بدأت حُمى الانتخابات تنتشر فى جميع الأماكن بالإسكندرية مدينتنا الجميلة، لا حديث فى معظم المقاهى والأماكن العامة والمنازل والشواطئ إلا عن الانتخابات، فبعد شهر تجرى انتخابات نادى الاتحاد السكندرى، النادى الجماهيرى الأول فى الثغر، وبعد انتخاباته بحوالى شهر تجرى انتخابات نادى سبورتنج «نادى الأرستقراطيين سابقاً» وتتشابه وتتشابك انتخابات الناديين فى أمور عديدة ولكن أبرزها هو علاقات الصداقة والعلاقات الأسرية القوية التى تربط العديد من المرشحين، بعضهم البعض. سؤالان سوف يتبادران إلى الذهن، الأول: كيف يتنافس صديقان أو أكثر على كرسى واحد، وأين الصداقة؟.. والسؤال الآخر كيف ستكون العلاقة بينهما بعد الانتخابات؟ تعالوا ننزل معاً إلى أرض الواقع ونعط مثلاً حياً لما نقول، ففى انتخابات رئاسة نادى الاتحاد السكندرى تقدم للترشيح صديقان تربطهما علاقة طويلة، ويعملان أيضاً فى نفس المجال، الأول هو محمد مصيلحى، رئيس النادى الحالى، الذى تسلم رئاسة النادى منذ أقل من عامين من العملاق أستاذنا جميعاً الدكتور كمال شلبى، والآخر هو عفت السادات رئيس النادى الأسبق الذى عين رئيساً للنادى لمدة عامين من 2002 حتى 2004. من المؤكد أن كلا منهما له أسبابه فى الترشيح، مصيلحى هو ابن نادى الاتحاد منذ صغره وتربى بداخله وأحد أبناء حى الشاطبى الذى يقع فيه النادى، مارس لعبة كرة السلة حتى وصل إلى الفريق الأول، ووجد فيه الدكتور كمال شلبى طاقات يجب الاستفادة منها لنادى الاتحاد فضمه إلى قائمته فى انتخابات 1996، وجاء مصيلحى الأول فى الترتيب بين الأعضاء رغم أنه كان أصغرهم سناً، وتدرج مصيلحى فى المناصب بعد ذلك أميناً للصندوق ثم نائباً للرئيس حتى تسلم الرئاسة، وبلا شك، أن نادى الاتحاد فى السنتين الماضيتين ساده نوع منها الاستقرار خاصة المادى.. إن عدم الاستقرار هو مصيبة الأندية الجماهيرية التى تعانى جميعاً من قلة الموارد. وكان مصيلحى له نظرة فى تنمية موارد النادى، وبدأ بالفعل فى ذلك بطرق مجالات عديدة من التعاون المثمر مادياً والمفيد فى الوقت نفسه لأعضاء النادى مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، ولعله يستمر فى ذلك إذا قدر له النجاح، لأن ذلك هو ما يُحسب لأى رئيس ومجلس إدارته حين يحقق استقراراً لمن بعده، لا أن يدفع ويجمع تبرعات سواء منه أو من غيره ليسد الاحتياجات الوقتية. مصيلحى يرى أنه مازال لديه الكثير ليقدمه إلى ناديه الغالى، وإلى أعضاء وجماهير الاتحاد الذين يعشقهم وارتبط معهم بروابط كثيرة على مدار تاريخه. ■ عفت السادات أيضاً لديه أسباب عديدة للترشيح، فهو يرى أنه أعطى نادى الاتحاد الكثير خلال توليه رئاسته، وحقق نجاحاً كبيراً مع فريق كرة القدم. ■ كل منهما لديه القناعة بأنه الأحق برئاسة النادى، من سيفوز هل هو مصيلحى الذى وقف وصمد وضحى بالكثير وتقدم لانتخابات 2004 حين كان نادى الاتحاد يعانى من مشاكل مالية وإدارية وتخبط وعدم استقرار وأخذ القرار ورشح نفسه نائباً للدكتور كمال شلبى ليتحمل ويقود سفينة نادى الاتحاد المهددة بالغرق، ونجاها الله بفضل مصيلحى وزملائه أعضاء مجلس الإدارة، أم سيفوز عفت بفكره وبرنامجه الذى من المؤكد أنه تعمق فى التفكير فيه لمدة 5 سنوات قضاها بعيداً عن نادى الاتحاد؟ وهو يصرح بأن مجلس الإدارة كان يبعده متعمداً لكى يظل خارج الصورة، ونطرح سؤالاً: هل لو كان عفت رشح نفسه فى سنة 2004 وأصبح رئيساً للنادى، هل كان من الممكن أن يأتى مصيلحى الآن ويتقدم لترشيح نفسه أمامه؟ حقيقة لا أعلم، لكننى أرى أن للصداقة قيمة عظيمة يجب أن نحافظ جميعاً عليها. [email protected]