مصدر عسكري: لم نتلق أي طلب لإقامة استثمارات قطرية على قناة السويس

قال مصدر عسكري مسؤول، إن القوات المسلحة لم تتلق طلباً حتى الآن من أي جهة أجنبية أو حكومية مصرية بإقامة منطقة صناعية قطرية على قناة السويس، وشدد المصدر على أن القوات المسلحة المصرية لن تسمح بإقامة أي استثمارات تهدد الأمن القومي المصري.
وأضاف المصدر، فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، أن القوات المسلحة هي من تتولى مسؤولية تأمين قناة السويس من البر من خلال قوات من الجيشين الثاني والثالث الميدانيين، ومن البحر من خلال القوات البحرية، مشيراً إلى أن منطقة قناة السويس تعتبر منطقة عمليات عسكرية استراتيجية بالنسبة للقوات المسلحة.
وتابع المصدر، أن أي دولة أجنبية أو حتى مستثمرين مصريين يريدون إقامة مشروعات استثمارية بالقرب من قناة السويس عليهم أن يتفهموا الطبيعة الاستراتيجية للقناة ودورها في اتجاهين رئيسيين باعتبارها مصدراً رئيسياً للدخل القومي المصري، بالإضافة إلى اعتبارها محور ارتكاز بالنسبة لعمليات القوات المسلحة المصرية، خصوصاً أهميتها بالنسبة لقوات الجيش التي تتمركز في سيناء.
وشدد المصدر على أن القيادة العامة للقوات المسلحة تدرس أي مشروعات قريبة من المناطق العسكرية أو تقع في نطاقها بالتعاون مع جهاز المخابرات العامة وإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع وهيئة عمليات القوات المسلحة، مشيراً إلى أن القوات المسلحة تضع «ألف خط أحمر» تحت القضايا التي تتعلق بالأمن القومي المصري، باعتباره مهمة وحقاً أصيلاً للجيش يدافع عنه في كل وقت.
ونوه المصدر بأن القوات المسلحة لا تقف ضد أي استثمارات مصرية أو أجنبية بشرط ألا تمس الأمن القومي المصري أو تؤدى إلى تعطيل أي من المصالح الحيوية بالدولة التي يعتمد عليها الدخل القومي المصري، ودعا المصدر كل المصريين إلى الاطمئنان على مقدراته وممتلكاته، مشدداً على تعهد القوات المسلحة بحمايتها تحت أي ظرف.
من جانبه، قال اللواء محمد قدري سعيد، الخبير الاستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات إن إقامة منطقة صناعية بقناة السويس لابد أن تتم خلال دراسته لمعرفة مدى تأثيرها على قناة السويس.
وأضاف في تصريحات ل«المصري اليوم» أنه لابد أن تبتعد الاستثمارات والمنطقة الصناعية عن حدود القناة، لأنها ستؤثر بشكل سلبي على المجرى الملاحي، خاصة لما ينبعث من المنطقة الصناعية من تلوث، وأوضح «سعيد» أنه ضد فكرة تحول القناة إلى منطقة صناعية لأنها مكان حيوى واستراتيجى ولابد من وضع خطوط حمراء قبل البدء فى تحويلها إلى منطقة صناعية.
وحول رغبة قطر في الاستثمار بقناة السويس، قال «سعيد» إنه ليس هناك مانع من المشاركة في المشاريع التي تطرحها مصر في توسيع القناة، خاصة أن هذا المجرى الملاحي يهم كل دول العالم لما له من أهمية كبرى، لكنه من ناحية أخرى لا يتعدى الاستثمار بالمشاركة في عمليات تطوير القناة التي تطرحها مصر دون التدخل في القرارات الهندسية أو إدارة القناة، لأنها أمور خاصة بمصر فقط، لكن لا مانع من مساعدة قطر لمصر بتوسيع القناة.
وأوضح «سعيد» أنه في حالة طرح مواضيع الاستثمار لا يقتصر الأمر على القوات المسلحة فقط، لكن لابد من مشاركة وزير الاستثمار والصناعة لبحث جدوى الأمر، لكن القوات المسلحة تشارك لحماية اماكنها الاستراتيجية الحيوية المتواجدة بسيناء.
من جانبه قال اللواء نبيل فؤاد، الخبير العسكري، إن مشروع تطوير قناة السويس مشروع تنموي طرحته مصر سيعود بالنفع على مصر، لكنه لابد من عدم المساس بالأراضي الحيوية التي تملكها القوات المسلحة.