عندنا دائماً تُحل المشكلة بتغيير وزارة، أو اختراع وزارة جديدة تقوم بنفس ما تقوم به الوزارة الماضية، ولا يوجد أى تغيير أو حلول للمشاكل الرئيسية تغيير الاسم فقط، مرة وزارة الأسرة والطفل، ومرة وزارة السكان.. يعنى كلها تهتم بشؤون نصف شعب أو أكثر.. ومع هذا أصل المشكلة لا يعرف طريقه إلى شاطئ الأمان أو أى طريق أمل.. والآن نفاجأ بهذه الوزارة الجديدة. إنه ليس إلا لعبًا بالأسماء، وعندما نسمع ونقرأ أن مصر يوجد بها أطفال شوارع عددهم يتعدى الملايين، وطبعاً ليسوا أطفالاً فقط، فنجد مراهقين شبابا وفتيات وما أكثر البرامج.. سواء المسموعة أو المرئية.. عن حقوق الأطفال والمرأة، والمشكلة تتراكم والحلول دائماً تكون مؤقتة.. وما أريد أن نعرفه هو ماذا قدمت الوزارات من علاج أو حل حتى نصل إلى هذا العدد الذى يمثل القنبلة الموقوتة؟ وهى الآن فى طريقها للانفجار، لدينا أطفال ومواليد حديثى الولادة وأمهات صغيرات، وما يفعل بهم من جرائم هزت المجتمع المصرى ليس ببعيد، وليس أكثر من أن يظهر المسؤول على الشاشات ويقول: «كله تمام التمام».. حتى تمر سنوات وزارته ولا شىء يتغير والكارثة تتفاقم ولا تحل. الأخطر أن الأيام والسنوات تمر والأطفال أصبحوا رجالاً ونساء، بما فيها من كارثة النسب وأفعال جميع المحرمات، ولا يوجد من رقيب، والجميع يشاهدونهم فى إشارات المرور وغيرها من أماكن كثيرة.. وفى بعض دور الرعاية للأحداث أو أطفال الشوارع عندما يصل لمرحلة فى سن معينة يرجع إلى الشارع، حتى وإن نال قسطاً من التعليم فى هذه الدار! وكثيراً ما طرحت هذه المشكلة فى جميع وسائل الإعلام، وتمت الإشارة إلى الإهمال فى بعض هذه الأماكن.. إن من الأفضل إيجاد حلول جذرية وليس وزارة جديدة وعبئاً مالياً جديداً، ولا تحل المشكلة بأكبر منها، وما أكثرها تلك الأموال التى تذهب إلى من لا يستحقها.. وليست رعاية الطفولة فى إقامة مهرجانات وإنشاء ملاه وغيرها من مشروعات لا يستفيد بها إلا القليل، أو إنشاء جمعيات تبحث عن حقوق المرأة.. أى امرأة.. إن ملايين من النساء لا يعرفن أو يسمعن عن هذه الجمعيات، ويوجد ملايين من الفقراء لا يعلمون شيئاً عن وزارة جاءت أو ذهبت! لأنه لا شىء يتغير فى تلال المعاناة فى صباحهم ومسائهم.. وأتمنى أن نُعمل الحكمة وننظر بعين العدل والرحمة حتى تبقى مصر دائماً الأقوى.. وآمل أن تصبح الأفضل ونرفع المعاناة عن كاهل هذا الشعب الكريم. عزة عبدالقادر [email protected]