كما طوّرت الأنفلونزا من خصائصها فأصبحت اكثر فتكاً كذلك شأن البعوض هذا العام فقد أصبح أشد شراسة، وأصبح لدغه أشد إيلاماً. فمنذ حلول فصل الربيع ولم تعد المبيدات والصواعق تنفع فى مقاومة البعوض، خاصة ذلك النوع الذى نشأ فى برك واسعة من الصرف المكشوف على أطراف بعض المدن الجديدة ذات المواصفات عالية الرفاهية، تلك المواصفات التى سوف تنعكس بالطبع على قيمة الضريبة العقارية المقدرة على وحداتها السكنية بصرف النظر عن معاناة سكانها من لدغ البعوض، الذى صار يترك فى أجسام الأطفال الصغار علامات مدببة طلعها كأنه رؤوس الشياطين. وقبل أن يتطور أمر هذه الظاهرة ليخلق بيئة مناسبة لأنواع غريبة من الأمراض كما حدث من قبل مع حظائر الخنازير، أناشد وزارة البيئة أن ترسل حملاتها على تلك المدن فى مدينة السادس من أكتوبر، وإذا أردتم مثالاً واقعياً فها هو الحى الراقى القريب من مدينة الإنتاج الإعلامى والذى يستقر فى الجهة المقابلة لمدينة ملاه هى الأشهر فى مصر، مازال يعتمد الصرف المكشوف وسيلة للتخلّص من مخلفات الصرف فى موقع متاخم للوحدات السكنية. الطريف أن هذا الحى يروّج الآن لامتداد له يشمل الفيلات الفاخرة، والبعوض يتربص بالوافد الغافل الجديد الذى يا ولداه لا يدرى ما هو واقع به. مدحت أنور نافع خبير بالمحاكم الاقتصادية [email protected]