برر مجلس الوزراء إصداره كتاباً عن إنجازات الحكومة فى السنوات الخمس الماضية، بأنه لبث روح الأمل والتفاؤل بالمستقبل، وقال الدكتور مجدى راضى، المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء، فى رسالة إلى «المصرى اليوم» إن الحكومة لم تكن تهدف إلى إعطاء صورة وردية غير حقيقية للواقع، وإنما إعطاء الرأى العام صورة عما حققته من برنامجها. كانت «المصرى اليوم» نشرت الأربعاء الماضى، تقريرين متجاورين، الأول يتضمن عرضا لكتيب «60 إنجازاً فى 60 شهراً»، الذى تستعرض فيه حكومة الدكتور أحمد نظيف إنجازاتها منذ تكليفها، والثانى تعقيب من «المصرى اليوم» يتضمن الصورة المغايرة والأرقام السلبية فى عهد الحكومة الحالية. وقال الدكتور مجدى راضى فى رسالته: 1- قامت الحكومة بإعداد الكتيبات التى تسرد ما تحقق من إنجاز خلال السنوات الخمس الماضية، وذلك انطلاقاً من أن هذه الحكومة تؤدى وظيفتها فى إطار برنامج زمنى محدد، قامت بوضعه كترجمة رقمية وكمية لبرنامج السيد الرئيس الانتخابى، ولذا فإن هذه الكتيبات تعتبر بمثابة تقرير رقمى عما تم تحقيقه فى إطار هذا البرنامج وليس كأداة «للتباهى» بالإنجازات كما أشار المقال، والهدف الأساسى من تقديم هذا التقرير للرأى العام هو إعطاء صورة لما تحقق من تقدم كخطوات مضطردة للأمام على طريق طويل للتحديث والتنمية فى مصر، نتفق جميعاً على ضرورة أن نسلكه بما يحقق الوصول إلى تلبية احتياجات المجتمع وطموحاته. 2- تهدف الحكومة أيضا من عرض هذه الأرقام إلى بث روح الأمل، والتفاؤل بالمستقبل انطلاقاً من أن أى تحسن فى مجالات التنمية سينعكس بالقطع على مستوى معيشة المواطنين، ولذا فإننا نتوقع من الرأى العام ردود الفعل الموضوعية لهذه الإنجازات، ونقداً بناء لتوجهات الحكومة بما يساعدنا على وضع تصور المرحلة المقبلة لاستمرار البناء على الإيجابيات وتدارك السلبيات. 3- ما أزعجنا فى تقرير «المصرى اليوم» هو ما لمسناه فى التقرير من مؤشرات سلبية - معظمها مبالغ فيها أو تتضمن أرقاماً غير حقيقية - بما يهدف إلى رسم صورة سلبية قاتمة تجافى الحقيقة، لسنا هنا فى مجال الرد على تقريركم أو تصحيح الأرقام التى نشرتموها ولكنى أود أن أضرب مثلا على إساءة استخدام الأرقام، فقد ذكر التقرير أن أرقام جهاز التعبئة العامة والإحصاء تشير إلى أن معدل وفيات الأطفال فى مصر يصل إلى 50 طفلاً فى الألف، وهو أعلى المعدلات فى العالم فى حين أن تقارير الجهاز المعلنة والمنشورة على صفحته بشبكة الإنترنت تشير إلى أن أرقام عام 2008 تتضمن نسبة الوفيات فى الأطفال حديثى الولادة إلى بلغت 16 فى الألف هبوطاً من 39 فى الألف عام 1990، ومعدل وفيات الأطفال الرضع وصل إلى 25 فى الألف هبوطاً من 73 فى الألف عام 1990، ومعدل وفيات الأطفال دون الخامسة «وهو الرقم الذى نشرته الصحيفة» يصل إلى 28 فى الألف هبوطاً من 104 فى الألف عام 1990، وبالطبع فهذه الأرقام تعتبر أفضل كثيراً من أرقام الدول المماثلة لمصر فى مستوى التنمية طبقاً لمؤشرات الأممالمتحدة. مرة أخرى، نؤكد لكم أن الحكومة لم تهدف من عرض التقارير إلى رسم صورة وردية غير حقيقية للواقع وإنما هدفت إلى إعطاء الرأى العام صوة متكاملة للتوجه الذى تنتهجه فى إطار تنفيذ برنامج محدد يرمى إلى الارتقاء بمستوى معيشة المواطنين فى مصر، وبالطبع فإن هدفا طموحاً مثل هذا الهدف يحتاج إلى العزم والتصميم والنظرة طويلة الأجل وتكاتف قوى المجتمع «المساندة والناقدة» للوصول إلى ما نأمله جميعاً لمصرنا الحبيبة.