صلاح عيسى: بلطجى مدلل كان يسرق من أجل أصدقائه

«مجرم وقطّاع طرق وقتّال قتلة وابن ذوات ومدلل».. بهذه العبارات وصف الكاتب الصحفى صلاح عيسى، شخصية أدهم الشرقاوى، مؤكدا أن بداية إجرامه كانت منذ خلافه مع عمه وهو الخلاف الذى انتهى بجريمة قتل دخل أدهم على إثرها السجن، وأثناء حبسه وجد شخصا من أنصار عمه فقتله أيضا فتضاعفت عليه العقوبة، وقال عيسى: «فى الوقت نفسه قامت ثورة 1919 وحدث هجوم على السجن، فهرب أدهم ومن معه من المسجونين وانضم إلى قطّاع الطرق ثم أصبح زعيما لهم ومتخصصا فى سرقة المواشى وابتزاز الأغنياء وظل يمارس تلك الجرائم إلى أن قُتل».
وأكد عيسى أن أدهم كان يدفع رشاوى لبعض رجال الشرطة حتى لا يقبض عليه إلى أن أبلغ عنه الشاويش محمد خليل فنجحت الشرطة فى الوصول إليه ومحاصرته وقتله، وقال: «جميع الصحف فى تلك الفترة أشارت إلى جرائمه بما فيها جريدة (الأهرام)، التى جاء فى أحد عناوينها فى الصفحة الأولى: (مصرع سلطان الأشقياء)، وتبرأ منه أهل بلدته، حتى عائلته نكرت انتماءه إليها، بعدها تم تقديم موال (الأدهم) لمحمد رشدى فى الإذاعة، والذى كتبه أحد أنصار أدهم، ووصفه فيه بأنه رمز القوة وناصر الغلابة ومقاوم الإنجليز وتجاهل ما ارتكبه من جرائم،
ومن هنا تداولت السير الشعبية التى تحكى بطولاته، وتم تقديم فيلم يروى قصة حياته ثم مسلسل، وهذا العام سيتم تقديم مسلسل آخر وجميع هذه الأعمال أغفلت حقيقته، ورسخت فى عقول الناس أنه البطل المنقذ رغم كل الوقائع التاريخية التى تؤكد أنه قاطع طريق وبلطجى».
وأرجع عيسى سبب تداول المصريين لسيرة أدهم، التى تضفى عليه جانب البطولة، إلى أنه كان يقاوم الحكومة التى يقودها البوليس الإنجليزى، فضلا عن أنه يتوافر فيه صفات تثير الإعجاب، مثل انتمائه لعائلة كبيرة، كان أحد أفرادها فتحى الشرقاوى الذى كان وزيرا فى الأربعينيات، كما أن أدهم تعلم فى المدرسة وكان يتحدث عدة لغات، وكان شابا وسيما وصغيرا.. كل هذه الصفات شدت الناس إليه وجعلتهم يتداولون سيرته.
وبرر عيسى لجوء أدهم إلى السرقة بأنه انضم إلى اللصوص وكان يسرق من أجلهم، فضلا عن أن عمه كان عمدة البلد فى تلك الفترة، ولخلافه معه كان يسرق من بلدته ليظهر أن عمه غير جدير بمنصبه، وقال: «عندما تتناول الدراما سيرة شخصية معينة، ينسج حوله عدد من الشخصيات ليست موجودة فى الواقع وتغلفها بمعلومات مصطنعة وتاريخ وهمى، حتى تتمكن من مط المسلسل إلى 30 حلقة، فالموضوع تجارى بحت، ولا مانع من تناول الدراما شخصية مجرم حقيقى لكن يجب إظهار كل الحقائق..
وصناع مسلسل «أدهم الشرقاوى» الذى يقدم شخصيته محمد رجب، يجب أن يبذلوا مجهودا كبيرا فى البحث عن معلومات حقيقية لشخصية أدهم بدلا من إعادة استنساخ أعمال قديمة، ولو كان المؤلف استند بالفعل إلى الموال الشعبى كمصدر لكتابة مسلسله، فأحب أن أؤكد له أن الموال لا يمكن أن يكون مصدرا نستند إليه فى كتابة الأعمال الدرامية، ويجب عليه أن يكتب فى تتر المسلسل أنه يكتب ملحمة شعبية وليس تاريخا حقيقيا.