أرسل الدكتور زاهى حواس، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، خطاباً إلى رئيس تحرير «لوموند» الفرنسية، يرد فيه على مقال نشرته الصحيفة يتهم فاروق حسنى، وزير الثقافة، بمعاداة السامية، ويشكك فى قدرته على إدارة منظمة عالمية مثل اليونسكو. كانت «لوموند» الفرنسية قد نشرت مقالا فى عددها الصادر 2 سبتمبر الجارى بعنوان: Campagne d' Egypt pour l'unesco اتهم حسنى بمعاداة السامية، والاعتماد على عناصر بشرية «غير جديرة بالثقة»، وعدم القدرة على إدارة هيئة ثقافية عريقة ك«اليونسكو»، والتى تعد رمزاً ثقافياً عالمياً. وقال حواس فى رسالته إن علاقته بوزير الثقافة تمتد إلى 40 سنة مضت، «لم يشعر خلالها ولو للحظة بأنه معاد للسامية، ولم يلحظ أى دلائل تؤكد هذه الادعاءات المغرضة» - بنص تعبير الرسالة - مؤكدا أن حسنى لديه الكثير من الأصدقاء اليهود. واستشهد حواس فى رسالته بخطة وزير الثقافة التى أطلقها عام 2002 لترميم 10 معابد يهودية فى القاهرة والإسكندرية، وقال إن العمل قد انتهى بالفعل فى اثنين منها، بينما لاتزال بقيتها تحت الترميم، مضيفا: «لقد شاهد العالم كله احتفال المجلس بإنهاء أعمال الترميم فى هذين المعبدين الشهر الماضى، كما شاهدوا الأعمال الجادة التى تقوم بها وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للآثار لترميم الآثار اليهودية فى مصر». وتساءل حواس فى خطابه: «لماذا تنفق وزارة الثقافة كل هذه الأموال وتبذل كل هذا الجهد لتنفيذ مشروعات ترميم الآثار اليهودية إذا كان فاروق حسنى ضد اليهود؟». وأوضح حواس فى خطابه أن المجلس الأعلى للآثار يقوم حاليا بترميم وثائق جينيزة Geneza وهى عبارة عن وثائق توضح التعاملات التجارية والمالية والأنشطة المختلفة بين اليهود فى مصر منذ أكثر من ألف عام مضت، وقال إن نسخة من هذه الوثائق سوف توضع فى دار الكتب المصرية. وفى آخر خطابه قال حواس أن «الأفعال أصدق من الكلمات»، مضيفا: «أعمال وزير ثقافة مصر ظاهرة للجميع، تؤكد أنه يريد تكريم الآثار اليهودية فى مصر والحفاظ عليها، لأنها جزء مهم وقيم من تاريخ مصر الثقافى وتراثها الحضارى، شأنها شأن الآثار الفرعونية واليونانية والرومانية والإسلامية والقبطية».