ربما هو قدر هوليوود أن تحزن مرتين فى يوم واحد، لرحيل ملك البوب «مايكل جاكسون» والممثلة «فرح فاوست»، التى تجاهل الإعلام العالمى الاهتمام بمتابعة أخبار وفاتها طوال الأيام القليلة الماضية مقابل تركيز اهتمامه بخبر الوفاة المفاجئة ل«جاكسون»، الحزن المضاعف لهوليوود لخسارة اثنين من رموزها يقترب من ذلك الحزن المضاعف الذى عاشته السينما العالمية مع رحيل مخرجيها الكبيرين «انجمار برجمان» و«مايكل أنجلو أنطونيونى» فى توقيت متقارب أيضًا قبل عامين. إلا أن رحيل «فرح» الهادئ، التى يشيع جثمانها اليوم، بعد معاناة مريرة مع مرض السرطان عن 62 عامًا، يراه المحللون فى هوليوود أقل وطأة من صخب رحيل «جاكسون» ووفاته المفاجئة إثر سكتة قلبية. تأتى وفاة «فرح» فى مركز «جون» الطبى فى «سانتا مونيكا» بعد شهر واحد من عرض فيلم وثائقى باسم «قصة فرح» على قناة «nbc» ظهرت فيه لتروى معاناتها لجمهورها من العلاج الكيماوى، الذى قضى على رونقها وحتى شعرها الذهبى الذى تميزت به، وكان وراء تكالب شركات الشامبو للفوز بها والترويج لمنتجاتها، فبسبب تسريحة شعرها المميزة اشتهرت «فرح» عالميًا، واعتبرت رمزًا للأنوثة والإغراء، حيث قلدتها الكثير من النساء فى العالم. وفى الفيلم الوثائقى قالت «فرح» لمشاهديها أيضا: «لا تهتموا بأى شىء يمكن أن يقال لكم، حاربوا فقط»، كما اتهمت المركز الطبى الذى كانت تخضع فيه للعلاج ببيع الأسرار الطبية للمشاهير الذين يخضعون للعلاج به إلى مجلة «ناشيونال انكواير». «فرح» التى قضت الأعوام الثلاثة الأخيرة فى صراع بعيد عن وسائل الإعلام، بدأت شهرتها وانطلاقتها من خلال حلقات المسلسل الشهير «ملائكة تشارلى» عام 1967، بعدما نشرت صورة لها ضمن موضوع «أجمل عشرة وجوه جامعية» فى مجلة «كاش بوكس»، وسرعان ما لفت جمالها أحد ناشرى المجلات فى هوليوود، فاتصل بها وألح عليها فى أن تأتى إلى «لوس أنجلوس»، وهو ما فعلته عام 1969 بعد إقناع أسرتها بأنها ستجرب حظها. ووافقت «فرح» على أن تبدأ شق طريقها فى هوليوود من خلال الإعلانات التجارية، ثم توالت أعمالها الفنية حتى اكتشافها إصابتها بمرض السرطان عام 2006، لتبدأ رحلة العلاج المريرة، وشفيت بالفعل لتصدر بيانًا قالت فيه: «آمل أن يكون شفائى ملهمًا لكل من أصابهم هذا المرض»، إلا أنه وبعد أقل من أربعة أشهر ظهر ورم جديد فى المنطقة نفسها التى خضعت للجراحة والعلاج الكيماوى، لتصارع الموت، إلى أن توفت صباح الخميس الماضى.