من عام 1949توفى الفنان نجيب الريحانى

اسمه الأصلى نجيب إلياس ريحانة ونعرفه باسم نجيب الريحانى وهو مولود فى 21 يناير من عام 1889 فى القاهره، ولد لأب من أصل موصلى عراقى كلدانى مسيحى اسمه «إلياس ريحانة» يعمل بتجارة الخيل فاستقرت به الحال فى القاهرة ليتزوج سيدة مصرية قبطية أنجب منها ولده نجيب.
نشأ نجيب فى القاهرة وعاش فى حى باب الشعرية الشعبى منفردا فعاشر الطبقة الشعبية البسيطة والفقيرة. وعلى حد وصف يحيى حقى فإن الريحانى كان من الأجانب الذين أكرمت مصر وفادتهم، ولكنه عاش طيلة حياته يشعر بفارق مكتوم بينه وبين المصريين، وكان هذا سر وحدته.
عاش نجيب فى حى الظاهر بالقاهرة وبدا منطويا إبان دراسته بمدرسة الفرير الابتدائية، وعندما أكمل تعليمه ظهرت عليه بعض الملامح الساخرة، ولكنه كان يسخر بخجل أيضا، وعندما نال شهادة البكالوريا، كان والده قد تدهورت تجارته فاكتفى بهذه الشهادة.
وبحث الريحانى عن عمل يساعد به أسرته، التحق الريحانى بوظيفة كاتب حسابات بشركة السكر بنجع حمادى بالصعيد، وهذه الشركة كانت ملكا خالصا للاقتصادى المصرى «عبود باشا».
ولكن هذه الوظيفة البسيطة والتى كان نجيب الريحانى يتقاضى منها راتباً شهريا ستة جنيهات، وهو مبلغ لابأس به فى ذلك الوقت، لم تشبع رغبته فاستقال منها وعاد إلى القاهرة، ليجد أن الأمور قد تبدلت وأصبح الحصول على عمل فى حكم المستحيل، وأصبحت اللغة الفرنسية التى يجيدها غير مطلوبة،
وقدمت لمصر لغة أجنبية ثانية، بعد أن استتب الأمر للإنجليز وسيطروا على كل مقدرات مصر وفى يوم قادته قدماه إلى شارع عماد الدين الذى كان يعج آنذاك بالملاهى الليلية، وقابل صديقا له كان يعشق التمثيل واسمه محمد سعيد وعرض عليه أن يكونا سويا فرقة مسرحية لتقديم الاسكتشات الخفيفة لجماهير الملاهى الليلية..
تزوج الريحانى من الراقصة اللبنانية بديعة مصابنى التى طلقها فيما بعد، بسبب غيرتها عليه وله منها ابنة واحدة. إلى أن توفى أثناء عمله فى فيلم (غزل البنات) 1949م فتم تعديل نهايته.
اعتزل الريحانى المسرح عام 1946، بعد أن قدم مع بديع خيرى صديق عمره وتوأمه فى الفن 33 مسرحية اتجه بعد ذلك إلى السينما وله فيها عشرة أفلام منها صاحب السعادة كشكش بيه وبسلامته عايز يتجوز وسلامة فى خير ومن الأوبريتات التى شارك فيها: قولوا له والعشرة الطيبة والشاطر حسن وأيام العز إلى أن توفى فى مثل هذا اليوم (8 يونيو) من عام 1949 إثر إصابته بمرض التيفويد.