قرر بنك «مصر» تأجيل طرح مساهماته فى شركات القطاع الخاص للبيع، لحين استقرار السوق وتجاوز مرحلة الركود الاقتصادى السائدة، بسبب الأزمة المالية العالمية. قال حلمى السعيد، مستشار قطاع أمناء الاستثمار بالبنك: إن حالة الركود الحالية ساهمت فى تأجيل استئناف برنامج التخارج من حصص مساهمات البنك فى الشركات الخاصة، ببيعها والدخول فى مساهمات بشركات أخرى جديدة. وأضاف السعيد: كنا نسعى لطرح حصص مساهماتنا فى حوالى 4 شركات استثمارية خاصة، نساهم بها فى إطار برنامج إدارة الأصول والمساهمات المملوكة للبنك وتدوير محفظته، دون أن تذكر هوية هذه الشركات، إلا أننا أجلنا القرار لحين استقرار السوق، لاسيما أنه فى مثل هذه الحالات تكون الأرباح محدودة والإقبال يكون ضعيفاً على الشراء. وأكد أن تخارج البنك من مساهماته بالشركات يتوقف على تحقيق عدة أهداف، من أهمها تحقيق الربحية المناسبة من مساهمته، واستراتيجية البنك التوسعية فى الاستثمار، وتحقيق استقرار المنتج، وانتظام الإنتاج، وخلوها من أى عيوب هيكلية وسلامة هياكلها المالية. وتابع: إن تحقيق معدل ربحية مناسب لمساهمات البنك فى هذه الشركات يختلف حسب طبيعة نشاطها، مؤكداً أن آخر عملية تم التخارج منها قبل الأزمة العالمية كانت شركة «مصر الإسماعيلية للدواجن»، وقال إن البنك يسهم فى حوالى 180 شركة قطاع خاص. من جهته أشار محمد شهبو، نائب رئيس بنك التنمية الصناعية والعمال المصرى، إلى حرية اتخاذ البنوك قراراتها الداخلية للتعامل مع الأزمات والتحديات من خلال سياسات تحفظية فى إدارة استثماراتها فى الشركات التى تساهم بها، لتفادى تأثيرات سلبية، وكذا التحفظ فى منح الائتمان لاسيما مع وجود قيمة حقيقية له. وأكد شهبو أن هناك بعض الاستثمارات التى لابد أن تدار بشكل أكثر كفاءة من خلال شركة «الصناعى» المملوكة بالكامل لبنك التنمية الصناعية والعمال، مما يتيح القدرة على تعظيم العائد على الاستثمارات. قالت نيفين كشميرى، مدير عام أول مجموعة الخدمات المصرفية للشركات بالبنك المصرى الخليجى، إن الأزمة العالمية ساهمت فى تباطؤ البنوك المصرية فى الدخول بشركات جديدة أو مساهمات، وكذا منح تسهيلات ائتمانية وقروض، لافتة إلى أن المؤشرات بدأت فى التحسن منذ أبريل الماضى فى أسواق السيارات والتشييد والبناء، إضافة إلى بدء تعافى السياحة. وأضافت كشميرى أن البنوك استأنفت توسعها فى القروض المشتركة وزيادة استثماراتها مؤخراً لاسيما فى قطاعات الكهرباء والغاز والبترول والمواصلات والبتروكيماويات. من جهتها أكدت زينب هاشم، رئيس قطاع الخزانة وأسواق المال بالبنك الأهلى المصرى، اتخاذ إجراءات تحوطية من جانب البنوك لدى بدء الأزمة المالية والاقتصادية الراهنة وتأثيراتها على الاقتصادات المختلفة، مشيرة إلى أن حرص البنك الأهلى على أعماله يأتى للحفاظ على ربحيته وأسواق المال التى يعمل بها واستثماراته.