وسط توتر بالغ فى العلاقات الإيرانية - البريطانية، اعتقلت السلطات الإيرانية أمس 8 موظفين إيرانيين فى السفارة البريطانية، لاتهامهم بلعب دور فى أعمال الشغب التى تلت الانتخابات الرئاسية. ونقلت وكالة «فارس» للأنباء عن مصادر لم تكشف عن هويتها قولها إن المعتقلين لعبوا «دوراً كبيراً» فى العنف الذى اندلع عقب انتخاب الرئيس الإيرانى, محمود أحمدى نجاد, لولاية ثانية. وتتهم إيران قوى غربية - وعلى وجه الخصوص بريطانيا والولايات المتحدة - بالتحريض على احتجاجات الشوارع وأعمال العنف التى هزت البلاد بعد انتخابات الرئاسة المتنازع على نتائجها والتى أجريت فى 12 يونيو، بينما ترفض بريطانيا هذه الاتهامات. وفى غضون ذلك، قلل السفير السويدى لدى طهران، ماجنوس فانشتت، من أهمية استدعائه إلى وزارة الخارجية الإيرانية احتجاجا على محاولة متظاهرين اقتحام السفارة الإيرانية فى ستوكهولم. واعتبر أن هذا الإجراء «عادى» ويتطابق مع الأعراف الدبلوماسية بين الدول. جاء ذلك فيما طالب المرشح الإصلاحى الخاسر فى الانتخابات، مهدى كروبى، أمس بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق فى العملية الانتخابية برمتها، رافضاً بذلك اللجنة التى اقترحت السلطة تشكيلها، فى رسالة نشرتها صحيفة «اعتماد ملى». وكتب كروبى - الذى يحتج مع المرشحين الآخرين، مير حسين موسوى ومحسن رضائى - على شرعية انتخاب نجاد لولاية ثانية، أنه «فى حال شكل مجلس صيانة الدستور لجنة مستقلة تتمتع بكامل الصلاحيات للتحقيق فى جميع جوانب الانتخابات، فسأقبل بها». وكان مجلس صيانة الدستور - التابع للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية على خامنئى - عرض إعادة فرز جزئى للأصوات، وأمهل المرشحين ال3 أمس الأول 24 ساعة لتعيين ممثل عنهم فى اللجنة التى شكلها للنظر فى الطعون، غير أن موسوى رفض أى مشاركة فيها، فيما أعلن رضائى أنه لن ينضم إليها إلا فى حال مشاركة المرشحين الآخرين. وكان الرئيس الإيرانى اعتبر أمس الأول أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة «وضعت حداً للديمقراطية الليبرالية والفكر الليبرالى. ومن ناحية أخرى، ذكرت صحيفة «اعتماد ملى» اليومية أنه من المحتمل ألا ينضم 4 وزراء على الأقل من الحكومة الحالية إلى الحكومة الجديدة. إلا أنه لم يتضح ما إذا كان نجاد لا يرغب فى الاحتفاظ بوزراء الثقافة والدفاع والعمل والاتصالات، أو أنهم سيتركون مناصبهم بمحض إرادتهم. وفى روما، نفى رئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو برلسكونى، أمس الأول، تقريرا لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، جاء فيه أنه وصف الرئيس الأمريكى باراك أوباما بأنه «ضعيف» بشأن إيران أثناء اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى روما. وأوضح برلسكونى - الذى يستضيف أوباما فى قمة الثمانى الشهر المقبل - الأمر قائلاً «قلت ببساطة إن الإدارة الأمريكية تفكر فى كيفية الرد على إيران، وأن شخصاً ما فى الحزب الديمقراطى أصر على أن يتخذ أوباما موقفا أقوى». ومن ناحيته، أعرب وزير الخارجية الإيطالى فرانكو فراتينى عن الأسف لعدم وجود سياسة موحدة من قبل الاتحاد الأوروبى بشأن كيفية إعطاء تأشيرات دخول للمعارضين الإيرانيين. وفى تركيا، وصف رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان ما تشهده إيران من تطورات فى أعقاب الانتخابات الرئاسية بأنه أمر «صادم»، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن الأوضاع ستعود إلى طبيعتها سريعا، فيما نظم إيرانيون فى أنقرة مظاهرة للاحتجاج على نتائج الانتخابات الإيرانية، فى الوقت الذى خرج فيه نحو ألف متظاهر فى فرانكفورت فى مسيرة سلمية للتنديد بنظام الحكم فى إيران، والتعبير عن التضامن مع المحتجين المنتمين للمعارضة الإيرانية.