أشاد بعض السياسيين والمحللين بموقف جماعة الإخوان المسلمين من انتخابات نقابة المحامين التى أجريت أمس الأول، رغم وصف البعض للموقف بأنه تكتيك سياسى، كما وصفه البعض الآخر بالانتهازية، لأن الجماعة ساندت حمدى خليفة فى السر، حتى إذا فاز بمقعد النقيب، يكون لها الفضل فى نجاحه، وبرر هذا الفريق طرحه بأن الجماعة استفادت من تجربتها فى تأييد رجائى عطية على مدار دورتين كاملتين أمام سامح عاشور وإخفاقه فى المرتين، واتهمت الجماعة، وقتها عطية بأنه لا يناسب العمل النقابى. قال الدكتور وحيد عبدالمجيد، نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، إن موقف الإخوان شابه بعض الانتهازية، التى يمكن إرجاعها إلى ارتباط موقفهم بطبيعة الانتخابات التى سادتها حالة من الاحتقان، فى ظل غياب القاعدة الأساسية للمنافسة الشريفة. وأضاف عبدالمجيد أن الجماعة لها الحق فى التنافس بالكيفية التى ترى أنها مؤيده لفكرتها، خاصة فى ظل عدم وجود قاعدة حرة للتنافس فى هذه الانتخابات، وأن كل المرشحين كانوا يتعاملون بقاعدة «اللى تملكه إلعبّه»، مشيرًا إلى أن موقف الإخوان يميل إلى الارتماء فى قاعدة اللعبة الانتخابية بكل ما تحمله من وسائل مشروعة أو غير مشروعة. وأرجع عبدالمجيد السبب فى مواقف الإخوان فى التأييد العلنى والسرى لمرشح دون آخر إلى الظروف الطبيعية التى تجرى فيها الانتخابات وأسلحة البعض فيها، وبالتالى لا يمكن الحكم على موضوعية الانتخابات من عدمها بموقف الإخوان دون باقى المواقف الأخرى للأطراف المختلفة، مطالبًا بالتريث فى الحكم على موقف الجماعة، وقال منتصر الزيات، المرشح السابق على مقعد النقيب: الإخوان تعاملوا بذكاء فى هذه الانتخابات رغم تحفظهم فى الإعلان عن تأييد مرشح دون آخر. وبرر الزيات عدم إعلان الإخوان صراحة تأييدهم خليفة بعدم استغلال الإعلان من قبل الحزب الوطنى، أو المحامين المناوئين للجماعة، وبالتالى يكون هناك موقف ضد قائمة الشريعة بالنقابة، والتى تمثل مرشحى الجماعة. ووصف الزيات تحرك الإخوان فى هذه الانتخابات بالمشروعة والموضوعية والمناسبة للعملية الانتخابية، خاصة أن سامح عاشور كان شرسًا ويستخدم جميع الطرق والوسائل المشروعة وغير المشروعة لإسقاط الإخوان فى الانتخابات. واعتبر الدكتور عمار على حسن، المتخصص فى شؤون الحركات الإسلامية، أن موقف الإخوان، المتمثل فى تأييد حمدى خليفة على حساب سامح عاشور كان واضحًا جدًا، لأن الجماعة اعتبرت عاشور عدوها بسبب حربه المعلنة عليها خلال الفترة السابقة. وأوضح حسن أن هذا الموقف عكس أسلوب الإخوان فى التعامل مع الانتخابات، حيث إنهم غالبا ما يميلون إلى التعامل مع الناجحين بعد الإعلان دون حشد قوة تصويتية كما حدث فى انتخابات المحامين، مشيرًا إلى إن الإخوان لم يصرحوا بذلك، لكن تحركاتهم وتصرفاتهم تؤكد دعمهم لخليفة ووقوفهم ضد عاشور. واعتبر حسن أن إعلان الإخوان تأييد خليفة علنا وليس سرًا يجعل الحزب الوطنى يتكتل ضده وبالتالى يخسرون، فى نفس الوقت الذى لا يمكن وصف خليفة بأنه مرشح الجماعة، وتأييد الجماعة كان صراحة قبل الانتخابات بساعات، وهذا موقف مقصود وكان مدبرًا حتى يستفيد منه خليفة. وأضاف حسن أن الإخوان فى بعض المعارك الصغيرة يحاولون إثبات أنهم أقوياء، وهذه معركة لعبوا فيها ضد الحزب الوطنى واستطاعوا أن ينجحوا.