يستضيف ملعب «رويال بافوكينج» بمدينة روستنبورج فى الرابعة عصرًا بتوقيت القاهرة، المباراة قبل الأخيرة لبطولة كأس العالم للقارات، عندما يلتقى منتخب جنوب أفريقيا، صاحب الأرض والجمهور، مع نظيره الإسبانى الجريح، فى مباراة تحديد المركز الثالث والميدالية البرونزية. يسعى المنتخب الإسبانى لمداواة جراحه ومصالحة جماهيره قبل الرحيل من جنوب أفريقيا بعد خسارته المفاجئة من الولاياتالمتحدةالأمريكية فى الدور نصف النهائى، وفشله فى الوصول للنهائى للمرة الأولى فى تاريخه فى أولى مشاركاته بالبطولة، وكذلك توقف الأرقام القياسية وانتهاء الأحلام. ويدخل لاعبو المنتخب الإسبانى لقاء اليوم دون رغبة فى الأداء بسبب عدم شعورهم بوجود قيمة للمركز الثالث، خصوصًا أن هذا اللقاء تم إلغاؤه فى البطولات الأوروبية، ولا يعتد به إلا فى بطولات الاتحاد الدولى فقط، فيما يرى البعض أن المباراة مهمة لإسبانيا لترك انطباع جيد قبل الرحيل عن جنوب أفريقيا، ويرى كابديفيلا، لاعب وسط إسبانيا، أن مباراة تحديد المركز الثالث يجب ألا تلعب من الأساس، خصوصا أن اللاعبين مجهدون، ولكن اختلف معه المهاجم فرناندو توريس، الذى أكد أن إسبانيا يجب أن تنهى مشوارها فى البطولة بفوز. وقال: «يشرفنى دائما أن أرتدى قميص منتخب إسبانيا». وينتظر أن يشارك ديل بوسكى، المدير الفنى لإسبانيا، فى لقاء اليوم بمجموعة من البدلاء فى محاولة لمنح باقى اللاعبين راحة بسبب الإجهاد الذى عانوا منه على مدار الأيام الماضية من تتابع المباريات، فضلا عن منح اللاعبين الذين لم يشاركوا فرصة للظهور. من جهة أخرى، يدخل أصحاب الأرض اللقاء بهدف واحد وهو الفوز، للتأكيد على أن مشاركتهم فى البطولة لم تكن شرفية، وأنهم نجحوا فى تمثيل القارة الأفريقية بشكل جيد فى هذا العرس الكبير. ورغم فشل جنوب أفريقيا فى التأهل للمباراة النهائية بالخسارة من البرازيل بهدف نظيف، اتفق لاعبو المنتخب، الملقب ب«الأولاد»، على أنهم ودّعوا منافسات البطولة مرفوعى الرأس. وأكد آرون موكوينا، قائد المنتخب الجنوب أفريقى، والذى تسبب فى الضربة الحرة المباشرة التى سجل منها البديل البرازيلى دانييل ألفيس هدف المباراة الوحيد، أن منتخب البافانا بافانا (الأولاد) تعلم الكثير استعدادا لبطولة كأس العالم التى تستضيفها البلاد نفسها العام المقبل. وقال موكوينا: «أهم شىء هو استخلاص الجوانب الجيدة من هذه البطولة ونقلها إلى كأس العالم.. إننا نبنى فريقًا، وكانت بطولة القارات بمثابة تجربة أداء لنا، وقد ظهرنا فيها بمستوى رائع، وكل ما يهم الآن هو أن ننقل الثقة التى اكتسبناها هنا إلى كأس العالم». وأصر قائد منتخب جنوب أفريقيا على نجاح فريقه فى بطولة كأس القارات، قائلا: «لقد تمكن الفريق من تمالك نفسه ورفع رأس بلادنا، وهذا بالنسبة لنا يعنى أن لاعبى الفريق أصبحوا ناضجين الآن وأننا لم نعد صغارًا، وسنبرهن على ذلك أمام إسبانيا فى لقاء اليوم». ويسعى جويل سانتانا، المدير الفنى، لاستغلال حالة التذمر بين لاعبى المنتخب الإسبانى من ضغط المباريات ورفض معظمهم المشاركة فى لقاء اليوم، لتحقيق إنجاز يُكتب فى تاريخه بالحصول على المركز الثالث بكأس القارات.