بعد أن تحطمت مواسير الصرف الصحى العمومية، التى أنشأها أهالى منطقتى «العزبة البيضاء» و«الأزهار» فى المرج بالجهود الذاتية منذ عشرات السنين، يعيش سكان المنطقتين منذ عام ونصف العام وسط مياه الصرف الصحى التى غمرت مساكنهم. فمنذ بدء العمل فى مشروع إحلال وتجديد شبكات الصرف فى المنطقتين توقف العمل فى الشبكات القديمة، وارتفع منسوب المياه إلى 150 سنتيمتراً، وأصبح الدخول والخروج من بعض الشوارع بمثابة مغامرة غير محمودة العواقب.. فى «العزبة البيضاء» أشار رجب قرنى، موظف، إلى مداخل المنطقة الرئيسية، بعد أن غمرتها مياه الصرف، قائلاً: ارتفع منسوب المياه لدرجة تعوق مرور سيارات الميكروباص، وهناك حالة من الرعب تسيطر على الأهالى، خوفاً من سقوط أطفالهم فى مياه الصرف. وتابع: «العاملون فى المشروع الجديد كسروا الخط العمومى لشبكة الصرف، التى أنشأها الأهالى بالجهود الذاتية، وتقاعس المسؤولون عن إصلاحه لأكثر من شهرين، مما أدى إلى انسداد الخط، بعد تراكم القمامة والحجارة فوقه، ثم بدأت مياه الصرف فى التسرب من البالوعات». عبدالعزيز محجوب، أحد سكان المنطقة قال: «قدمنا شكاوى للحى لإصلاح الخطوط أو للاستعانة بعربات شفط المياه، لكن أحداً لم يستجب لنا، فاستعنا بمتعهد تسليك مجارى، لكن تواضع معداته حال دون إتمام مهامه، وتطور الأمر إلى اختلاط مياه الصرف بمياه الشرب». وعلى بعد أمتار من هذه المنطقة، تقع منطقة الأزهار، التى تعانى المشكلة نفسها، ويضطر الأهالى - على حد قول جبريل محمد- أحد السكان، إلى الاستعانة بخراطيم لتسليك البالوعات، بعد أن يئسوا من استجابة الحى لشكواهم، مما يهدد منازلهم التى تشبعت جدرانها بالمياه بالانهيار فى أى لحظة، وأكد جبريل أن العديد من السكان هجروا منازلهم، وعرضوها للبيع بالخسارة، بعد تعدد إصابة الأطفال بنوبات حساسية صدر، وأمراض جلدية. مصطفى ندى، رئيس فرع الصرف الصحى فى المرج، أوضح أن الجهاز التنفيذى للصرف الصحى يتولى إعادة إحلال شبكة الصرف فى المنطقتين، وفى «الأزهار» تحديداً سيتم الانتهاء من المشروع فى أبريل المقبل، خاصة أنه تم الانتهاء من إنشاء محطة رفع شمال المرج، التى ستستقبل مياه صرف المنطقة. المهندس هارون محمد، مدير عام مشروع الصرف الصحى فى منطقة «العزبة البيضاء»، أكد أن مشروع الصرف فى المنطقة سينتهى منتصف مارس المقبل، لأنه تم إنجاز تصميم 95٪ من مواسير المشروع.
