منتظر الزيدى فى «الجارديان»: لست بطلاً ولكننى رأيت العراق تحت حذاء الاحتلال فقذفته بحذائى

كتب الصحفى العراقى منتظر الزيدى مقالاً فى جريدة «الجارديان» البريطانية، أمس، بعد 3 أيام من الإفراج عنه الثلاثاء الماضى، بعنوان «لماذا قذفت الحذاء؟»، بدأه بقوله: «أنا لست بطلاً، لقد تصرفت فقط كعراقى شهد الألم وإراقة دماء الكثير من الأبرياء»، مشيراً إلى أنه صار حراً، لكن بلاده لاتزال أسيرة الحرب.
أضاف الزيدى: ما اضطرنى للتصرف بهذا الشكل هو الظلم الواقع على أهلى، ورغبة الاحتلال فى إذلال وطنى بوضعه تحت حذائه، مستعرضاً ماضى بلاده قائلاً: «لقد كنا أمة يتقاسم فيها العربى مع التركمانى والكردى والآشورى والصابئى واليزيدى خبزه اليومى، وكان الشيعة يصلون مع السنة فى صف واحد، ويحتفل المسلمون بميلاد المسيح مع المسيحيين، كما أننا تقاسمنا الجوع تحت العقوبات لأكثر من زمن».
وأكد الزيدى أن صبر العراقيين لم ينسهم الاضطهاد، موضحاً أن الغزو فرق الأخ عن أخيه والجار عن جاره، وتابع: «أنا لست بطلاً، لكن لدىّ وجهة نظر وموقف، لقد أذلنى أن أرى بلادى ذليلة وأن أرى بغداد تحترق وأهلى يُقتلون».
وقدم الزيدى فى نهاية مقاله الاعتذار للصحافة قائلاً: «إذا أسأت للصحافة عن غير قصد، فإنى أعتذر»، موضحاً أن كل ما كان يقصده هو التعبير عن «مشاعر مواطن يرى أرضه تنتهك كل يوم»، نافياً أن تكون دوافع فعله الرغبة فى دخول اسمه التاريخ، أو تحقيق أى مكاسب مادية.
كان الزيدى قد أصبح بطلاً منذ ألقى حذاءه على بوش فى ديسمبر الماضى، وتحول إلى بطل، وانتشرت صوره التى زينت العديد من الشوارع فى بغداد، وانهالت الكثير من الهدايا والعروض منذ الإعلان عن الإفراج عنه.
ونشرت «الديلى تليجراف» تقريراً مفصلاً عن الاستعدادات التى جرت لاستقبال الزيدى مثل الفاتحين، والهدايا التى بدأت تنهال عليه، ومنها حصان ذهبى، وسيارة رياضية، إلى جانب عروض التوظيف فى القنوات الفضائية.