هذه مشكلة لا أدرى إن كانت ستجد لها الإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية حلاً خلال مدة حياتى الحالية أم لا؟ فوضى سائقى الميكروباصات عند مطالع ومنازل الكبارى.. فجأة يقفون لأن أحد الركاب قرر النزول أو الركوب.. وفجأة يجد سائق السيارة التى وراءه نفسه مضطراً لأن يضغط على الفرامل خلال ثوانٍ قليلة كى لا يدخل فى الميكروباص، الذى قرر أن يقف دون سابق إنذار أو توقع، وهو وحظه، إما أن تنقذه العناية الإلهية، وإما أن تقع الحادثة الدرامية التى تكون ضحيتها ثلاث عربات على الأقل، الواحدة فوق الأخرى (!!!). أما الميكروباصات التى تجرى بسرعة فائقة على الطريق الدائرى السريع فلها قصة أخرى. منذ يومين تقريباً، كنت أقود سيارتى على الطريق الدائرى فى اتجاه مدينة 6 أكتوبر.. تعودت أن تكون سرعتى أقل من السرعة المقررة، تحسباً وحماية لنفسى من أخطاء جنون السرعة عند باقى العربات والناقلات العملاقة، فإن كانت السرعة المقررة 100 كم للملاكى على الطريق السريع أكتفى أنا بسرعة 80 كم، وألتزم بالسير على الحارة اليمين تاركة المجال لمن يريد أن يجرى ويسابق ويغامر أن يعيش حياته كما يريد على الحارة الشمال، ومع ذلك وجدت نفسى فجأة أمام سيدة تحمل طفلاً لسه يا دوب نازلة من الميكروباص، الذى وقف لينزلها وسط الطريق السريع، تتهادى وتتمخطر وهى تعبر وكأنها تتمشى ساعة العصارى على الترعة فى بلدهم! بسرعة ضغطت على الفرامل، بسرعة حدث هرج ومرج فى ردود أفعال السيارات الأخرى القادمة من الحارات الثلاث ولولا ستر ربنا لكانت أنهار الدماء قد سالت على الأسفلت. لن أقدم اقتراحات بالحلول، فهذا عمل الإدارات المعنية بوزارة الداخلية، فقط سأشير إلى بعض النقاط الأخرى التى تحتاج لإجراءات سريعة فاعلة، والتى لا أثق - للأسف الشديد - فى أن المسؤولين سوف يتصدون لها، لا عن عدم مقدرة، ولكن لأن فوضى العمل تفوق التخطيط العلمى والنظام الإدارى الدقيق، ولأن مبدأ الثواب والعقاب غير معترف به فى تلك الإدارات الحيوية. فعلى سبيل المثال، نرى لجان المرور نفسها تعطل المرور بالساعات لأنها تقرر فحص التراخيص عند منتصف الطرق السريعة أو عند مطالعها ومنازلها. كيف لا توجد سيارة نجدة واحدة أو موتوسيكل شرطة مرور على المحاور الرئيسية خلال الأربع والعشرين ساعة؟ أين اليُفط الإرشادية عند منازل ومطالع الطرق السريعة، خاصة عند طريق المنيب؟! فليس هناك أسوأ من أن تضل طريقك على تلك الطرق بسبب غياب اليُفط التى ترشدك إلى الاتجاه الصحيح! ها هو فصل الصيف قد بدأ، وسوف نسمع ونرى العجب على طريق مصر - إسكندرية - مرسى مطروح الصحراوى مثل كل سنة، وسوف يبدأ مسلسل إراقة الدماء على الأسفلت ولن نجد من يبالى أو من يحاسب المسؤول عن هذا الإهمال القاتل. يا سادة يا كرام.. يا مسؤولين يا عظام.. ارحمونا يرحمكم الله. aishaalboulnour.com