اختلفت الآراء حول شخصية أدهم الشرقاوي وكان لزملاء الكاتب الكبير محمد الغيطي أراؤهم الخاصة منها ما يتفق مع رأي المؤرخين بأنه لص ومجرم محترف ومنها من يراه بطلا بالفعل وقد تضامن الكاتب أسامة أنور عكاشة مع رأي المؤرخين بأنه قاتل وقاطع طريق وشيخ منسر ولكنه آثر ألا يتحدث عن أعمال غيره. الكاتب محمد صفاء عامر له رأي آخر فيقول إنه ليس بطلا شعبيا وانما الظروف السياسية هي التي فرضت عليه ذلك ويري أن المعايير الدرامية تختلف عن المعايير الأخلاقية وأنه لامانع من تقديم هذه الشخصية ويستدل بذلك برواية نجيب محفوط التي تحدث فيها عن السفاح. بينما يري الكاتب وليد يوسف أن سياسة الاحتلال والمحتلين هي التي شوهت صورته وأنه مع أي عمل يعطي قدوة للشباب نافيا أن يكون أدهم الشرقاوي لصا وأن جميع التحقيقات في ذلك الوقت جاءت مزيفة. وللكاتب عاطف بشاي رأي محايد فيقول إن هناك أراء تقول إنه مجرم ولص ولكن الشعب يراه بطلا شعبيا وأنا لا أعرف عن هذه الشخصية الكثير. وقال الكاتب مصطفي محرم إن أي عمل فني يمكن أن يقدم أكثر من مرة مهما كانت الشخصية ولكن المهم قيمة العمل الفني. ويتفق معه الكاتب يسري الجندي بأنه لامانع من تقديم تلك الشخصية مرة أخري والمهم أن يكون العمل الفني ثريا وجديدا من حيت الكتابة. أدهم الشرقاوي تلك الشخصية المثيرة للجدل دائما فمنذ إعلان الكاتب محمد الغيطي عن تقديم شخصية أدهم الشرقاوي في مسلسل تليفزيوني وبدأ الكتاب والمثقفون وهم كثر في بلدنا هجوما شرسا علي الغيطي وانتقدوه بشدة علي تقديم شخصية أدهم الشرقاوي ذلك اللص وقاطع الطريق في حين دافع الغيطي عن بطله بشده، وقد حملت رؤيا تقديم مسلسل عن شخصية أدهم الشرقاوي جانبين حدث بينهما كثير من الجدل فالكتاب والمثقفون هم الجانب الذي يري أن أدهم الشرقاوي مجرم وقاطع طريق وسافك للدماء وهذا ثابت في حقه بشهادة التاريخ والقانون ومحاضر الشرطة التي تثبت أن أدهم الشرقاوي مجرم بدأ إجرامه منذ خلافه مع عمه الذي انتهي بجريمة قتل سجن أدهم علي أثرها وفي السجن زادت سطوة أدهم الشرقاوي وقابل أحد انصار عمه فقتله هو الآخر داخل السجن وقد تزامن هذا مع انطلاق ثورة 1919 والتي كان علي أثرها تكسير السجون فهرب أدهم ومن معه وانضم إلي مطاريد الجبل كقاطع طريق ثم أصبح زعيما علي قطاع الطرق وهذا ماجعل عائلته تتبرأ منه تماما وبعد ذلك قام المطرب محمد رشدي بغناء موال الأدهم للإذاعة ووصفه فيه بناصر البسطاء ورمز القوة وقاهر الإنجليز وهذا مارسخ لدي البسطاء أن أدهم الشرقاوي هو أحد أهم أبطال السيرة الشعبية الحقيقيين وقد صدر تصريح مهم من أحد أساتذة الأدب الشعبي بمعهد الفنون المسرحية قال فيه إن كل الوقائع تشير إلي أن أدهم الشرقاوي كان مجرماً وقاطع طريق والدليل علي ذلك ملفه الموجود في المحاكم ومحاضر أقسام الشرطة وعن تحوله لبطل في السيرة الشعبية وعند البسطاء فسر أحد أساتذة علم الاجتماع ذلك بأن هذا سببه حاجة البسطاء من وقت لآخر إلي بطل شعبي يتسابقون لنسج الحكايات والأساطير عنه ولم يكن هناك أي ضرورة لطرح هذه الشخصية.. كما أكد البعض أن أدهم الشرقاوي في متحف الشرطة مدون بأنه مجرم مثل الخط وريا وسكينة وغيرهم وأن جميع كتاب الدراما اعتمدوا علي وقائع ومعلومات مغلوطة روجتها عصابة أدهم الشرقاوي بإيمانهم بذلك ولحاجة الناس أيام الاحتلال الانجليزي إلي بطل حتي لو كان لصا وهي أسباب سياسية واجتماعية.. أما الجانب الآخر المعارض لطرح الشخصية في مسلسل درامي بل ويدافع عنها فكان علي رأسه مؤلف العمل محمد الغيطي والذي كانت حجته في طرح شخصية أدهم الشرقاوي أن الشعب المصري كله أدهم الشرقاوي يتعرض للظلم وظروفه مثل ظروف أدهم، ورأي تقديمه للمسلسل رسالة إلي كل لبيب وللنظام الحالي أيضا بل ورأي الغيطي أن أدهم الشرقاوي كان شابا شديد الوطنية أما عن تلك المحاضر المثبت فيها جرائم أدهم الشرقاوي قال الغيطي ساخرا إن من كتب هذه المحاضر هم الانجليز الذين كانت قياداتهم تملي صغار رجال الشرطة المصرية مايكتبون وقتها اضافة لأن أدهم الشرقاوي قتل الكثير من الانجليز وهذا يكفي لتشويهه. مؤكداً أن السيرة الشعبية أصدق بكثير من المحاضر التي لفقتها الشرطة والانجليز لأدهم الشرقاوي لأن المؤلف الرسمي كاذب ومزيف دائما ولايوجد تاريخ ولا مؤرخون في مصر والشعب لايكذب بل أصدق من الكتب كما قام بطل المسلسل محمد رجب بتقديم دفاعات عن قبوله لشخصية أدهم الشرقاوي اللص وقاطع الطريق فقال إن أدهم الشرقاوي لم يكن كذلك بل كان «ابن ناس» ليس في حاجة لقطع الطريق أو السرقة.. ويبقي السؤال أو التساؤل عن أدهم الشرقاوي هل هو حكاية لص .. أم بطل من أبطال السيرة الشعبية.