يلقى اليوم محبو مايكل جاكسون فى العالم النظرة الأخيرة على جثمانه، أحد عشر يوما من الحزن عاشها عشاق «ملك البوب» منذ أن أعلن عن وفاته المفاجئة فجر الجمعة قبل الماضية. وعلى مدى الأيام الماضية التزمت عائلة جاكسون بالتعتيم، وتضليل الإعلام فيما يخص جنازته وحفل تكريمه، فقد ألمحت أولا إلى أن جثمان النجم العالمى سينقل إلى مزرعته «نيفرلاند» فى كاليفورنيا وهو ما أدى إلى تهافت محبى جاكسون إليها، لكنها رست أخيرا على قاعة «ستايبلز سنتر» فى لوس أنجلوس وهو قرار لقى انتقادا وأثار مخاوف فى نفوس المعجبين بملك البوب والسلطات المحلية. وتعود ملكية قاعة «ستايبلز سنتر» الى شركة «إيه. آى. جى» المروجة لحفلات جاكسون التى كانت مقررة فى لندن ابتداء من 13 يوليو الحالى. ولا تتسع هذه القاعة «الصغيرة» إلا لعشرين ألف شخص سيتم توزيع 11 ألف تذكرة فقط مجانا بالقرعة الأحد. وستبث المراسم مباشرة فى قاعة «مسرح نوكيا» المجاورة أمام 6500 شخص آخر سيفوزون ببطاقات بالقرعة كذلك. وقد أغلق يوم السبت باب التسجيل للحصول على تذاكر الحفل عبر موقع «ستايبلز سنتر» بعد أن سجل أكثر نصف مليار زائر للموقع أملا فى الحصول على تذاكر حضور مراسم الجنازة. وأعربت السلطات المحلية عن مخاوفها من حدوث تجاوزات بسبب تهافت جماهير تزيد عن طاقة المدينة. وحتى أمس حافظت عائلة جاكسون على سرية مراسم الجنازة، ولم تكشف أية تفاصيل حول المراسم سوى أنها تبدأ فى العاشرة صباحا بالتوقيت المحلى لمدينة لوس أنجلوس، أى الثامنة بتوقيت القاهرة. ونقلت صحيفة نيويورك بوست عن مصادر مقربة من عائلة جاكسون أن مراسم جنائزية خاصة ستسبق حفل التكريم الشعبى له، وستعقبها مراسم دفن فى مقبرة فورست لون فى لوس أنجلوس. أما حفل «تكريم» جاكسون، فبات حديث الصباح والمساء فى الولاياتالمتحدة، ويتوقع أن يشهد ستايبلز سنتر حدثا عالميا على غرار مراسم دفن ألفيس بريسلى الذى شارك فيه 75 ألف شخص، ومأتم الأميرة ديانا التى جذبت 250 ألف شخص. مخرج الحفل كين إيرك حدد طقوس معينة ستشكل ملامح الحفل، وقال إن حفل «التكريم» لن يكون فيه أجراس وترانيم الكنيسة التى تضرب فى حفلات التأبين. كين أضاف أن منظمى الحفل وعائلة جاكسون اتفقوا على أن يطلقوا على الحفل اسم «تكريم» بدلا من «تأبين»، وقال: «العالم سوف يقوم بالاحتفال بحياة مايكل جاكسون، لذلك لن أستخدم ترانيم وأجراس الكنيسة كما يفعل فى العادة». وكشف إيرك لصحيفة نيويورك ديلى نيوز الفنية، أن حفل الوداع سوف يستغرق 90 دقيقة فقط، ولن نعلن عن برنامج الحفل إلا فى الوقت المناسب». ويضيف إيرك أن ملايين المشاهدين للحفل «يجب أن يتوقعوا أن يروا فى التليفزيون الكثير من الأشخاص الذين آثروا فى حياة جاكسون الشخصية والمهنية». وكشفت الصحيفة أن عائلة جاكسون عقدت اجتماعا سريا مع منظمى الحفل يوم السبت الماضى، واتفقوا معهم على اللمسات الأخيرة على الحفل. 800 مليون شخص. ومن ناحية أخرى، توقعت صحيفة الصنداى تايمز أن يتابع حفل تأبين مايكل جاكسون أكثر من 800 مليون شخص على مستوى العالم. وكشفت الصحيفة عن أن الشرطة فى لوس أنجلوس ترغب فى استجواب 30 من الأطباء والممرضات والكيميائيين الذين قد يكونون ساعدوا فى تزويد ملك البوب الراحل، مايكل جاكسون، بالعقاقير التى تُصرف بمعرفة الطبيب، وذلك فى الوقت الذى لا يزال يدور فيه النقاش بين أفراد أسرته حول التفاصيل النهائية لمراسم تأبينه. وقد تحول اهتمام قوة الشرطة لإجراء تحقيق موسع للتحقق من الروشتات الطبية التى كانت توصف له بشأن مسكنات الألم التى عُثر عليها فى منزله تحت أسماء وهمية مثل جاك لندن وعمر أرنولد. أبناؤه أمام ديون طائلة ومع تزايد الحزن على ملك «البوب» وترقب حفل تأبينه، رأى مراقبون أنه من الضرورى النظر إلى حالة أبنائه الثلاثة المادية بعد موته، إذ إن النجم الأسمر كان مبذرا جدا، مما يدفع إلى التساؤل إن كان سيورثهم ثروة أم ديونا طائلة؟ ويرى مصدر مقرب من جاكسون، لم يفصح عن اسمه، أن أولاده الثلاثة، برنس مايكل الأول، 11 عاما، وباريس، 12 عاما، وبرنس مايكل الثانى، الشهير باسم «بلانكيت» (بطانية)، 7 سنوات، سيرثون إمبراطورية كبرى من الممتلكات والأغانى، والتى تثقل كاهلها أكوام من الديون فى نفس الوقت. وأشار المصدر، بحسب مجلة «بيبول» الأمريكية، إلى أنه وفقا لوصية جاكسون المسجلة عام 2002، فإن أولاده الثلاثة ووالدته كاثرين، هم المستفيدون الوحيدون من صندوق الائتمان الذى أنشأه ليشمل جميع ممتلكاته. ولكن يعكر صفاء هذا الوضع، بحسب المصدر، أن جاكسون توقف عن العمل لمدة تزيد على 10 سنوات فى الوقت الذى بلغت فيه مصاريفه 100 مليون دولار سنويا، مما أدى إلى تراكم الديون عليه. وذكر المصدر أن الدليل على ذلك الحفل الغنائى الذى كان مقررا أن يحييه جاكسون فى الشهر الحالى، وذلك لإنقاذ وضعه المالى، بعد أن وصلت ديونه إلى 500 مليون دولار. وأوضح المصدر أن جاكسون باع معظم مزرعته الشهيرة «نيفرلاند» لشركة «كولونى كابيتال» بعد أن كان مقررا أن تنزع منه ملكيتها بشكل كامل بسبب الديون. والغريب فى الأمر، بحسب المصدر، أن جاكسون، كان رجل أعمال ناجحا فى حياته، وهو ما تجلى عندما قام بشراء حقوق ملكية الأغانى التى ألفها فريق «البيتلز» الإنجليزى الشهير، عام 1985 مقابل 47.5 مليون دولار، ليبيعها لشركة «سونى إيه تى. فى.» مقابل 150 مليون دولار. وبالمقابل رأى المصدر أنه فى حال قام منفذو وصيته باتباع خطواته كرجل أعمال من الطراز الأول، فإنهم على الأرجح سيتجنبون عناء أى مشكلات مادية، وسيبقى مستقبل أولاده الثلاثة مضمونا.