انتقادات لاذعة ل«الصليب الأحمر» بعد إغلاق أبوابه في وجه الأسرى الفلسطينيين

أربعون يوما مرت على اجتماع أهالي الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي مع السفير المصري في رام الله، ياسر عثمان، وحتى الآن «لا تجاوب يذكر من قبل الجانب الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بقضية الأسير العيساوي»، كما يقول رئيس نادي الأسير قدورة فارس.
فبعد 204 أيام على إضراب العيساوي، الذي بات يواجه إمكانية الموت المفاجئ، حذر الأطباء من خطورة وضعه. إلا أن الأسرى جعفر عز الدين وطارق قعدان وأيمن شراونة ليسوا بأفضل حال من العيساوي.
ويقول فارس ل«المصري اليوم»: «حتى الآن لا رد إيجابيا ولا سلبيا حول ما يقوم به الجانب المصري بهذا الخصوص. إسرائيل تضرب بعرض الحائط كل المحاولات والتدخلات لإنقاذ حياتهم».
وفي ظل خطورة وضعهم الصحي تصاعدت الفعاليات التضامنية في الشارع الفلسطيني، والتي كان أبرزها إعلان مفجر ثورة الإضراب في سجون الاحتلال، الأسير السابق خضر عدنان، الإضراب عن الطعام في مقر الصليب الأحمر في رام الله.
وقال عدنان ل«المصري اليوم»: «هذه الخطوة صرخة بوجه المجتمع الدولي والعربي وكل المؤسسات العالمية ليفيقوا من سباتهم. الأسرى تجاوزوا مرحلة فوق الخطر الآن. هم بين الشهادة والشهادة».
وتابع عدنان: «إضراب الأسرى يكشف زيف العالم الذي يكيل بمكيالين. هذه المؤسسات التي تصمت عندما نقتل. الإضراب هو محاولة صغيرة للضغط لنصرة المضربين بكل ما نملك في الساعات الأخيرة.. فهم أقرب الآن إلى الشهادة من الحياة ولابد للجميع من التحرك الفاعل».
ويصر عدنان على الإضراب في مقر بعثة الصليب الأحمر رغم قيام البعثة بوقف أعمالها وإغلاق المكتب والإعلان عن عدم تقديمها أي خدمات لأهالي الأسرى حتى يغادر عدنان المقر. لكنه يقول: «هناك منظومة عالمية يعمل معها الصليب الأحمر من الأمم المتحدة وأطباء حول العالم والمؤسسات الدولية، والتي ينبغي عليها التحرك ونقل معاناة الأسرى ليشكلوا موقفا ضاغطا على الاحتلال، لكن وجود هذه المؤسسة بموقفها الصامت يُشرعن الاحتلال ويُظهره في موقف إنساني، وتصبح مجرد مساحيق تجميل للاحتلال».
أهالي الأسرى أعلنوا تضامنهم مع عدنان وعبروا عن استيائهم من موقف الصليب الأحمر، الذي يفترض أنه مؤسسة دولية وجدت لخدمة أبنائهم الأسرى والحفاظ عليهم والحديث باسمهم.
وتقول أم الأسير رأفت القروي، من مدينة رام الله، إن إغلاق المقر بسبب إضراب تضامني مع الأسرى، «عار على هذه المؤسسة التي من المفترض أنها تحمينا.. وإن لم تكن قادرة على القيام بواجبها فلا حاجة لنا بها».
أم رأفت الذي يقضي ابنها حكما بالسجن 15 عاما، قالت ل«المصري اليوم» إن «ما يجري اليوم للأسرى المضربين يمكن أن يمر به أبناؤنا، وعليه نأمل من الجميع التفاعل والتضامن وألا يقف الجميع في موقف المتفرج».