طالبت القاهرة ب«موقف عربى موحد» يصمم على توقف إسرائيل الكامل عن عمليات الاستيطان، والبدء الفورى فى المفاوضات على أساس خطة «خريطة الطريق» للسلام ومفهوم الدولة الفلسطينية، داعية الدول العربية إلى التمسك بهذا الموقف أكثر من أى وقت مضى، والسعى لتحقيق هدف الدولة الفلسطينية. ورفض أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، ربط وقف الاستيطان الإسرائيلى بعملية التطبيع مع إسرائيل، داعياً الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى إلى الحوار على أساس مفاهيم واضحة وأرضية متفق عليها تعيدنا إلى الوضع قبل عام 2000. وقال أبوالغيط – فى مؤتمر صحفى عقده أمس بمقر رئاسة الجمهورية، عقب لقاء الرئيس مبارك بوزير الخارجية الإسبانى، ميجل موراتينوس،: «علينا أن نفكر فى كيفية التعامل مع الوضع الذى نواجهه حالياً، فهناك عمليات مستمرة للاستيطان على الأراضى الفلسطينية، وعمليات تآكل لهذه الأراضى، وعدم توصل لعملية تسوية، وانقسام فلسطينى واضح، واحتمال بزوغ كيانين فلسطينيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة». وشدد أبو الغيط على أن مصر تطالب ب«نهاية للطريق»، وليس بخريطة الطريق فقط، لافتاً إلى أن الهدف المصرى هو نهاية الطريق، على أن يأتى هذا – حسب قوله - من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى والمجتمع الدولى، كموقف واضح يتعلق بالتسوية النهائية التى يمكن أن تتم عليها المفاوضات. وقال: «إنه إذا ما تحركت إسرائيل بخطوة كبيرة تجاه الفلسطينيين تعكس مصداقية الموقف الإسرائيلى واستعداد إسرائيل للتفاوض الجاد والحقيقى بما يقودنا إلى نهاية الطريق أو الهدف النهائى الذى يريده الفلسطينيون فى الدولة، فعند إذ لا يمكن الاختلاف مع أى دولة عربية تغير وجهة نظرها حيال التعاون مع إسرائيل . وكان الرئيس مبارك استقبل، أمس، بمقر الرئاسة فى مصر الجديدة، وزير الخارجية الإسبانى، حيث بحثا تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، مع التركيز على قضية السلام فى منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين القاهرة ومدريد. وعقب اللقاء وصف أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، مباحثات مبارك - موراتينوس بأنها كانت «مثمرة وستفتح طريق التعاون المثمر مع أوروبا»، مؤكداً أن التعاون المصرى الأوروبى سيكون «أكثر اتساعاً» فى ظل رئاسة إسبانيا للاتحاد الأوروبى، اعتباراً من يناير المقبل. وقال أبوالغيط «دار نقاش بين الرئيس مبارك وموراتينوس، حول الاتحاد من أجل المتوسط، خاصة أن إسبانيا ستتولى رئاسته اعتباراً من منتصف العام المقبل، حيث تم الاتفاق على عقد القمة الثانية للاتحاد فى هذا التوقيت بمدينة برشلونة، برئاسة مصرية إسبانية فرنسية»..مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على عقد لقاء قمة بين الرئيس مبارك والترويكا الأوروبية فى إسبانيا على هامش قمة الاتحاد من أجل المتوسط.