رغم مرور أكثر من عام ونصف العام على بدء العمل فى مشروع إحلال وتجديد شبكة الصرف الصحى فى منطقة «خرطة أبوالسعود» فى مصر القديمة، فإن أهالى المنطقة مازالوا يعانون من تباطؤ وعشوائية العمل فى المشروع، الذى تسبب – على حد قولهم - فى تصدع منازلهم نتيجة أعمال الحفر غير المنظمة، وتسرب مياه الصرف أسفل الجدران. مسعد موسى، مكوجى من أبناء المنطقة، قال: «بدأ العمل فى هذا المشروع منذ عام ونصف العام رغم عدم شكوى السكان من الشبكة القديمة، وفى البداية لاحظنا إبدال مواسير الصرف بمواسير أقل قطراً، رغم زيادة عدد سكان المنطقة، وحاولنا شرح ذلك لهم، لكن أحداً لم يستمع إلينا، خاصة أن مهندسى المشروع يتركون العمل فى موقع التنفيذ ويتناولون الشاى والقهوة فى مقاهى المنطقة». وأضاف: «بمرور الوقت تحطمت مواسير مياه الشرب، أثناء الحفر، واختلطت مياه الشرب بمياه الصرف، ولاحظنا لأول مرة تغير لونها وطعمها، لكن تدنى المستوى المادى لأهالى المنطقة يجبرهم على الشرب منها وقضاء جميع احتياجاتهم، وهو ما يجبر عمال المشروع على قطع المياه منذ الصباح الباكر وحتى نهاية اليوم، لضمان عدم تسرب المياه لمعداتهم أثناء الحفر». «حياتنا كل يوم بتتعرض للخطر بسبب مشروع الصرف الجديد».. بهذه الكلمات وصفت وفاء محمد «موظفة»، بعض مظاهر الخطر التى تهدد أهالى المنطقة، وقالت: «تحطم مواسير الصرف القديمة وتأخر موعد تشغيل الخطوط الجديدة أديا إلى تسرب مياه الصرف إلى الشوارع، وتشبعت بها جدران المنازل وغمرت مداخلها، الأمر الذى أدى إلى تصدعها، وصدر أكثر من قرار إزالة وإخلاء لبعض هذه المنازل منذ بدء المشروع، وبعض السكان يستغيث بالنجدة لفصل تيارات الكهرباء التى امتدت حتى صنابير المياه بسبب غمر مياه الصرف لكابلات الكهرباء المكشوفة». سحر محمد، ربة منزل، روت لنا مأساة ابنتها هند (23 عاماً) والتى سقطت مؤخراً داخل إحدى بيارات الصرف الصحى غير المغطاة، وتمكن الأهالى من انتشالها بصعوبة، بعد أن عجزت سيارة الإسعاف عن دخول شوارع المنطقة المليئة بالحفر وأكوام الأتربة، وقالت: «بعد هذا الحادث أصيبت ابنتى برعشة واهتزاز فى مختلف أنحاء جسدها، وتأجل موعد زفافها إلى أجل غير مسمى، وهند ليست أول ضحية للإهمال فى تغطية بيارات الصرف، فأطفال كثيرون وكبار السن تعرضوا للحادث نفسه، وأصيبوا بجروح وكدمات وارتجاج فى المخ ونزلات معوية». اللواء أحمد على، رئيس حى مصر القديمة، أكد ل«المصرى اليوم»، علمه بمعاناة أهالى المنطقة وقال: «المشروع يتبع الجهاز التنفيذى للصرف الصحى، ومن المقرر الانتهاء منه قبل عيد الفطر المبارك، خاصة أن الشركة المنفذة له أنجزت تصميم نحو 90% من الخطوط الفرعية، وجارٍ العمل فى الخط الرئيسى القادم من (عزبة أبوقرن)». ونفى «أحمد» إصدار الحى أى قرارات إزالة لمنازل تصدعت من جراء عمليات حفر مواسير الصرف فى المنطقة، وقال: «الحى يتابع باستمرار سلامة المبانى الواقعة به، وصدور قرارات الإزالة يرجع إلى قدمها، والحى يلزم مقاولى المشروع بترميم أى تصدعات تنشأ فى أى منزل أثناء الحفر».