طبقة خاصة وشريحة ذات مواصفات محددة سكنت منطقة الزمالك، فأصبحت للمنطقة وسكانها طبيعة تميزها، لا يعرفها إلا من اختلط بهم.. هنا يبرز اسم عم بدوى أحمد، أحد أقدم حراس العقارات فى الزمالك، إذ يرتبط بها منذ 30 عاماً، هذه السنوات التى قضاها فى المنطقة كانت كافية ليحفظ طباع سكانها وعاداتهم، بل يقدم تشريحاً نفسياً لتصرفاتهم، جعله يجزم بأن أزمة وباء أنفلونزا الخنازير، الذى ظهر فى مصر فى أرقى أحيائها، ستغير كثيراً فى تركيبة سكان الزمالك.. لأنهم بطبعهم: مش بيحبوا المفاجآت. التشريح الذى قدمه عم بدوى للمنطقة وسكانها يعتمد على عامل أساسى يلخصه: أقرب حد للسكان هنا هو البواب، عشان كده أقدر أقولكم إن سكان الزمالك رغم اختلاف طبايعهم بيتفقوا فى حاجة واحدة، إنهم بيخافوا من المفاجآت وخصوصاً لو كانت مش حلوة، وده لأن السكان هنا كلهم ولاد أكابر، والمناطق الشعبية اللى حوالين الزمالك مليانة قلق، عشان كده السكان حاسين إنهم تحت النظر ومتراقبين دايماً. ويحكى عم بدوى: أول ما السكان سمعوا عن أنفلونزا الخنازير اللى ظهرت فى الزمالك وحالهم اتشقلب، ما بينزلوش من بيوتهم إلا للشديد القوى، ومن ساعتها وأنا حيلى اتهد رايح جاى أجيب لهم فى طلبات، ده غير الكمامات اللى بيلبسوها من ساعة ما بيخرجوا من بيوتهم ولحد ما يخرجوا من الزمالك خالص، ولما يرجعوا بيسيبوا عربياتهم فى أى حتة ويجروا على شققهم، ويقولولى اركنها إنت يا عم بدوى. ورغم هذه الحالة فإن عم بدوى سعيد بعمله فى المنطقة: مهما حصل مش هاسيبها، هو حد يلاقى ناس بالأدب ده ويسيبهم، ده أنا من ساعة ما سبت أسوان من 30 سنة واشتغلت معاهم عمرى ما اتخانقت مع ساكن، ولا شفت خناقة من أصله فى المنطقة.. لكن هما برضه اتغيروا، وإيديهم بقت شحيحة، خايفين من الأزمة المالية العالمية.. دى بقى ميزة الفقير.. ماعندوش فلوس يخاف عليها من الأساس.