أحمد مكى: أتعامل مع التمثيل ك«بيزنس متاح» .. وسأعود إلى الكتابة والإخراج

قبل أن يبدأ احمد مكى حديثه عن ثانى بطولاته التمثيلية فى السينما، سارع بالتأكيد على أنه «ضيف» على عالم التمثيل، وأنه بالأساس مخرج وكاتب سيناريو، ويخوض تجارب تمثيلية باعتبارها «بيزنس متاح» أمامه ومربحاً، لكنه سيعود للإخراج والكتابة.
مكى قدم بطولة «طير انت» وشارك فى كتابة السيناريو والحوار، وواجهته عقبات رقابية أثارت تعجبه ودهشته لأنها لم تكن اعتراضات على ما يراه جريئا من أفكار ومصطلحات فى الفيلم، بل اعتراضات على أشياء طبيعية من وجهة نظره .
■ ما الذى أغراك لتقديم فيلم فكرته مقتبسة من فيلم أجنبى سبق تقديمه فى بريطانيا ثم فى أمريكا؟
للأسف الناس فى بلدنا يفهمون الاقتباس بشكل خاطئ، فهم يعتقدون ان الاقتباس يعنى اخذ فكرة فيلم اخر، وهذا غير صحيح على الإطلاق، وكل تيمات السينما فى العالم لا تتعدى 35 تيمة أساسية، وفى رأيى ان الاقتباس بمعناه الصحيح يعتبر فكرة جديدة،
فانت اذا أخذت فكرة ووضعت عليها بصمتك بإضافة جديد لها فهذا يعتبر فكرة جديدة، بينما لا يوجد معنى او جدوى من الاقتباس بالنص، وهذه فكرة «طير انت» بريطانية الأصل قدمها الانجليز فى الستينيات ثم اقتبسها الامريكان مؤخرا ولم يتهمهم احد بالإفلاس، والاقتباس لا يعنى افلاس الكتاب، وانما هو إعجاب بفكرة وإعادة تقديمها بنكهة جديدة.
■ أنت تخرج وتكتب وتمثل، الا تتفق معى أن التخصص أو التركيز فى مجال واحد أفضل؟
ليس دائما، وفى عصر النهضة ظهرت أسماء أحدثت طفرة وتقدما فى الفن التشكيلى والموسيقى وعلم الفلك والرياضيات، ولذلك سموه عصر النهضة، وفى أمريكا يوجد ميل جيبسون كاتب ومخرج وممثل ممتاز، المهم أن تكون موهبة حقيقية وليس اقتحام مجال وفرض أمر واقع .
■ 7 شخصيات فى «طير انت» بالتأكيد كان مرهقا للغاية كيف استعددت لكل شخصية ؟
كل شخصية يكون لها عندى سجل منذ ولادتها فى الأحداث حتى اختفائها ، هذا السجل يحتوى على ملابسها واكسسواراتها ونبرة الصوت التى تتحدث بها وطريقة الضحك وطريقة الكلام وأسلوب المشى وعلاقتها بالشخصيات المحيطة بها، كل هذا جعلنى أتمكن من أداء كل شخصية وشعرت أننى بهذه الطريقة ملما بخيوط كل منها.
■ اشتراكك فى كتابة السيناريو مع المخرج احمد الجندى هل يعنى تقسيم المشاهد ؟
لا لم نقسم مشاهد الفيلم بيننا وانما اشتركنا سويا فى كتابة كل مشهد، هناك اشياء كنت اقترحها ثم نعدلها معا، والعكس بالعكس.
■ الفيلم احتوى على بعض الجمل الجريئة فهل واجهتك عقبات رقابية؟
الرقيب اعترض على مشهد وجملة حوارية فى مشهد آخر، وتعجبت جدا من ذلك الاعتراض لان الاشياء التى اعترض عليها الرقيب لم يكن بها أى خروج عن المألوف او انتهاك لأى قيم، ففى بداية الفيلم يوجد مشهد عودة الاب والام من السفر على صوت المسجل يغنى «ادخلوها آمنين» ثم يحدث لهما حادث ويموتان،
وهذا هو ما اعترض عليه الرقيب ولا أدرى لماذا، فقرر حذف الاغنية والاكتفاء بخروج السيارة دون أى غناء ثم التعرض للحادث، وهناك جملة ضمن الاحداث اعترض عليها الرقيب هى «السما هتمطر بتنجان علشان الدنيا مسقعة»
وقد تعجبت جدا من اعتراض الرقيب على «البتنجان» فى الوقت الذى لم يعترض على «الخيار» فى نهاية الفيلم حين قال البطل أثناء ادائه مشهد باللغة الهندية «حقا الدنيا زى الخيارة يوم فى ايدك ويوم فى .....» ، وعموما تفاوضنا مع الرقيب واستجاب لنا فلم يحذف مشهد «البتنجان» .
■ قلدت شخصية حسن شحاتة المدير الفنى لمنتخب مصر التى تحظى بشعبية كبيرة،الم تخش من اتهامك بالسخرية منها؟
مطلقا لأننى لم أسخر منه، وانما قلدته بشكل إيجابى، ثم اننى فى نهاية تقليدى لهذه الشخصية قلت للعفريت «مارد الكدوانى» جمله ترد لحسن شحاتة اعتباره هى «انت وضعتنى مكان الشخص الوحيد الذى لا اصلح لتقليده لأن مصر داخله على بطولة رياضية ومش هينفع أقلده».
■ تظهر طوال الاحداث أى (من الجلدة للجلدة) كما يقال وهذا وضعك محل اتهام بحرصك الدائم على تقديم بطولات مطلقة؟
هذا لم أتعمده، وانما حدث وفقا لسير الاحداث ثم ان هناك شابين ظهرا ضمن الاحداث وتركا بصمة كبيرة عند المشاهدين، وانا مؤمن بموهبتيهما جدا، وقد اخترناهما من فريق مسرحية «قهوة سادة»، اقصد ان الفيلم بطولة مشتركة، والعبرة ليست بعدد المشاهد .
■ الم تخش على توزيع الفيلم فى الدول العربية من تقليد الشخصية الخليجية بشكل ساخر؟
فعلا كان لدى هذا التخوف وشعرت بمخاطرة ، والفكرة كلها جريئة لذا نفذت ذلك بجرأة رغم ان هذه الشخصية قد تؤثر سلبا على ايرادات الفيلم خارج مصر .