أجواء «هادئة» وإقبال «ضعيف» فى انتخابات المحامين.. وتوقعات بجولة إعادة الأسبوع المقبل

شهدت انتخابات النقابة العامة للمحامين، أمس، أجواء هادئة منذ ساعات الصباح الباكر وحتى مثول الجريدة للطبع، حيث سيطر مناخ «الإعادة» بين معظم المرشحين والناخبين الذين توقعوا عدم اكتمال النصاب القانونى المحدد ب50%+ 1 المحدد ب103 آلاف وخمسمائة محام من إجمالى عدد أعضاء الجمعية العمومية للمحامين البالغ 207 آلاف وسبعمائة محام.
وثارت «شبهة الطعن» على الانتخابات بسبب اختصاص الجهة المشرفة عليها بناء على حكم محكمة النقض، بين كل من المرشحين والناخبين الذين انقسموا بين مؤيد ومعارض، فى حين شهدت اللجان البالغ عددها 17 لجنة داخل مقر النقابة إقبالا ضعيفاً على صناديق الاقتراع.
فى حين بلغ عدد اللجان الانتخابية 522 لجنة على مستوى الجمهورية و100 لجنة بشمال القاهرة 54 جنوب القاهرة وحلوان 13 لجنة و47 بالجيزة.
وقال المستشار عمر سلامة، رئيس المكتب الفنى للجنة القضائية المشرفة على انتخابات النقابات المهنية، ل«المصرى اليوم» إن الإقبال ضعيف حتى الساعة الثالثة ظهراً إلا إذا حدثت «طفرة» فى إقبال الناخبين تحول دون إعادة الانتخابات.
وأضاف أن الوضع إذا ظل على هذا النحو ستجرى انتخابات الإعادة بثلث الجمعية العمومية الأسبوع المقبل.
واحتدمت المنافسة بين كل من سامح عاشور، ورجائى عطية، على منصب نقيب المحامين، حيث حرص عاشور على استقبال الناخبين منذ الساعة التاسعة صباحاً، متخذاً موقعه المعتاد على يسار مدخل النقابة، بينما تمركز عطية وأنصاره أمام الباب الرئيسى قبل أن يقوم بجولة له فى أرجاء النقابة،
بينما غاب طلعت السادات عن المشهد الانتخابى، فى حين وصل حمدى خليفة نقيب الجيزة والذى ينافس على ذات المنصب، فى وقت متأخر مقارنة بمنافسيه، والذى يخوض المعركة بقائمة سماها «قافلة الخير» ونشبت مشادات كلامية «عنيفة» بينهم وبين أنصار عاشور الذى أخذوا يلقون عليهم برنامج عاشور وقائمته الانتخابية مرددين اسمه وبأنه «هو النقيب».
لكن مرشحى قائمة لجنة الشريعة التابعة لجماعة الإخوان المسلمين لجأوا هذه المرة إلى التحرك «فى صمت» وغابت عنهم أساليب دعايتهم المألوفة التى تتمثل فى الهتافات والأناشيد الدينية، واللافت أنهم استبدلوا شعارهم التقليدى «المشاركة لا المغالبة» بشعار «وعد صادق.. موقف ثابت».
وقال سامح عاشور ل«المصرى اليوم» إن الإقبال «عادى» وإن عدم اكتمال النصاب القانونى أمر مألوف منذ الدورة الماضية. وفى المقابل قال رجائى عطية إن الوضع اليوم يؤدى إلى التفاؤل، مرده إلى الاحتفال بعودة الانتخابات، مستدركا أن الوضع يدعو إلى التشاؤم أيضا بسبب الضغوط المصاحبة التى تتجلى فى عدم الاستعداد لإجراء الانتخابات من جانب محكمة جنوب القاهرة، مشيرا إلى أن هناك لجاناً ظلت خاوية من التصويت، وأنه تم ضبط أكثر من مائة شخص فى أبو كبير دخلوا إحدى اللجان على أنهم محامون.
وأشار عطية إلى أن لجنة محكمة جنوب لم تطلع على حكم محكمة النقض وسارعت فى إجراء الانتخابات وهى ليست «جاهزة» فهذا «يحمل شبهة محاولة انتزاع اختصاص المجلس القضائى المؤقت بمحكمة استئناف».
وهو ما رد عليه عاشور بأن ذلك يدل على تأكده فى إشارة لعطية، بأنه لن يفوز فى الانتخابات فيبادر بالبحث عن الطعن ويتحدث عن النتيجة قبل ظهورها فى حين أن حكم النقض «محسوم» وأنه يختلق وقائع متسائلاً لماذا لم يتقدم ببلاغ للنائب العام بشأن هؤلاء الأشخاص المائة.
لكن عطية قال: «ذاع وتفشى التحالف المؤسف بين الحكومة والحزب الحاكم وبين من كان يجلس على مقعد النقيب - يقصد عاشور - (بغير حق)» معتبرها سابقة (غير مسبوقة) أن تتدخل الدولة تدخلا سافرا، مما يعنى أنها صارت طرفا فى المنافسة الانتخابية، مشيرا إلى أن أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطنى، يقود هذا التيار الذى لا يقدر عواقبه، علما بأن الاتجاه الذى اختاره محل معارضة رموز كثيرة بالحزب.
فى حين علق عاشور بأن هذا المرشح - يقصد عطية - «منفجر داخليا»، موضحا أنه انفجر بعد أن «نفخت فيه الحكومة مرتين» وأيده الإخوان مرتين، لكن النتيجة كانت السقوط، مضيفا : «هل أحمد عز أرسل هؤلاء المحامين الذين يهنئونى بالفوز مسبقا».