لهفى عليها إذ أراها باكية من بعد أن ظلت طويلاً شاكية تبكى تنكر أهلها مع أنها قد وحدتهم فى القرون الماضية باتت تحس بغربة فى موطن أمضت به دهراً طويلاً ثاوية لغة القرآن بها تنزل للورى من عند ربى من سماء عالية
وهى التى شرفت بأن صارت وعا ء يحتوى آيات ربى الهادية وهى التى كانت تقام لها المعا رض فى عكاظ فى العهود العاتية ومعلقات تحتوى درر الكلا م تصوغ أو تبنى معانى سامية كانت لسان الأهل كل الأهل من أطفالهم حتى العجوز الفانية
نطقوا بها بسليقة واستمتعوا بجمالها فى النثر أو فى القافية واليوم أهمل شأنها جهلوا بها صاروا كعجم من بلاد نائية هذى المذيعة قافها كاف وذا ل لسانها زين وليست واعية والشيخ ينصب مبتدأ من جهله يؤذى بذلك كل أذن صاغية ويلوذ بالتسكين فى كل الموا ضيع إن أراد سلامة أو عافية والمدعون ثقافة خلطوا الكلا م بكلمة غربية متعالية والشعب شارك منتجاً قاموسه وبه ركيك المفردات النابية والفن ساير ما جرى جل الأغا نى أصبحت كلماتها متدنية حتى المتاجر أصبحت أسماؤها عجماء من لغة العروبة خالية لغة الشعوب هوية وثقافة إن ضيعت سقطوا بأرض هاوية
يا مجمع اللغة العتيد أراك فى غيبوبة ليست لها من شافية يا أزهراً يا حامياً لغة القرآ ن أراك فى كنف البروج العالية وتركت واجبك الأصيل ورحت فى تلفازنا تفتى فتاوى بالية يا كل من ولى الوزارة بعد ط ه لا تكابر فالحقائق عارية أفرغتم التعليم من مضمونه وجعلتموه تجارة مترامية فيها المدرس رابح ما قد جنى والخاسر المسكين مصر الغالية خلت المدارس يا وزير وأتخمت أوكار تدريس يقال خصوصية لغة العروبة أصبحت فى مأزق أخشى عليها من مآزق تالية بالله يا أهل العروبة أدركوا ها من مخاطر قد تكون القاضية سيعاقب التاريخ كل مفرط وعقوبة التاريخ دوماً قاسية د.محمد لطفى بدوى