الحزب بأنه يكفينا التمثيل المشرف مثلما حدث لنا فى الدورة الأوليمبية بالصين منذ عام، ونحن جربنا من قبل صفر المونديال عندما تولى ملفاته كباتن الحزب الرياضيون، (إلا بالمناسبة أين ذهبت التحقيقات فى أموال صفر المونديال؟.. يا عم دماغك بلاش تقليب فى الماضى). المهم أنا لا أقصد أن أهيل التراب على إنجاز عمنا وتاج راسنا حسن شحاتة، لأفسد على المصريين فرحتهم، ولكن كل ما فى الأمر أن من أسباب نجاح وانتصارات المنتخب أن حسن شحاتة يتعامل مع اللعب بجدية مطلقة، وأن من أسباب فشل الحكومة الدائم أنها تتعامل مع كل القضايا المصيرية باستخفاف وفهلوة، ولذلك فطرح هذه الفكرة الخيالية جاء بهدف محدد وهو أن يتولى حسن شحاتة الحكومة وتتولى الحكومة تدريب المنتخب، ولو فشلت الحكومة فى إدارة المنتخب وهذا ليس بالجديد عليها فلن نخسر سوى كأس أفريقيا 2012 وسيحزن الشعب مرة واحدة، ولكن سيكون الشعب فى سعادة دائمة لأن مشاكل المرور سيحلها أبوعلى، وسيقضى على سرطان العشوائيات، وسيصلح حال التعليم والجامعات ونصبح ضمن العشرة الأوائل على العالم فى جودة التعليم، وسيطرد المحتكرين من ملاعب السوق السوداء، وسيخرج الوزراء المتكاسلين ومعدومى الخبرة من الوزارة إذا فشلوا فى إحراز أهداف أثناء مباريات التنمية، وسيقوم بإلغاء الوسايط والمحسوبية فى تعيين الوزراء واللاعبين فى الشأن العام، وهكذا سيخسر المنتخب ويتقهقر إلى ذيل قائمة الأندية الأفريقية، وسيحزن الشعب مرة واحدة بعد كل مباراة يخسرها المنتخب وينتهى الأمر، وفى هذه الحالة سنربح بلد بأكمله ونخسر مباراة.