فى واحدة من أعنف معارك انتخابات نقابة المحامين وأكثرها شراسة، وحتى مثول الجريدة للطبع مساء أمس، لم تكن اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات قد أعلنت النتيجة، غير أن النتائج الأولية لفرز الصناديق فى مختلف المحافظات أكدت تقدم حمدى خليفة نقيب الجيزة على سامح عاشور منافسه الأساسى، بفارق كبير من الأصوات، فيما اعتبر ضربة لتحالف النقيب السابق مع الحزب الوطنى، خصوصاً أن خليفة حظى بدعم كبير غير معلن من جانب المحامين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين. وعلى الرغم من أن الحزب الوطنى وسامح عاشور نفى كلاهما أى ارتباط بينهما فى الانتخابات إلا أن أحداث الأمس كشفت عكس ذلك، إذ ظهر عدد من قياديى الحزب الوطنى فى المحافظات على بوابات اللجان يدعون الناخبين إلى التصويت لخليفة، والأمر نفسه ينطبق على جماعة الإخوان المسلمين، التى ظلت تنكر طوال الأسبوع الماضى تأييدها حمدى خليفة، فيما اعترف مصدر مقرب من مكتب الإرشاد، بأن الجماعة كلفت المحامين التابعين لها بدعم خليفة والعمل على إسقاط سامح عاشور. وحتى مثول الجريدة للطبع، مالت الكفة لصالح حمدى خليفة فى 9 محافظات معظمها فى الوجه البحرى خصوصاً القاهرة والإسكندرية، فى حين تقدم عاشور نسبياً فى بعض محافظات الوجه القبلى. كما تشير النتائج الأولية إلى تقدم قائمة الشريعة التابعة للإخوان المسلمين فى المنافسة على عضوية مجلس النقابة، مقابل تراجع قائمة الحزب الوطنى وتصب المؤشرات فى نجاح مختار العشرى «المحلة» وشوقى داود «أكتوبر»، وطارق حشاد، وعاطف شهاب «المنوفية» وجمال حنفى «قليوب، وأبوبكر ضو «شمال القاهرة» وممدوح أحمد «مرشح حليف على القائمة»، وأيمن السخاوى «المنصورة» وطه أبوعمامة «المنيا»، وشوكت الملط «الشرقية». وكان اللافت تواجد حمدى خليفة فى مقر المحكمة فى حين غاب المرشحون الآخرون على منصب النقيب، وقام أنصار خليفة بالاحتفال بفوزه بالرغم من عدم اكتمال عملية فرز الأصوات أو إعلان النتيجة النهائية. وتسبب قرار المستشار فاروق سلطان رئيس محكمة جنوبالقاهرة بمنع الدخول إلى مقر المحكمة فى حدوث مشادات متكررة بين المحامين وقوات الأمن. وشهدت الانتخابات إجراءات أمنية مكثفة، خصوصاً فى المحافظات التى تمتلك ثقلاً إخوانياً، وكانت الإجراءات أكثر تشدداً حول مبنى محكمة جنوبالقاهرة، حيث جرت عمليات الفرز. وكان للمنشورات المضادة لبعض المرشحين تأثير واضح فى الانتخابات، إذ وزع بعض منافسى حمدى خليفة ثلاثة كتب، منسوب تأليفها له وتحمل أسماء «حافة الهاوية»، «سفاح ليلة الدخلة»، و»نادى المتمردات»، وهى كتب تحوى بين طياتها قصصا جنسية وإباحية، كذلك وزع عدد آخر من المنشورات عبارة عن شهادة بيان وظيفة صادرة عن النيابة العامة بالجيزة تخص خليفة موضحا بها «أنه حاصل على ثانوية تجارية 1969، والتحق بالعمل بوظيفة إدارية بالنيابة عام 1971، واستقال منها عام1977»، وأنه «كان كاتب وسكرتير جلسة»، وهو ما نفاه خليفة. كما نشر بعض المحامين بيانات من صور صحف تقول إن هناك علاقة بين سامح عاشور واتصالات مع السفارة الأمريكية، وبيان من النيابة بشأن القضية التى حصل فيها عاشور على تعويض ضد إحدى الصحف ورئيس مجلس إدارتها وكان رجائى عطية محامى الصحيفة. أما طلعت السادات فناله من المنشورات بيان يقول «إنه وريث التطبيع والعلاقات المشتركة مع إسرائيل»، ومنشور فيه «قصة الزيارة التى قام بها السفير الإسرائيلى لمنزل السادات»، فضلا عن بيان آخر مذيل باسم «محامون مصريون» قالوا فيه إن السادات ورث ثروة 18 مليون جنيه عند بداية عمله «جمعها والده من التهريب والتحايل واستغلال سلطة شقيقه» الرئيس الراحل انور السادات. فيما وزع عدد من البيانات ضد رجائى عطية، منها بيان قال إنه محامى أبناء الرئيس، وآخر فيه شهادة توضح أن عطية كان قاضيا عسكريا ولم يكن يعمل بالمحاماة إلى نهاية السبعينات بعد أن ظل لأكثر من 15 عاما بالقضاء العسكرى. ومنشور آخر يتضمن صورة من السيرة الذاتية التى يوزعها عطية كدعاية للتركيز على القضايا التى كان فيها عطية مدافعا عن أصحابها مثل قضية يوسف والى، الذى قال البيان إن عطية دافع عن صاحب المبيدات المسرطنة وعن أصحاب قضايا الفساد فى مصر.