لم يزعجنى ما نشرته صحيفة أمريكية، تصدر إقليمياً بمنطقة الشرق الأوسط، هى صحيفة «بيدل إيست» التى تتعاطى صنفاً خاصاً من التقارير الرصدية أحياناً، شبه الرسمية فى معظم الأحيان. ما أدهشنى بالفعل هو رد فعل بعض الصحف المصرية الرسمية وغيرها التى أبرزت المقال بإعادة نشر أجزاء منه، وهى ذاتها الصحف التى تتجاهل عشرات ومئات المقالات التى تأخذ بمنحى مختلف فى تقدير دورى السياسى، وبعضها صحف دولية ذائعة مثل الواشنطن بوست وغيرها. المقال المنسوب لكاتب يدعى «ميشيل دن» تبنى وجهة نظر تقول: إن دورى السياسى شهد تراجعاً فى السياسة المصرية متجهاً نحو التهميش!! وإلى هذا الحد فهو رأى من حق صاحبه أن يأخذ به، ومن حق غيره أن يرى عكسه ولا غضاضة فيه.. وخطر لى فى البداية، أن أدع المقال يمر، جرياً على سُنّة أتبعها منذ زمن، وهى ألا أعقّب على آراء الآخرين، اطمئناناً إلى حسن تقدير الشارع والقارئ وثقة فى حسن تقديره.. لكننى إزاء هذا المقال أدركت أن الموقف يختلف حتماً لأن كاتب المقال ساق أدلة تساند عليها فى الوصول إلى ما انتهى إليه من آراء، جميعها من قبيل المعلومات الصحفية «المغلوطة» التى استقبلها من بعض الصحف كمسلمات وأعاد إرسالها لتستقبل الصحف ذاتها ما انتهى إليه من نتائج مغلوطة كحقائق (!!) ليصبح المقال مجرد موجة من كل موجات «هجوم الصيف» الذى أتعرض له فى خضم حملة منظمة للتأثير على الوجدان العام، الذى أحاطنى بعد خروجى من سجنى الظالم بقدر هائل من التعاطف، الذى أرهب السلطة واستكثرته بعض النخبة!! .. الأسباب التى عدّدها الكاتب فى مقاله كمقدمات لما انتهى إليه هى ثلاثة.. أولها: طلاقى من زوجتى بعد خروجى من السجن! وهو ما لم يحدث أصلاً لا قبل ولا بعد سجنى وللآن(!!) وقد وقع الكاتب فى فخ الخلط بين خلاف أسرى وسحابة عابرة وطلاق مزعوم!! كما سقط فى رذيلة الخلط بين العام والخاص.. والأقبح هو المغالطة المركبة، بادعاء أن طلاق زوجين على فرض حدوثه جدلاً يكون سبباً فى نهاية دور سياسى، وهو فرض تكشف زيفه حالات عدة انفصل فيها الزوجان ولم يؤثر ذلك على الدور السياسى، ومثال ذلك حالة ساركوزى وبيرلسكونى وقبلهما الزعيم نيلسون مانديلا الذى طلق زوجته فور خروجه من سجنه.. السبب الثانى الذى ساقه زوراً كاتب المقال، هو ما ادعاه من هجومى على قداسة البابا شنودة الثالث، بدعوى عدم موافقته على زيارتى الكنائس القبطية!! بينما الحقيقة أننى لا أعرف من أين أتى الكاتب بهذه الفرية المؤسفة، فلم يسبق أن نسب لى أو لحزبى أو أحد قياداته عبارة واحدة تحمل معنى الهجوم على رمز نجله، ونحترم دوره وتاريخه وقيمته الوطنية كرمز للمصريين مسلمين وأقباطاً!! بل المدهش أن هذا الزعم يتناقض كلياً مع البيان الصادر عنى وتصريحاتى الصحفية، تعليقاً على ما أثير من مزاعم حول منعى من زيارة كنيسة بالإسكندرية وهو ما لم يحدث أصلاً!! السبب الثالث الذى أشار إليه الكاتب هو ما سماه حادثة «السشوار» والتى نسبت بعض الصحف أقوالاً لطبيبة شابة ادعت فيها أن الحادث الذى تعرضت له منذ أسابيع وأسفر عن حروق بالجبهة والشعر كان بسبب سشوار لتصفيف الشعر، وهو ما نفاه تماماً المستشفى الذى تعمل به هذه الطبيبة، وعلى لسانها مؤكدة أن أحداً لم يذكر موضوع «السشوار» هذا ولا يعرف المستشفى أو الطبيبة من أين أتت الصحف به! .. هذا الثالوث غير المقدس من الافتراءات التى تساند عليها المقال المعاد نشره وإنتاجه محلياً لا يبرر لكاتب المقال، على فرض جهله بالحقائق، وعدم إلمامه بأبعادها الملفقة وبواعثها الواضحة.. أن يقطع بأحكام مما انتهى إليه!! .. فلم يكن المقال رأياً محايداً بأى حال، ولا بحثاً بأى معنى، بقدر ما كان مجرد إعادة إنتاج لأكاذيب ومسبات واتهامات تتسم بالعصبية والتطرف فى الخطاب وبطريقة غير مألوفة فى صحافة تدعى الموضوعية والبحث عن ضالة الحقيقة. .. لقد ردد المقال بضاعة فاسدة، استوردها من صحافتنا وردها إليها!! فاحتفى الطرفان بما كان ينبغى أن يخجلا من ترديده!! لفرط سذاجته!!.. وختاماً أردد قول رسولنا الكريم: «اللهم إن لم يكن بك غضب على فلا أبالى». لم يزعجنى ما نشرته صحيفة أمريكية، تصدر إقليمياً بمنطقة الشرق الأوسط، هى صحيفة «بيدل إيست» التى تتعاطى صنفاً خاصاً من التقارير الرصدية أحياناً، شبه الرسمية فى معظم الأحيان. ما أدهشنى بالفعل هو رد فعل بعض الصحف المصرية الرسمية وغيرها التى أبرزت المقال بإعادة نشر أجزاء منه، وهى ذاتها الصحف التى تتجاهل عشرات ومئات المقالات التى تأخذ بمنحى مختلف فى تقدير دورى السياسى، وبعضها صحف دولية ذائعة مثل الواشنطن بوست وغيرها. المقال المنسوب لكاتب يدعى «ميشيل دن» تبنى وجهة نظر تقول: إن دورى السياسى شهد تراجعاً فى السياسة المصرية متجهاً نحو التهميش!! وإلى هذا الحد فهو رأى من حق صاحبه أن يأخذ به، ومن حق غيره أن يرى عكسه ولا غضاضة فيه.. وخطر لى فى البداية، أن أدع المقال يمر، جرياً على سُنّة أتبعها منذ زمن، وهى ألا أعقّب على آراء الآخرين، اطمئناناً إلى حسن تقدير الشارع والقارئ وثقة فى حسن تقديره.. لكننى إزاء هذا المقال أدركت أن الموقف يختلف حتماً لأن كاتب المقال ساق أدلة تساند عليها فى الوصول إلى ما انتهى إليه من آراء، جميعها من قبيل المعلومات الصحفية «المغلوطة» التى استقبلها من بعض الصحف كمسلمات وأعاد إرسالها لتستقبل الصحف ذاتها ما انتهى إليه من نتائج مغلوطة كحقائق (!!) ليصبح المقال مجرد موجة من كل موجات «هجوم الصيف» الذى أتعرض له فى خضم حملة منظمة للتأثير على الوجدان العام، الذى أحاطنى بعد خروجى من سجنى الظالم بقدر هائل من التعاطف، الذى أرهب السلطة واستكثرته بعض النخبة!! .. الأسباب التى عدّدها الكاتب فى مقاله كمقدمات لما انتهى إليه هى ثلاثة.. أولها: طلاقى من زوجتى بعد خروجى من السجن! وهو ما لم يحدث أصلاً لا قبل ولا بعد سجنى وللآن(!!) وقد وقع الكاتب فى فخ الخلط بين خلاف أسرى وسحابة عابرة وطلاق مزعوم!! كما سقط فى رذيلة الخلط بين العام والخاص.. والأقبح هو المغالطة المركبة، بادعاء أن طلاق زوجين على فرض حدوثه جدلاً يكون سبباً فى نهاية دور سياسى، وهو فرض تكشف زيفه حالات عدة انفصل فيها الزوجان ولم يؤثر ذلك على الدور السياسى، ومثال ذلك حالة ساركوزى وبيرلسكونى وقبلهما الزعيم نيلسون مانديلا الذى طلق زوجته فور خروجه من سجنه.. السبب الثانى الذى ساقه زوراً كاتب المقال، هو ما ادعاه من هجومى على قداسة البابا شنودة الثالث، بدعوى عدم موافقته على زيارتى الكنائس القبطية!! بينما الحقيقة أننى لا أعرف من أين أتى الكاتب بهذه الفرية المؤسفة، فلم يسبق أن نسب لى أو لحزبى أو أحد قياداته عبارة واحدة تحمل معنى الهجوم على رمز نجله، ونحترم دوره وتاريخه وقيمته الوطنية كرمز للمصريين مسلمين وأقباطاً!! بل المدهش أن هذا الزعم يتناقض كلياً مع البيان الصادر عنى وتصريحاتى الصحفية، تعليقاً على ما أثير من مزاعم حول منعى من زيارة كنيسة بالإسكندرية وهو ما لم يحدث أصلاً!! السبب الثالث الذى أشار إليه الكاتب هو ما سماه حادثة «السشوار» والتى نسبت بعض الصحف أقوالاً لطبيبة شابة ادعت فيها أن الحادث الذى تعرضت له منذ أسابيع وأسفر عن حروق بالجبهة والشعر كان بسبب سشوار لتصفيف الشعر، وهو ما نفاه تماماً المستشفى الذى تعمل به هذه الطبيبة، وعلى لسانها مؤكدة أن أحداً لم يذكر موضوع «السشوار» هذا ولا يعرف المستشفى أو الطبيبة من أين أتت الصحف به! .. هذا الثالوث غير المقدس من الافتراءات التى تساند عليها المقال المعاد نشره وإنتاجه محلياً لا يبرر لكاتب المقال، على فرض جهله بالحقائق، وعدم إلمامه بأبعادها الملفقة وبواعثها الواضحة.. أن يقطع بأحكام مما انتهى إليه!! .. فلم يكن المقال رأياً محايداً بأى حال، ولا بحثاً بأى معنى، بقدر ما كان مجرد إعادة إنتاج لأكاذيب ومسبات واتهامات تتسم بالعصبية والتطرف فى الخطاب وبطريقة غير مألوفة فى صحافة تدعى الموضوعية والبحث عن ضالة الحقيقة. .. لقد ردد المقال بضاعة فاسدة، استوردها من صحافتنا وردها إليها!! فاحتفى الطرفان بما كان ينبغى أن يخجلا من ترديده!! لفرط سذاجته!!.. وختاماً أردد قول رسولنا الكريم: «اللهم إن لم يكن بك غضب على فلا أبالى». د. أيمن نور