«من الصعب إلغاء رحلات الحج والعمرة العام الجارى بسبب التخوف من إصابة الحجاج والمعتمرين بفيروس أنفلونزا الخنازير، لأن الخسارة لن تتوقف عند قطاع السياحة فقط لأن هناك جهات أخرى مهمة منفذة للحج وهى وزارة الداخلية والتضامن وبعض النقابات التى تحمل حصة كبيرة من الحج» هذا ما أكده أسامه العشرى وكيل أول وزارة السياحة للرقابة على الشركات السياحية فى حديثه إلى «المصرى اليوم» حول إمكانية تأجيل رحلات الحج والعمرة العام الجارى. والتفاصيل فى سطور الحوار التالى.. ■ ما مدى تأثر حركة السفر الداخلية والخارجية منذ ظهور فيروس أنفلونزا الخنازير؟ لم تتأثر حركة السفر الداخلية أو الخارجية وإنما تسير بشكل طبيعى، رغم علم المسافرين من الأجانب أو المصريين أنهم سيخضعون للحجر الصحى بالمطار. ■ ما هى الإجراءات التى اتخذتها وزارة السياحة منذ ظهور الفيروس؟ قمنا بعقد لقاء مع أصحاب الشركات السياحية لإبلاغهم بضرورة توعية المعتمرين لمنعهم من الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير من خلال الالتزام بالنظافة العامة والشخصية وتوزيع سجادة صلاة لكل معتمر وكمامات طبية، وتقوم لجنة لإدارة الأزمات بالوزارة بعقد اجتماع دورى لوضع بدائل وحلول على المدى القريب والبعيد. ■ ما معدل التوافد لحجز رحلات العمرة بعد وصول فيروس أنفلونزا الخنازير إلى المرحلة السادسة مقارنة بمعدلات العام الماضى فى نفس التوقيت؟ يشهد إقبال النخبة المتميزة على حجز رحلات العمرة المميزة التى تصل إلى 15 ألف جنيه انخفاضا نسبيا، قد يرجع إلى تخوفهم من الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير، فى حين شهد حجز رحلات العمرة من الطبقة المتوسطة ارتفاعا كبيرا مقارنة بالعام الماضى من نفس التوقيت حيث وصلت العام الحالى إلى 265 ألف عمرة بزيادة 50 ألف عمرة عن العام الماضى بنسبة تصل إلى 18% وهو ما يؤكد عدم تخوف الناس من الذهاب إلى أداء العمرة. ■ ما هى نسبة إلغاءات حجز رحلات الحج؟ لا توجد نسبة محددة حتى الآن، ولكننا متفائلون بعدم صدور فتوى تجيز تأجيل رحلات الحج هذا العام الجارى خاصة بعد إصدار نقابة الأطباء بيان يفيد بعدم خطورة الفيروس الذى يستوجب منع المسلمين من أداء فريضة الحاج، وعدم توقف السلطات السعودية عن استقبال المعتمرين، وعدم منع شيخ الأزهر المسلمين من السفر إلى الأراضى السعودية إلى جانب تصريح المسؤولين بالأراضى السعودية بامتلاكهم كمية كبيرة من عقار التاميفلو المضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير والتى ستغطى جميع أعداد الحجاج. ■ ما مدى إقبال المواطنين على حج القرعة.. تراجع أم لا يزال فى معدلاته الطبيعية؟ يشهد حج القرعة إقبالا كبيرا من المواطنين هذا العام، حيث تقدم إلى وزارة الداخلية 294 ألفا و827 مواطنا بنسبة زيادة 11% عن العام الماضى حيث كان عددهم 263 ألفا و700 متقدم، والتى تستوعب حصتها 30 ألف حاج، أما وزارة السياحة فتبلغ حصتها 30 ألف حاج، والتضامن 12.5 ألف حاج، وبلغت حصة النقابات 5000 حاج. ■ ما هى الإجراءات التى ستتخذها الوزارة لضمان سلامة الحجاج والمعتمرين؟ أمر زهير جرانة وزير السياحة بتواجد 11 لجنة طبية مع المعتمرين لرعاية المعتمر منذ لحظة وصوله إلى الأراضى السعودية وأدائه المناسك وحتى عودته إلى مصر، وقمنا بإرسال لجان معاينة منذ شهر جمادى الثانى لمعاينة مساكن المعتمرين عن شهر شعبان ورمضان، وتتكون كل لجنة من 3 أفراد يعملون على مدار 24 ساعة ويحملون الأجهزة اللاسلكية وأجهزة المحمول لضمان التواصل بين اللجنة والمعتمر، أما بالنسبة لموسم الحج فسيشهد إرسال بعثة كبرى من وزارة السياحة والغرفة السياحية، سيتم تقسيم هذه اللجان على مناطق الحجاج فى أحياء مكةالمكرمة والمدينة المنورة كذلك هناك تنسيق بين وزارة السياحة ووزارة الداخلية والصحة لرعاية الحجاج ومواجهة أى مشاكل قد تقابلهم أثناء الحج. ■ ما هى قيمة الخسائر التى تكبدتها شركات السياحة حتى الآن؟ من السابق لأوانه رصد حجم خسائر شركات السياحة لأنه لا يمكن حصر حجم الخسائر إلا بعد انتهاء موسم الحج والعمرة، ولا أعتقد تكبد شركات السياحة خسائر كبيرة فى موسم الحج سوى رحلات العمرة المتميزة التى تتراوح قيمتها ما بين 10 و15 ألف جنيه بعد عزوف النخبة المتميزة فى المجتمع عن أداء العمرة العام الجارى. ■ بيزنس السياحة فى مصر مرتبط برحلات الحج والعمرة.. ماذا سيحدث فى حالة إصدار فتوى تجيز منع الحج والعمرة العام الجارى؟ يوجد 1700 شركة سياحة فى مصر تتنافس فى تقديم عروضها من أجل جذب المواطنين لحجز رحلات الحج والعمرة، ومن الصعب إلغاء رحلات الحج والعمرة لأنه عند التحدث عن حجم الخسارة عند إلغاء رحلات الحج والعمرة فلن تتوقف الخسارة على قطاع السياحة فقط لأن هناك جهات أخرى منفذة للحج ستتكبد نفس الخسارة لتعاقدها مع كبرى الفنادق بالسعودية مثل وزارة الداخلية والتضامن والجمعيات الأهلية وسيتكبد الجميع نفس الخسارة التى ستصل إلى مبالغ كبيرة جدا فى حالة إلغاء رحلات الحج والعمرة. ■ لأول مرة يتم التأمين على الحجاج والمعتمرين ضد الأوبئة والأمراض.. هل يعد هذا عرضا لجذب المواطنين على حجز رحلات الحج والعمرة؟ فكرة التأمين على الحجاج والمعتمرين ليست وليدة اليوم، وكان التأمين فى حالات الوفاة والإصابة ويتم صرف 20 ألفا للمتوفى و10 آلاف للمصاب، ووجدنا أنه فى ظل انتشار الأوبئة والأمراض التى قد تؤدى إلى الوفاة لابد من التأمين على حياة الحجاج والمعتمرين حرصا على حياتهم وليس بغرض جذب المواطنين، وتم التنسيق بين الوزارة وغرفة الشركات لعلاج المعتمر ضد الأوبئة فى أى مكان يتواجد فيه على نفقة الوزارة. ■ اتهم البعض الإعلام فى التضخيم من خطورة فيروس أنفلونزا الخنازير وهو ما أثار الرعب فى قلوب المواطنين.. ما رأيكم فى الدور الذى قام به الإعلام المصرى؟ أرى أن الإعلام المصرى ضخم من خطورة الفيروس وهو ما أثر على عدد من المواطنين الذين أحجموا عن أداء العمرة، فعلى الرغم من إصابة العالم كله بالفيروس إلا أن إعلامهم لم يبث الذعر فى قلوب مواطنيهم مثلما حدث فى مصر، فالولايات المتحدةالأمريكية والمكسيك يوجد بهما المئات من المصابين إلا أن سكانهما يعيشون حياة طبيعية وملتزمون بالإجراءات الوقائية، لذلك نطالب بضرورة التوازن فى اللهجة الإعلامية ولا أطالب بذلك لتشجيع المواطنين على السفر وإنما منعا لتهويل الأمور. ■ ما هى الإجراءات التى ستتخذها الوزارة فى حالة إصدار فتوى تمنع الحج والعمرة؟ وزارة السياحة جزء من منظومة الدولة وملتزمة مع شركات السياحة بتنفيذ قرار الدولة بمنع رحلات السفر إلى الأراضى السعودية لأداء فريضة الحج والعمرة فى حالة إصدار فتوى تجيز التأجيل. ■ طالب بعض أصحاب شركات السياحة بالحصول على تعويض مناسب فى حالة منع الحج والعمرة.. ما مدى إمكانية تنفيذ ذلك؟ من المستبعد أن يطالب أصحاب شركات السياحة بتعويض عن تأجيل رحلات الحج والعمرة لأنهم يعلمون تماما أن كلامهم «مالوش معنى» إلا أنهم يطالبون بإخبارهم عن تأجيل رحلات الحج والعمرة فى وقت مبكر لتدبير أمورهم مع المعتمرين من جهة والجانب السعودى من جهة أخرى منعا لتكبد المزيد من الخسائر، وضحك العشرى متسائلا «ومين الجهة يا ترى اللى حتديهم تعويض»؟ ■ ما هى الضوابط الجديدة التى اتبعتها وزارة السياحة فى موسم الحج العام الجارى؟ من الضوابط الجديدة التى اتبعتها الوزارة فى موسم الحج، تقسيم الحصة العادية وفقا لسنوات الخبرة 15 ألف تأشيرة، وحصة حرة 15 ألف تأشيرة أخرى، تحصل من خلالها الشركات السياحية على 180 تأشيرة كحد أقصى وفقا لمعايير وضوابط تضعها الوزارة والغرفة دون تخفيض نسب الجودة التى تتميز بها الشركات السياحية.
